الاستمطار الصناعي.. تقنية بدأت بقذائف نابليون ونجحت لأول مرة قبل 73 عاما
أشهر المواد المستخدمة في عملية الاستمطار هي "يوديد الفضة" و"الثلج الجاف" و"الأملاح الرطبة"، وتتم بحقن بعض هذه المواد في الغيوم
73 عاما مضت على نجاح أول عملية استمطار صناعية كانت سببا في مسيرة طويلة من التطوير والتقدم في مجال محاولة إسقاط الأمطار من السحب الموجودة في السماء.
وتعود جذور هذه التقنية إلى عام 1947، عندما قامت منظمة "الكومنولث" الأسترالية للأبحاث العلمية والصناعية، بتجربة ناجحة للحصول على الأمطار من خلال تلقيح السحب، ومنذ ذلك الحين بدأت دول عديدة بتطوير هذه التقنية لتتحسن نتائجها، وتعد أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والصين من الدول الرائدة في هذا المجال.
والاستمطار هو نوع من تغيير حالة الطقس المعتمد، أو بمعنى آخر تغيير كمية الأمطار أو نوع هطول المطر من الغيوم من خلال وضع مواد في الهواء تكثّف الغيوم وتبردها لتزيد نسبة الأمطار أو الثلوج.
ومن أشهر المواد المستخدمة في هذه العملية هي "يوديد الفضة" و"الثلج الجاف" و"الأملاح الرطبة"، وتتم عملية الاستمطار بحقن بعض هذه المواد في الغيوم مما يجعل قطرات الماء الموجودة بداخلها تتحول إلى بلورات ثلجية تتساقط بفعل ثقلها نحو الأرض لتعيدها الحرارة المرتفعة قرب السطح إلى حالتها السائلة ثانية، وتعتبر هذه الطريقة الأشهر للاستمطار.
وتتنوع الأساليب والوسائل المستخدمة في عملية حقن السحب.. فيمكن حقنها باستخدام الطائرات والصواريخ جوا أو مضادات الطائرات والمولدات الخاصة أرضا، حيث تستخدم مضادات الطيران لإطلاق القذائف المحملة بالمواد بطريقة مشابهة إلى حد ما بإطلاق الألعاب النارية، أما المولدات الخاصة فتقوم بتوليد بخار الماء المشبع ببعض المواد لتتولى بعد ذلك تيارات الهواء نقلها إلى أعلى.
ولضمان نجاح عملية الاستمطار لابد من تواجد عوامل طبيعية مساعدة كتواجد بعض السحب الركامية ووجود تيارات هوائية صاعدة، ومن شروط نجاح العملية معرفة الوقت المناسب للحقن ومعرفة الكمية المناسبة التي يجب حقنها بالسحب لتحفيزها.
ويناسب الاستمطار الصناعي الدول التي تعاني مناخا جافّا، ويقال إن أولى محاولات إسقاط الأمطار على هذا النحو تعود إلى القرن الـ"17"، حين حاول القائد الفرنسي نابليون بونابرت إطلاق القذائف نحو السحب، بغية تفتيتها وإسقاط الأمطار.
ولاحقا بدأ استخدام البالونات الهوائية والطائرات الورقية لإيصال متفجرات للسحب، لكن هذه الطريقة لم تنجح؛ إذ انتهت بحرائق.
واليوم دول كبيرة تستخدم الاستمطار الصناعي؛ منها الصين التي تملك أكبر برنامج في العالم، وكذلك الولايات المتحدة التي تستخدم تقنيات متطورة في المناطق الجافة، والهند التي زادت من عمليات الاستمطار في عدد من ولاياتها.