توابيت وترانيم.. مسيحيو إثيوبيا يحتفلون بعيد "الغطاس"
احتفال "عيد الغطاس" هذا العام يأتي بعد أن أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي
احتشد المئات من المسيحيين في إثيوبيا، الإثنين، في ساحة "جان ميدى" بالعاصمة أديس أبابا، لمواصلة احتفالاتهم بعيد الغطاس (طيمقت)، وتعني باللغة الأمهرية "التعميد"، إحياءً لذكرى اليسوع (عيسى عليه السلام) .
وبدأ المسيحيون في أديس أبابا، الأحد، احتفالاتهم بعيد الغطاس التي تستمر لـ3 أيام، وسط تظاهرة دينية كبرى، حيث توافد أتباع الديانات المسيحية المختلفة إلى الكنائس، للمشاركة في مراسم احتفالية إخراج التوابيت إلى ساحة "جان ميدى" وسط العاصمة.
ويتميز احتفال "عيد الغطاس" هذا العام بأنه يأتي بعد أن أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي للبشرية.
وتجمع مئات من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية بصفة خاصة، الإثنين، حول التوابيت التي تم تجميعها في الساحة المذكورة، قرب نهر "جوردان"، وبدأ الكهنة برش الماء "المبارك" على المصلين في ذكرى "معمودية المسيح".
ودعا رئيس الوزراء آبي أحمد الإثيوبيين إلى اغتنام الاحتفال بعيد الغطاس، كفرصة لتحويل التحديات إلى ثروات، عن طريق تجنب الصراعات، وقال: "لا تتركوا مدنكم وقراكم أن تكون مناطق نزاع وصراع".
وحث رئيس الوزراء الإثيوبي خلال كلمة له عشية الاحتفالات بعيد الغطاس جميع الإثيوبيين على توحيد الجهود من أجل التنمية، وأضاف: "إثيوبيا ملك لنا جميعا، ويجب أن نبذل معا الجهود من أجل تنميتها".
وشهدت مراسم إخراج التوابيت مسيرة حافلة للمشاركين، تخللتها ترانيم دينية، في مشهد ديني طغى عليه الجانب القومي، إذ زُينت شوارع العاصمة بالعلم الإثيوبي، وقصاصات من القماش بألوان العلم نفسه.
ويمكث التابوت، وهو عبارة عن صندوق كبير على شكل نعش، توجد بداخله الوصايا الـ10، بعد خروجه إلى ساحة الاحتفال، في خيام تنصب خصيصا لذلك، فيما يقضي المسيحيون ليلتهم بالصلوات والدعوات، قبل الانتقال عائدين إلى الكنيسة في مسيرة مصحوبة بعزف المزامير.
والوصايا الـ10 هي: لا تعبد غير الله، لا تعبد الأوثان، لا تسرق، لا تكذب، لا تزنِ، لا تزنِ بحليلة جارك، عليك بطاعة الوالدين، حب لأخيك ما تحب لنفسك، لا تشهد الزور، عليك احترام يوم الأحد، عليك بتقديس هذا اليوم"، مكتوبة بماء من الذهب على أوراق البردي.
ومن أهم المواقع التي تحتفل بـ"عيد الغطاس" بصورة كبيرة هي مدينة "غندر" شمال البلاد، حيث شاركت فيها رئيسة البلاد سهلي ورق زودي.
ويطلقون على اليوم الأول اسم "كترا"، بينما يسمّون اليوم الثاني "طيمقت"، ويخصصونه للاحتشاد حول التوابيت بساحة "جان ميدى"، أما اليوم الثالث والأخير، فيخصص لرئيس الملائكة "ميكائيل" وهو التابوت الوحيد الذي يبقى بساحة الاحتفال، بينما تعود بقية التوابيت إلى كنائسها، ويحتفل بهذا اليوم تكريما لمعجزة المسيح عيسى عليه السلام.
وفي ديسمبر الماضي أدرجت اليونسكو "عيد الغطاس" أو "التعميد" ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي.
وهنأ نائب عمدة مدينة أديس أبابا تكلي أوما مسيحيي إثيوبيا بعيد الغطاس، معتبرا إدراج منظمة (اليونسكو) هذا الاحتفال ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي نجاحا لكل شعب إثيوبيا بمختلف طوائفه.
وقال أوما، خلال كلمة له بساحة الاحتفال اليوم، إن عيد الغطاس كان يحتفل به في إثيوبيا أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، لكن بعد إدراجه ضمن التراث العالمي سيكون احتفالا لكل مسيحيي إثيوبيا بمختلف طوائفهم.
وعبرت البريطانية كارن سعادته لحضور عيد الغطاس بإثيوبيا، وقالت لـ"العين الإخبارية" إنها انبهرت بطريقة احتفالات الإثيوبيين بعيد الغطاس، وأضافت "رسالتي إلى البريطانيين أن يتعلموا من احتفالية الإثيوبيين فهي احتفالية برزت فيها كيفية طاعة الرب والناس هنا يعبدون الرب بصورة رائعة".
وأوضحت: "أزور إثيوبيا لأول مرة وقبل مشاركتي اليوم في الاحتفال زرت كنيسة لاليبيلا بشمال البلاد".
واعتبرت تسجيل اليونسكو عيد الغطاس ضمن التراث الثقافي أمرا ضروريا جدا ويستحق الاعتراف الدولي.
فيما هنأ أبي تفري، مغترب إثيوبي حضر الاحتفالية اليوم، مسيحيي إثيوبيا بتسجيل الاحتفالية ضمن التراث العالمي، وقال لـ"العين الإخبارية": "أنا هنا منذ الليل حتى إنهاء التعميد، ونعيش أجواء رائعة من الاحتفالية"، ولفت إلى أنه حضر من بلاد المهجر لمشاركة أسرته بأعياد الغطاس.
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA=
جزيرة ام اند امز