كل ألقاب بوجبا لم تشفع له أمام تحذير ريال مدريد له بضرورة إغلاق فمه وهو ما يحدث مع كثير من النجوم في كل دول العالم.
عندما بدأت العمل في "MBC" في تسعينيات القرن الماضي كان لدينا مديرو استوديو إنجليز، وكانوا يستخدمون عبارة كنت شخصيا أتحسس منها، لكنها كانت ضرورية لتنبيه المذيعين، وهي أنه بقيت خمس ثوان مثلا لكي "نغلق أفواهنا"، وكانت العبارة "five seconds to shut up".
كل ألقاب بوجبا لم تشفع له أمام تحذير ريال مدريد له بضرورة إغلاق فمه وهو ما يحدث مع كثير من النجوم في كل دول العالم حين يتحدث اللاعبون فيما لا يعرفونه
تذكرت هذا الكلام وأنا أقرأ الصحف الإنجليزية حاليا وهي تتحدث عن استخدام ريال مدريد العبارة نفسها مع الفرنسي بول بوجبا نجم مانشستر يونايتد، ومدير أعماله مينو رايولا، حتى تتم صفقة الانتقال بسلام رغم أنها تبدو متعثرة بسبب طلب يونايتد 170 مليون يورو ثمناً للاعب.
وأنا شخصيا أرى المبلغ مبالغا فيه كثيرا، وكذلك مبلغ الـ105 ملايين يورو الذي دفعه اليونايتد في لاعبه السابق، الذي شارك في 3 مباريات فقط عندما لعب موسم 2011–2012، ثم انتقل كلاعب حر إلى يوفنتوس، حيث تفجرت موهبته وأسهم معه في إحراز الدوري 4 مرات متتالية ولقبين في كأس إيطاليا وكأس السوبر، وبات رقماً صعباً في منتخب فرنسا بطل العالم للشباب عام 2013، حين توج بجائزة أفضل لاعب، وهو الذي نال في كأس العالم 2014 (للكبار) جائزة أفضل لاعب شاب، ثم وصافة كأس أمم أوروبا عام 2016، ولقب كأس العالم 2018.
لكن كل هذه الألقاب لم تشفع لبوجبا أمام تحذير ريال مدريد بضرورة إغلاق فمه، وهو ما يحدث مع كثير من النجوم في كل دول العالم (ومنها العربية)، حين يتحدث اللاعبون إما فيما لا يعرفونه أو من دون ثقافة ودراية وحنكة فيقعون في المحظور.
ولهذا أتمنى من كل الأندية أن تقيم دورات تدريبية للاعبيها حول كيفية التحدث لوسائل الإعلام ومواجهة الأسئلة المحرجة أو التي يمكن أن تتسبب لهم في عقوبات أو مشاكل إدارية أو جماهيرية أو إعلامية.
الثقافة أمر ضروري للاعب، ولا أقول الشهادة العلمية؛ لأن هناك كثيراً من حَمَلة الشهادات الذين يفشلون في امتحان الثقافة والارتجال ومواجهة الكاميرات.
* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة