"حارتنا الملونة".. مبادرة شبابية لتجميل البلدة القديمة في غزة
حول متطوعون حوائط أحد أقدم الأحياء في غزة إلى ألوان زاهية ومشرقة، مع ترميمات خلقت أجواء من البهجة والإيجابية في الحي الأثري.
شباب مبادرون جمعوا من مصروفهم ومن المجتمع المحلي، لينطلقوا في مبادرة "حارتنا الملونة" التي حولت الجدران الرمادية الباهتة إلى جدران تضج بالحياة والتفاؤل.
ومع الصيانة والألوان أخذ الدرج التاريخي الأثري في المكان شكلا جميلاً بات قبلة للراغبين بالصور التذكارية في الأحياء القديمة.
مروان الزايغ أحد منسقي المبادرة يروي حكايتها لـ"العين الإخبارية" مبيناً أنه عند إغلاق القطاع قبل أشهر مع انتشار فيروس كورونا بادر بالتشاور مع الجيران للبحث في ترميم الدرج التاريخي الذي يربط شوارع مركز مدينة غزة.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك بنية تحتية في الشارع المهمل بالحفر والمنتشرة فيه الجرذان والحشرات: "فعليا كان المشهد يؤذي نفوسنا ويحرجنا مع مرتادي الشارع فقررنا الشروع بعد المشاورات في ترميمه".
وقال: "توجهنا لبلدية غزة التي شجعت المبادرة ودعمتها بقوة كذلك دعمتنا فرق شبابية تطوعية وعملنا على جمع الأموال من سكان الشارع وهم 10 بيوت تاريخية فجمعنا حوالي 2500 شيقل (الدولار 3.24 شواقل) وشرعنا مع البلدية في الترميم".
ويوجد في الحي حوالي 10 بيوت قديمة عمرها أكثر من 90 سنة بينها بيت من الطين يحافظ ورثته عليه كما هو ويرفضون هدمه ليكون تراثا وشاهدا على الحياة القديمة في غزة.
وذكر أن المبادرة رأت النور مؤخرًا واستمر العمل عدة أيام بمشاركة متطوعين وجرى صيانة الدرج التاريخي وتحويل الجدران إلى لوحة فنية نابضة بالحياة والتفاؤل مع الألوان الزاهية التي طليت بها بدلا من اللون الرمادي الذي كان موجوداً.
سكان ومتطوعون
ويشير حاتم المبيض منسق الأنشطة والمبادرات في بلدية غزة إلى أن مبادرة ترميم الحي وتلوينه بدأت من سكانه وتدخلت البلدية تشجيعا لتلك المبادرة الشعبية ثم انضمت فرق تطوعية.
وقال المبيض لـ"العين الإخبارية": "كل هذه الجهود أسفرت عن تجميل الدرج الأثري الذي سمي حي الدرج وسط غزة القديمة نسبة لهذا الدرج"..
ويزيد عمر الدرج على 100 عام وطوله حوالي 60 مترا وعرضه 5 أمتار تقريبا.
الروح الإيجابية
وأوضح المبيض أن المبادرة رممت ولونت الدرج والشوارع المتفرعة منه "فتم تبليط تلك الشوارع الى جانب ترميم الدرج وتلوين الجدران والأبواب فيه بالرسومات المختلفة وزراعته أيضا بالأشجار".
وذكر أن البلدية ساهمت بـ20 ألف شيقل إلى جانب ما جمعه أهالي الشارع، مؤكدا أن تلك المساهمة على الرغم من الضائقة المالية التي تعانيها البلدية لكن ذلك كله في إطار تعزيز روح التعاون الإيجابية التي يبديها السكان للحفاظ على جمال المدينة القديمة وبعث الحياة في حاراتها القديمة.
وأشار إلى أن مبادري بيتكم عامر وفريق متطوعون بلا حدود الذين لهم مساهمات واضحة في ترميم منازل المنطقة ساهموا في الحملة إلى جانب الأهالي .
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA==
جزيرة ام اند امز