خبراء لـ"بوابة العين":مؤتمر القيادة بالرياض سلاح لصد الإرهاب الإلكتروني
المؤتمر العالمي الثاني للقيادة والسيطرة، بالرياض، يشهد مشاركة ألف خبير وباحث في شؤون الإرهاب والهجمات الإلكترونية.
تقف المملكة العربية السعودية بحزم في مواجهة الجماعات الإرهابية تنظيميا وتمويليا وتقنيا بالمواجهات العسكرية في اليمن، ومقاطعة قطر، إلى جانب جهود أخرى.
ويأتي في سياق تلك الجهود المؤتمر العالمي الثاني للقيادة والسيطرة، الذي تستضيفه حاليا العاصمة الرياض، تحت عنوان "التحالف ضد الإرهاب.. الاستراتيجيات والقدرات"، بمشاركة ألف خبير وباحث في شؤون الإرهاب والهجمات الإلكترونية.
ويقام المؤتمر، الذي يختتم أنشطته، غدا الخميس، برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتنظّمه جامعة الملك سعود، بالتعاون مع وزارة الدفاع.
"بوابة العين" الإخبارية استطلعت آراء عدد من الباحثين والمشاركين في فعاليات المؤتمر للتعرف على أهميته في مواجهة التنظيمات الإرهابية في الفترة المقبلة.
يقول الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب حمود الزيادي، إن انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للقيادة والسيطرة يأتي في إطار الاستراتيجية السعودية لمكافحة الإرهاب عبر المستويات الأكاديمية والعلمية والبحثية والعسكرية والأمنية؛ ما يؤدي إلى حصار ظاهرة المواجهات الإرهابية الإلكترونية التي تزايدت في الفترات الأخيرة.
ويضيف أن اجتماع الباحثين والمؤسسات العسكرية في فعالية واحدة يقود إلى الخروج بأساليب أكثر فعالية لمواجهة الإرهاب الإلكتروني الذي يعتمد على استثمار البيئة الجغرافية والسياسية والاجتماعية لتحقيق مصالحها، موضحا أن الجماعات المتطرفة بدأت تطور من أساليبها باستخدام تهديدات سبرانية موجهة إلى البنية التحتية الإلكترونية للمؤسسات العسكرية والأمنية والمالية لإحداث الضرر بالمجتمعات.
ويشدد على ضرورة استباق التحديثات، التي تجريها الجماعات المتطرفة على برامجها الإلكترونية وتعميق التعاون بين أجهزة المخابرات والمؤسسات الأمنية في المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أن التعاون الحادث حاليا بين السعودية والإمارات باعتبارهما أكثر دول في التصدي للهجمات الإرهابية من شأنه تبادل الخبرات على الصعيد الجغرافي والتطور التقني.
في السياق ذاته، أضاف مدير إدارة تطوير السوق بشركة الثريا العاملة في مجال الأقمار الصناعية فهد سلمان كاهور، إلى أن المملكة العربية السعودية استطاعت تحويل أنظار العالم إليها بتنظيم هذه الفعالية للعام الثاني على التوالي، موضحا أن مشاركة الثريا هي الثانية بهدف نشر منتجاتها الجديدة في السوق الخليجية.
وأشار إلى أن الثريا وضعت في برامجها التسويقية آليات يمكن من خلالها تأمين الأقمار الصناعية من أي اختراقات أمنية يمكن من خلالها تعطيل أو السيطرة على البنية التحتية للمؤسسات الخاصة والحكومية.
وعلى الجانب ذاته أشار خبير أمن المعلومات الدكتور حمد الغانم، إلى أن انعقاد المؤتمر الثاني للقيادة والسيطرة يأتي في توقيت تعاني منه منطقتا الشرق الأوسط والخليج من حرب شرسة وهجمات إرهابية بعد تضييق الخناق على تنظيم داعش، وانتقال فلولها في مجموعات صغيرة لتنفيذ عمليات هجومية في عدد من المناطق، لافتا إلى أن أجهزة الأمن السعودية نجحت في ضبط أكثر من مخطط خلال الأيام الماضية.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية تتعرض لهجمات إلكترونية تصل إلى 54 ألف هجمة سنويا تختلف بين مواجهات إرهابية مباشرة وهجمات تهدد البنية التحتية للإنترنت؛ فهي تحتل المرتبة الثالثة عالميا في حجم الهجمات، تسبقها دولة الإمارات في المرتبة الثانية في عملية التصدي للهجمات الإلكترونية.
ولفت إلى أن دول المنطقة كافة تعمل حاليا على وضع خطط استراتيجية وطنية للأمن السيبراني للحماية من المخاطر والتهديدات الإلكترونية، وتعزيز أمن المعلومات في الدوائر الحكومية وخارجها.