تفكيك خطاب التطرف.. توصيات مؤتمر "الأعلى للشؤون الإسلامية" في مصر
أكد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر على ضرورة تفكيك خطاب التطرف، والعمل على نشر سماحة الإسلام ووسطيته.
جاء ذلك في ختام المؤتمر الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت عنوان: "الاجتهاد ضرورة العصر صوره .. ضوابطه .. رجاله .. الحاجة إليه" الذي عقد على مدار يومين بالقاهرة، بحضور دولي واسع من وزراء الأوقاف والشئون الدينية، والمفتين، والعلماء، والمفكرين، والمثقفين، والبرلمانيين، والإعلاميين، والكتاب، من نحو 54 دولة.
وأوصى المؤتمر في ختام فعالياته، بضرورة تفكيك خطاب التطرف، والعمل على نشر سماحة الإسلام ووسطيته، وبناء الوعي الصحيح حول مفهوم المواطنة التي هي ركن أصيل في بناء الدول.
وأضاف في التوصيات التي اطلعت " العين الإخبارية" على نسخة منها أن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها.
وأشار إلى أن أن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات أو الإسقاطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت؛ مما ينبغي التنبه له والحذر منه.
القضاء على التشدد
وبين أن إذا أردنا القضاء على التشدد من جذوره فلا بد أن نقضي - كذلك - على التسيب من جذوره، فلكل فعلٍ ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.
وحث على ضرورة نشر الوعي بين الناس بالتفرقة بين الاجتهاد والقول بالرأي، والاجتهاد قائم على أسس وقواعد وضوابط وشروط، أما التقول بالرأي فلا أساس له وقد يَنْسِب صاحبه إلى الشرع الشريف ما ليس فيه لعدم فهمه للنص وعدم تعمقه ومعرفته به.
وأوضح أن الاجتهاد ضرورة العصر وكل عصر ، وبابه مفتوح بل مُشرَع إلى يوم القيامة، غير أن له أصوله وضوابطه ورجاله الذين أفنوا حياتهم لفهم أصوله وقواعده ومقاصده والأولويات، وتقديم المصلحة على المفسدة.
الفتاوى الطائفية والعرقية
وشدد على ضرورة التأكيد على الحاجة الملحة لإرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهادُ الجماعيُّ في القضايا التي لا يمكن الاعتماد فيها على الأقوال الفردية، والتي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، خاصة مع مستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتُبنَى عليه الفتوى.
كما دعا إلى تجريم الفتاوى الفردية في قضايا الشأن العام لغير المتخصصين، والعمل على توسيع دائرة الاجتهاد الجماعي المؤسسي، مشددا على أهمية التجرد في الاجتهاد، بألا يشوبه ميل حزبي أو طائفي أو عرقي أو قبلي أو أي علة تخرج به عن مساره الصحيح.
وأوصى بالاجتهاد في القضايا المستحدثة التي تواجه المسلمين وغيرهم في مختلف أنحاء العالم وبخاصة قضايا الأقليات المسلمة واصفا إياه بأنه واجب الوقت؛ لرفع الحرج والمشقة عنهم، والإسهام في اندماجهم الجاد والبناء في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها.
ويقول أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور محمد عزت، إن قضية الإجتهاد هامة جدا لمحاربة الفكر المتطرف ومواكبة العصر و مستجداته ومستحدثاته.
ويضيف عزت في حديثة لــ" العين الإخبارية" أن الإسلام يتسم بالعموم والشمول ويصلح لكل زمن ومكان، لافتا إلى أن أصحاب الفكر المتطرف يريدون وقوفنا عند زمن النبي وليس بمنهجه.
وتابع أن النبي صلى الله عليه وسلم تعايش مع زمنه ومستجداته واحداثه وحثنا على إعمال العقل والتفكير.
وبين أن الجماعات المتطرفة تقف عن النصوص ولا يعملون عقولهم أو يجتهدون للوصول إلى الصحيح لمواكبة العصر.
وشدد على أننا أن لم نجتهد في أحداث زمنا نكون مقصرين تجاه ديننا الحنيف لذلك يطالب المؤتمر الجميع بمسايرة الزمان والاجتهاد في النصوص وفهمها.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA== جزيرة ام اند امز