مرض هيلاري كلينتون.. هل يقلب طاولة الانتخابات الأمريكية؟
مرض كينتون أثار قلقاً وارتيابا بشأن حالتها الصحية مع الدخول في الأسابيع الأخيرة للحملة الانتخابية.
تحولت إصابة المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون بالالتهاب الرئوي، إلى الخبر الرئيسي في حملة الانتخابات الأمريكية.
وكشفت المصادر الطبية عن إصابة هيلاري كلينتون بالالتهاب الرئوي بعد أن أوشكت على الانهيار يوم الأحد خلال مراسم ذكرى 11 سبتمبر.
وأثار مرض كينتون قلقاً وارتيابا بشأن حالتها الصحية مع الدخول في الأسابيع الأخيرة للحملة الانتخابية.
ويخشى مؤيدو هيلاري كلينتون أن يدفع مرضها الناخبين المترددين إلى تأييد المرشح الجمهوري دونالد ترامب والذي شكك بدوره في قدرتها على تحمل مهام رئاسة الولايات المتحدة.
واضطرت حملة كلينتون إلى الاعتراف بأن مرشحتهم البالغة من العمر 68 عاما لديها إصابة بالالتهاب الرئوي تم تشخيصها يوم الجمعة الماضية بعد أن شكت من أعراض بينها الحساسية والسعال المتكرر خلال الأيام الأخيرة.
وأشارت عدة صحف أمريكية إلى أن مرض كلينتون قد يكون له تداعيات سلبية على جملتها الانتخابية مع تزايد التقارير بشأن تدهور حالتها الصحية.
ونشر موقع "ذا بوليتيكال انسايدر" الأمريكي، ذي التوجه الجمهوري، تقريراً حول إصابة كلينتون بمرض تخثر الدم وأنها تتلقى علاجاً منذ 1998.
ونسب الموقع هذا التقرير إلى أحد الأطباء المعالجين لكلينتون يدعى ديفيد كانديف. وقال طبيب هيلاري إن هذا المرض يؤدي إلى اهتزاز الرؤية والإغماء والنزيف المستمر للجروح البسيطة، وتشكل تلك الأعراض خطرا على صحتها وقابليتها على العمل.
وأشار الطبيب إلى أن كلينتون عانت من انسداد الشرايين ثلاثة مرات تطلبت تدخلا جراحياً، مرة في 1998 في ساقها، ومرة في أحد شرايين الدماغ في 2012 والأخيرة في 2015 في دماغها أيضاً. وكشف عن أن هيلاري لاتزال تتعاطى أدوية ملينة للدم لمنع التخثر وانسداد الشرايين.
وقال الطبيب إن فرص وقوع انسداد في الشرايين بالنسبة لكلينتون ستزيد بنسبة 20% خلال السنوات الـ10 القادمة.
وسعت هيلاري كلينتون إلى التقليل من إنهيارها الصحي في ذكرى 11 سبتمبر واللقاء اللوم على الجو الحار في نيويورك.
في المقابل، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن تكرار مثل هذه الحالات التي تظهر ضعف صحتها سيؤثر بالسلب على حملاتها الانتخابية قبل أقل من شهرين من بداية الجولة النهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات حملة منافسها الجمهوري دونالد ترامب حول حالتها الصحية تؤثر بشكل كبير على نظرة الناخب الأمريكي لقدرة كلينتون على تولي مهامها كرئيسة في البيت الأبيض.
وذكرت صحيفة "إندبندنت"، في نسختها الأمريكية، أن حالة الإعياء التي تعاني منها هيلاري ستستمر لعدة أشهر، خصوصا أنها تعدت الـ65 عاما، وأن مرض الالتهاب الرئوي في حد ذاته قد يؤدي الى أمراض أخرى كالانهيار الرئوي والتسمم في الدم.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الـ 5 نقاط التي حظيت بها كلينتون في استطلاعات الرأي الأخيرة، السبت، قد تخسرها بسبب وضعها الصحي، بالإضافة إلى قلق العديد من السياسيين في واشنطن من استخدام مرضها من قبل ترامب كحجة لإقصائها من السباق الرئاسي إذا ما ثبت عدم كفاءتها الصحية لتولي المنصب.
وأثار الحديث عن مرض هيلاري كلينتون مجدداً المخاوف بشأن اعتمادها السرية وهو ما يتزامن مع الجدل بشأن استخدامها لبريد إلكتروني خاص خلال شغلها منصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما بين عامي 2009 و2013
وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن بيل بارتمان، وهو متبرع وممول للحزب الديمقراطي، تلقى اتصالات من نحو ست شخصيات ديمقراطية عبرت عن قلقها من كيف سيبدو الأمر. وقال بارتمان إن المتصلين قرروا الانتظار لمعرفة كيف ستسير الأمور.
وبالرغم من التأكيدات المستمرة من قبل حملتها أنها تعاني فقط من الالتهاب الرئوي، إلا أن موقع قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أشار إلى أن تدهور الحالة الصحية أثر سلبا بشكل سريع على حملتها الانتخابية.
واعلن المتحدث باسم حملة كلينتون إلغاء رحلتها إلى ولاية كاليفورنيا، والتي تضمنت عدة فعاليات لجمع التبرعات لصالح حملتها وظهوراً تلفزيونياً لها، وهو ما سيؤثر بالـتأكيد، بحسب "سي إن إن" على فعالية حملتها في الفترة المقبلة.
وقال ديفيد أكسلرود، المستشار السابق لأوباما،: "الإضطراب على المدى القصير سيكون بسبب التعامل مع الأمر أكثر من إصابتها نفسها على الرغم من أنني واثق من أن المرشحين سيتعرضان لضغوط للكشف بشكل أكبر عن سجلاتهما الطبية."
وأشار خبراء من موقع "ريل كلير بوليتيكس" الأمريكي إلى أن تكرر وعكات كلينتون الصحية سيؤثر سلباً على حملتها في الفترة المقبلة والتي تعتبر أهم فترة زمنية في السباق الرئاسي الأمريكي.
ولم يستبعد الموقع إمكانية إقصاء هيلاري كلينتون من السباق الرئاسي إذا ما تكررت وعكاتها الصحية، خاصة مع بداية حالة من القلق من قبل الناخبين الديموقراطيين حول احتمالية عدم استمرار كلينتون في السباق، والذي يعني فوز ترامب بسهولة في الجولة النهائية.
وقال دوجلاس برينكلي، وهو مؤرخ رئاسي،: "أعتقد أن هناك أهمية قصوى لأن تتسم هيلاري كلينتون بالشفافية بشأن ما يحدث... إذا ما تلقت تقريراً يشخص حالتها بإصابتها بالالتهاب الرئوي يوم الجمعة فكان على حملتها أن يحاولوا إعلان ذلك للجماهير في وقته. الخطر الواقع على مرشح هو أن يبدو وكأنه يخفي شيئاً عن تاريخه المرضي".
في المقابل، طالبت حملة دونالد ترامب المرشحة الديمقراطية بالتركيز على الحصول على الرعاية الطبية الازمة.
وفي محاولة لإظهار نوعاً من التعاطف، دعت حملة ترامب أنصاره ومؤيديه إلى احترام مرض كلينتون وعدم الإساءة لها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بل أكدت على موظفي الحملة عدم نشر أي إساءات عن كلينتون، وهددت الحملة بطرد أي عضو في الحملة يخالف تلك التعليمات.
وبالنسبة لترامب، فلم يقم بالتعليق حول حالة كلينتون الصحية واكتفى بالقول إنه لا يعلم أي شيء عن وعكتها الصحية.
وقال آرت هاكني، الخبير الاستراتيجي الجمهوري،: "أتوقع أن يستغل ترامب الأمر بجنون، حيث أشار هو بالفعل إلى أن ليس لديها القدرة الكافية على التحمل لذلك أعتقد سيستغل الأمر. بالتأكيد".