كوميديا سعد وهنيدي ورمزي إلى أين؟.. النقاد يجيبون
إيردات أفلام نجوم الكوميديا القدامى تكشف أنهم في مأزق فني، خصوصاً أن شركات الإنتاج راحت تراهن على جيل جديد من الفنانين.
بات مستقبل نجوم الكوميديا القدامى في مصر مثل محمد هنيدي، ومحمد سعد، وهاني رمزي مهدداً، في ظل تراجع الإقبال على أفلامهم مؤخراً، وظهور جيل جديد من "الكوميديانات" أكثر ظهوراً على شاشتيْ السينما والتلفزيون.
في موسم عيد الفطر السينمائي، سقط الفنان محمد سعد، ولم يحقّق فيلمه الجديد بعنوان "محمد حسين" إيرادات كبيرة، فذاق مرارة الفشل مرةً ثانية، إذ كانت الأولى عام 2016، عندما تم رفع فيلم "تحت الترابيزة" من دور العرض جرّاء عدم الإقبال عليه.
ووقع الفنان محمد هنيدي في نفس الفخ، عام 2015، حين راهن على فيلم "يوم ملوش لازمة"، ولم يسجّل أي نجاح يُذكر، ثم تعلق بحبال الأمل مع "عنتر ابن ابن ابن شداد"، سنة 2017، ولكن طاله الفشل أيضاً، حيث لم يتزاحم من أجله الجمهور.
بدوره تلقّى النجم هاني رمزي ضربةً مؤلمةً بسبب فيلم "قسطي بيوجعني"، عام 2018، فقد حقّق 700 ألف جنيه فقط بعد شهر كامل من طرحه في دور العرض، كما طالت موجة الفشل الفنان أحمد آدم، عقب فيلم "قرمط بيتمرمط".
إيرادات أفلام نجوم الكوميديا القدامى تكشف أنهم يعيشون مأزقاً فنياً، خصوصاً أن شركات الإنتاج راحت تراهن وتعلّق آمالها على جيل جديد من فناني الكوميديا، أمثال على ربيع، ومصطفى خاطر، وكريم عفيفى، وأوس أوس.
"العين الإخبارية" طرحت على النقاد تساؤلاً حول مستقبل نجوم الكوميديا القدامى، ومدى قدرة الفنانين الجدد "احتلال" مكانهم، فقالت ماجدة موريس: "حظيَ الفنان محمد سعد بفرصة عمل رائعة مع المخرج شريف في فيلم (الكنز)، وأشاد الجمهور والنقاد بأدائه وتغيير جلده، لكنه عاد مجدداً إلى المربع الأول وقدّم (محمد حسين) الذي فشل".
وأضافت: "الفنان محمد هنيدي كذلك تراجع إلى الخلف نتيجة اختياراته الضعيفة، والأمر ذاته ينطبق على هاني رمزي، الذي استهلك نفسه في برامج المقالب، وابتعد عن تقديم فن حقيقي، فقد خذل الجيل القديم من جمهوره، ولم يطوّر من اختياراته".
وتابعت الناقدة ماجدة موريس: "المضحكون الجدد لا يستطيعون سدّ الفراغ، وأكبر دليل على ذلك أنه لم يلفت أحدهم الأنظار في رمضان الماضي، ولم يستوقف نظر النقاد، كما أتصوّر أنهم لن يستمروا كثيراً، لأن حجم حضورهم وموهبتهم ضعيف".
وتحدث الناقد نادر عدلي قائلًا: "الحقيقة جيل هنيدي وسعد ورمزي هو المسؤول عن تراجعه إلى الخلف، لأنه فشل في تطوير نفسه، ولم يُنوِّع في اختياراته، فقد كانت عوامل نجاحه عند البدايات نفسها عوامل الفشل، جرّاء إصرار هذ الجيل على ذات (الإفيهات) والأداء الحركي، لذا تسرّب الملل إلى الجمهور الذي انصرف عنهم وبحث عن نجوم جدد".
وأكد عدلي": "لا يستطيع النجوم الجدد سدّ الفجوة أو الفراغ، لأنهم حقيقةً نتاج إعلام ساعد في انتشارهم فقط، لكنهم أقل موهبة من القدامى، وأقلّ حظ أيضاً، فالعوامل المحيطة بهم لن تسمح لهم بطرح فن جيد، لذا لن يعيشوا في الذاكرة".
من جانبها، رفضت الفنانة صابرين نبرة الهجوم على النجوم الجدد، وقالت لـ"العين الإخبارية": "من الظلم مهاجمتهم فالفنان يحتاج إلى وقت حتى ينضج ويكتسب الخبرة، وأنا مؤمنة بموهبة وحضور هذا الجيل، ولكن حظه العاثر أنه يعاني من فقر في الأفكار".
وتابعت: "هم يحتاجون إلى كُتّاب كوميديا يمتلكون روحاً جميلة، ولديهم عبقرية في الكتابة، كل شيء متوفر من ناحية الممثلين والإخراج والتكنيك والتصوير، ولكن لا توجد أفكار براقة تستفز موهبتهم".
أما بالنسبة إلى نجوم الكوميديا القدامى، فتحدثت صابرين قائلةً: "لابد أن يُنوِّعوا أداءهم، ويعملون على أفكار مختلفة إذا أردوا الاستمرار في الساحة، لأن الجمهور بات واعياً وينحاز إلى الأفضل دائماً".