بعد الحادث الإرهابي الأخير في أديس أبابا.. يرجع ملف صناعة الإرهاب وحركيّتها في نشر حالة الخوف عند الشعوب وعدم الاستقرار السياسي للدول
بعد الحادث الإرهابي الأخير في أديس أبابا الذي أصيب فيه 83 شخصا بجروح، والذي كان رئيس الحكومة أبي أحمد هو المستهدف، يرجع ملف صناعة الإرهاب وحركيّتها في نشر حالة الخوف عند الشعوب وعدم الاستقرار السياسي للدول.
فلقد كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن تسلل قادة من تنظيم "داعش" من سوريا إلى نيجيريا من أجل تدريب إرهابيين لشن هجمات محتملة ضد بريطانيا"، مشيرة إلى إرسال متطرفين من دول في غرب أفريقيا إلى الشرق الأوسط للتدريب على هجمات إرهابية محتملة ضد دول أخرى بعد الهزائم والضربات التي تلقاها التنظيم في سوريا والعراق.
وتحدثت الصحيفة عن "مخاوف مسؤولين بريطانيين من رحلات جوية منتظمة بين لاغوس ولندن يمكن أن تهدف إلى تصدير الشر والإرهاب إلى بريطانيا".
وأوضحت "ذا صن" أن "150 جنديا بريطانيا يجرون تدريبات على مكافحة الإرهاب مع القوات النيجيرية في محاولة لوقف أي تهديدات إرهابية محتملة ضد بريطانيا.
يعد انعقاد هذا اللقاء في المغرب اعترافا إضافيا بالتزام الرباط ودفاعها عن مقاربة تضامنية من أجل أفريقيا للتصدي للتحديات الأمنية، خاصة التهديد الإرهابي، فهل ستنصر أفريقيا على إرهابييها وداعميهم من وراء البحار؟
وفي إحدى مهمات التدريب في مدينة كادونا الشمالية، كشف أحد كبار قادة سلاح الطيران النيجيري عن أن "الجماعات المتطرفة في نيجيريا تتعلم من طريقة "داعش" في شن الهجمات الإرهابية بمناطق معينة".
بل إن عناصر جماعة داعش يأتون ويدربون مقاتليهم وبعض المتمردين في ليبيا ونيجيريا وفي جنوب صحراء الجزائر، كما أنه يمكنهم أيضاً الحصول على تدريبات في اليمن وسوريا، ويكتسبون تلك المهارات لشن هجمات ضد دول أخرى.
وقد أفادت تقارير إخبارية أن التحقيقات الجارية مع عدد من المتطرفين الموقوفين في ليبيا، كشفا عن نوايا ما يسمى بأمير تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، الجزائري، مختار بلمختار، الذي فتح باب للتعاون مع تنظيم داعش في أفريقيا.
وكان مختار بلمختار، الملقب بـ‘‘الأعور‘‘، يرفض رفضا تاما أي تعامل أو تعاون مع تنظيم داعش، ويعد ممثلا لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في أفريقيا.
بلمختار حسب التقارير، يقود تكتيكا خطيرا من شأنه أن يخلق كتلة كبيرة ومترابطة تجمع بين موالين لتنظيم القاعدة، وموالين لتنظيم داعش، وجبهة البوليساريو الانفصالية ورغم أن بلمختار متشدد في ولائه للظواهري، لكنه ترك عددا من مساعديه في أفريقيا للعمل والتنسيق مع قيادات داعش، من بينهم ذراعه الأيمن الملقب بأبويحي أبو همام، المسؤول عن تنظيم القاعدة في شمال مالي، والذي يعتقد أنه زار جماعات متطرفة في ليبيا خلال الشهور الماضية.
الهدف من هذا التنسيق للجماعات الإرهابية العابر للولاءات والمرجعيات الأيديولوجية هو تأسيس فضاء جديد يجذب له كل إرهابيي العالم يمتد من صحراء المغرب غربا إلى سيناء المصرية شرقا لزعزعة أمن دول الصحراء والساحل وسلامة مواطنيها وتدريب مقاتلين لتصديرهم إلى دول أوروبية.
لذا يفرض على الدول التنسيق والتعاون لإحباط محاولات داعش.
وفي هذا السياق حذّر وزير الخارجية الجزائري، عبدالقادر مساهل في ختام أشغال الندوة الوزارية أفريقيا – دول الشمال بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن يوم السبت 9 يونيو من عودة انتشار ظاهرة الإرهاب بأفريقيا، ولا سيما بمنطقة الساحل الأفريقي والمناطق المجاورة لها سواء في النيجر أو ليبيا وتشاد بسبب هزيمة تنظيم داعش بكل من سورية والعراق.
ولاستباق التصدي لخطرهم المحتمل قال مساهل إن الجزائر تقوم بتطوير تعاون وتنسيق أمني مكثف مع دول الجوار المباشر وكذا على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي، مشيرا إلى حفاظها على أعلى مستويات الحذر واليقظة على أراضيها وحدودها.
في هذه الأجواء، تستقبل الرباط اجتماعا جهويا للمديرين السياسيين للتحالف الدولي ضد "داعش"، بمشاركة أكثر من 50 وفدا يمثلون دولا من التحالف ودولا أفريقية معنية ومنظمات جهوية ودولية، لمناقشة تهديد هذا التنظيم في أفريقيا حصريا، ومواجهة البنية التحتية المالية والاقتصادية له والدول الراعية له مع وضع لاستراتيجية دولية بأجندة لاجتثاثه في مختلف أقطار العالم.
واختيار المغرب لاستضافته لهذا الاجتماع على حسب الخارجية المغربية هو تأكيد الالتزام المتواصل للمغرب للمساهمة في جهود المنتظم الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، كما يعد انعقاد هذا اللقاء في المغرب اعترافا إضافيا بالتزام الرباط ودفاعها عن مقاربة تضامنية من أجل أفريقيا للتصدي للتحديات الأمنية، خاصة التهديد الإرهابي، فهل ستنصر أفريقيا على إرهابييها وداعميهم من وراء البحار؟
يذكر أن التحالف الدولي ضد "داعش" تشكل في شتنبر 2014، ويلتزم أعضاؤه، البالغ عددهم 75، بالتصدي للتنظيم الإرهابي على جميع الجبهات، والعمل على هدم شبكاته والوقوف أمام طموحاته بالتوسع العالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة