هيلاري كلينتون وقناة السويس.. القصة الكاملة لنظرية "الاتجار بالبشر"
لم تنج حادثة جنوح سفينة بقناة السويس من نظرية المؤامرة عبر الشبكات الاجتماعية لكن البطولة هذه المرة ترتبط بهيلاري كلينتون.. فماذا حدث؟
تقرير لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية أكد أن سفينة الشحن التي أغلقت حركة الملاحة بقناة السويس هي أحدث قطعة تضاف إلى نظرية مؤامرة دائمة التطور، والتي تدور حول وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وأعضاء آخرين فيما يسمى "الدولة العميقة" وصلاتهم بمخطط دولي للاتجار في البشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن قنوات الاتصال التي تنتشر فيها نظريات المؤامرة الخاصة بـ"كيو أنون" كانت تهمهم هذا الأسبوع بوجود صلة بين كلينتون والسفينة "إيفرجيفن".
هنا تجدر الإشارة إلى أن (كيو أنون) هي جماعة متطرفة تؤمن بنظريات المؤامرة وتروج لها، وهي إحدى الجماعات التي روجت لوجود خطة سرية ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقد ترددت أصداء تلك الادعاءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي كذلك، بما في ذلك منشورات عبر "فيسبوك" و"إنستقرام"، حيث ربط المستخدمون بين الاسم الحركي لهيلاري كلينتون بالخدمة السرية والسفينة.
ويعني ذلك أن إشارة نداء الاستغاثة للسفينة (H3RC) يتطابق عن قصد مع الأحرف الأولى لها، وهي "إتش آر سي"، أي هيلاري رودهام كلينتون.
ولم يرد مستخدم فيسبوك الذي شارك المنشور لطلبات التعليق من الصحيفة الأمريكية، بينما يتكهن – بدون دليل – بأن "إيفرجرين" هي "على الأرجح غطاء للاتجار في البشر والجنس".
ويروج آخرون لنفس النظرية التي تلمح إلى أن الحاويات إذا جرى فتحها أمام شاشات التلفزيون سيتكشف من داخلها ضحايا الاتجار بالبشر.
وتعد تلك النظرية هي الأحدث في ادعاءات جماعة نظريات المؤامرة "كيو أنون" التي تقول إن الرئيس السابق دونالد ترامب انتخب فقط لإحباط عصبة "الدولة العميقة" السرية، المكونة من متحرشين بالأطفال، وآكلي لحوم البشر، ومن بينهم كلينتون.
السفينة وكلينتون
بنيت سفينة إيفرجرين عام 2018 باعتبارها واحدة من الأكبر في العالم، بحسب وكالة "أسوشيتد برس". وقد استقرت في قناة السويس نحو الساعة 7:45 صباح يوم 23 مارس/آذار، مما أوقف حركة المرور بممر ملاحي هام يربط البحرين الأحمر والمتوسط.
وطبقًا لنظرية المؤامرة، تمتلك شركة "إيفرجرين مارين" التايوانية السفينة "إيفر جيفن"، وتحمل إشارة نداء "H3RC". والاسم الحركي لكلينتون بالخدمة السرية هو أول حروف اسمها "HRC".
ومروجو تلك النظرية يربطون بين السفينة والاتجار في البشر لكن بدون تقديم أدلة. ولم ترد "إيفرجرين" على طلبات التعليق.
وفي عام 2016، أوردت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن كلينتون، التي كانت مرشحة وقتها للرئاسة، كانت تحتفظ باسم حركي خصص لها عندما كانت السيدة الأولى. وتبدأ الأسماء الحركية لعائلة الرئيس بصفة عامة بالحرف نفسه من لقب الرئيس.
على سبيل المثال، كان الاسم الحركي للرئيس بيل كلينتون "إيجل"، وكان اسم هيلاري كلينتون "إيفرجرين".
وتأسست شركة "إيفرجرين مارين" عام 1968، طبقًا لموقعها، عندما كانت كلينتون لا تزال تدرس في الجامعة.
وطبقًا لموقع "ماي شيب تراكينج دوت كوم"، المتخصص في تتبع حركة السفن، فإن شارة نداء سفينة "إيفر جيفن" هو "H3RC" بالفعل، لكن تلك الحروف الأولى مصادفة أيضًا.
وينظم الاتحاد الدولي للاتصالات ومقره جنيف في سويسرا إشارات النداء، وهو وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة.
وطبقًا للوائح الاتصالات الخاصة بالوكالة في نسختها لعام 2020، يشير أول حرفين من شارة النداء البحرية إلى "جنسية" السفينة. وقد خصص الاتحاد أول حرفين "H3" لبنما، التي تبحر "إيفر جيفن" وهي رافعة علمها، طبقًا لتلك اللوائح.
نظرية مؤامرة أخرى
أنصار "كيو أنون" كانوا قد استهدفوا كلينتون بعدة نظريات، واحدة منهم استهدفتها هي والرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما ربطتها ببغاء الأطفال.
وفي عام 2018، كانت هناك ادعاءات حول وجود مقطع فيديو لكلينتون ومساعدتها هوما عابدين وهما تتعديان جنسيًا على طفلة.
وربما أشهر نظرية مؤامرة استهدفت كلينتون هي "بيتزاجيت"، التي انتشرت خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وزعمت أن ويكيليكس نشر رسائل بريد إلكتروني تظهر أن الديمقراطيين المرتبطين بكلينتون كانوا يديرون عصابة بغاء الأطفال في قبو محل بيتزا في واشنطن، بحسب موقع "بوليتي فاكت"، المتخصص في التحقق من المعلومات.
وأكدت "يو إس إيه توداي" في ختام تقريرها، الذي استهدف كشف زيف المعلومات المتداولة، أن أيا من تلك النظريات صحيح.
وتعمل السلطات المصرية جاهدة على تعويم سفينة الشحن العملاقة ذات الـ1300 قدم بعدما علقت بالقناة منذ 23 مارس/آذار الجاري، خاصة أن قناة السويس تعتبر مسارًا ملاحيًا حيويًا يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.
أما الشركة المشغلة للسفينة "إيفر جيفن"، فهي "إيفر جرين"، وهي شركة شحن كبرى تتخذ من تايوان مقراً لها.
aXA6IDE4LjExNy4xNzIuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز