ارتكزت سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة على قواعد استراتيجية ثابتة مُتمثّلة في حِرصها الدائم والدؤوب على الالتزام بميثاق الأُمم المتحدة، خاصة وأنها تعد من الدول التي احترمت المواثيق والقوانين
ارتكزت سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة على قواعد استراتيجية ثابتة مُتمثّلة في حِرصها الدائم والدؤوب على الالتزام بميثاق الأُمم المتحدة، خاصة وأنها تعد من الدول التي احترمت المواثيق والقوانين، وأقامت العلاقات الدولية والدبلوماسية على أساس المحبة والاحترام ونشر السلام والتسامح، وهذا ديدن وزارة الخارجية الإماراتية من لدُن مُؤسس الدولة الأول الوالد الشيخ زايد "رحمه الله" لدولة القانون والحرية، وها هو سُمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مُذ تولّيه منصب وزير الخارجية والوزارة قائمة على تعزيز الأمن والسلام والعلاقات المتميزة كمبدأ رسخه والده "زايد الخير".
إن الرؤية المعيارية لهذه الاستراتيجية تتناسب مع التوافق السلمي الذي يحمل في سماته أبرز ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يؤكد على ترسيخ مبادئ السلام والعدالة وسيادة الأمن، وهذا ما تسعى إليه السياسة الخارجية للإمارات بقيادة سموه لإكساب دولة الإمارات قِيم الاحترام المتبادل مع جميع الدول دون استثناء.
وعندما نتحدث عن "الخارجية الإماراتية" فإننا نعني القائد الفذّ الذي يقف وراءها واتسمت حنكته كقائد بالحكمة ومناصرة العدالة واحترام المواثيق الدولية، ومن خلال توضيح الدور الذي يقوم به وزير الخارجية سنستوعب حجم هذه المسؤولية، فصياغته لعلاقات الدولة الخارجية لا يعتريها الفشل، بل إنها صياغة ذات مداخل إيجابية لا يقتصر عملها على بناء الاستراتيجية فحسب بقدر ما تبني آليات جبّارة لإدارة سياسة خارجية وعلاقات دولية متميزة.
تُؤكد وزارة الخارجية عبر سُفرائها على الدور القوي الذي تلعبه في حفظ أواصر الصداقة والتعاون مع الدول الأخرى، وجهودهم المبذولة على الأصعدة كافة محل تقدير وامتنان
يتنامى دور الخارجية الإماراتية في إعداد قادة دبلوماسيين يحملون راية الوطن خارجه، ليكونوا خير من يمثل دولتهم، فالبعثة الدبلوماسية بمثابة المُمثّل الرسمي للدولة المُضيفة، ولعلّ من أهم أهداف هذه البعثة حماية المصالح لدولتهم في الدول الأخرى، فالدور الذي يقومون به لا يستهان بأهميته، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار تواجدهم خارج الوطن لخدمة الإمارات ومواطنيها.
ولقد أثبت الشيخ عبدالله بن زايد على الدور الذي تلعبه الإمارات كقوة داعمة لمواقف القوى المتواجدة في الدول الأخرى، والذي يُشكّل تحالفا جذريا وفعليا مع طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال علاقاتها مع غيرها من الدول لحفظ الأمن والاستقرار، ولن ننسى موقف سموه تجاه الممارسات الوحشية للتيارات الدخيلة والإرهاب الذي عبّر عنه بقوله: "تبرير الإرهاب إرهاب"، ناهيك عن مواقفه تجاه الأزمة الحاصلة في سوريا الشقيقة، وآخرها موقفه الشجاع تجاه الحدث بأن الضربات التي تلقاها النظام السوري بمثابة الخطوة الحاسمة ليخضع للمساءلة تجاه كل ما اقترفته يداه من جرائم بشعة في حق الشعب السوري والإنسانية جمعاء، وكلمة "كفى" لم تأتِ إلّا بعدما دَمِيت العيون من البكاء وتسارعت نبضات قلب الأمة من هولِ ما تراه، وهي فلسفة قلّما تجدها في قائد تخطّت بلاده حدود الشرق والغرب وتتابع نهجه القمم التي تجعل من دولتنا بناء شامخا في سياسته وقيادته كوزير للخارجية.
تُؤكد وزارة الخارجية عبر سُفرائها على الدور القوي الذي تلعبه في حفظ أواصر الصداقة والتعاون مع الدول الأخرى، وجهودهم المبذولة على الأصعدة كافة محل تقدير وامتنان، وكلنا تقدير لدورهم في إرساء دعائم الإخاء، مما أكسب المواطن الإماراتي التقدير والاحترام في كل بلد يتواجد فيه، وعكس صورة بلده على مستويات عالمية إقليمياً ودولياً، و يضطلع السفير بمسؤوليته على أكمل وجه، وقام بالمهام المُلقاة على عاتقه كونه المُتكلّم والناطق الرسمي لبلده، وعندما نتحدث عن سفراء الإمارات فإننا لا نحدد جنس الرجل فقط فهناك سفيرات خُضن هذه التجربة وسنحت لهن الفرصة لخدمة الوطن، فبرغم أن جميع الإمكانيات مُتاحة وسهلة، إلّا أن نداء الوطن أقوى فآثرن تلبيته بكل فخر واعتزاز، وحملن هذا الجهد الوطني في بلد آخر لما لهذا العمل النبيل من فخر وشرف للجميع.
تسعى الدبلوماسية الإماراتية بجانب دورها السياسي إلى المشاركة في المنتديات والاجتماعات المختلفة من خلال الإسهامات في تقريب وجهات النظر مع مختلف الدول، وبما أن البعثات الدبلوماسية تُمثّل وزارة الخارجية فهي تُمثّل المجتمع الإماراتي، فهم نافذة الوطن التي تطّل على العالم لنشر فكر ورؤية القيادة الإماراتية التي تقوم على الإخاء الإنساني وتدعو في مضمون هذا الإخاء إلى إعلاء القِيم والأخلاق الإسلامية، وأُولى هذه القِيم السلام العالمي.. إن سفراء الإمارات هم حمامة السلام التي تنقل غصن الزيتون من الدولة للأمم الأخرى وهمزة الوصل بينها والعالم.
فمع انتشار العنف وهدر الحريات والكرامة وقتل الأرواح البشرية البريئة تقف دولة الإمارات بكل طاقاتها لحماية الإنسان وحفظ كرامته، فلا يخفى على أحد الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به مُتمثّلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي لا يتوانى عن خدمة البلدان المنكوبة وإقامة المشاريع الخيّرة، ومنهجية هذه السياسة جاءت من نبع هذا الوطن ومبادئه التي استخلصها من المغفور له الشيخ زايد "طيب الله ثراه".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة