في حواره مع "بودكاست 71" ركز الدكتور علي النعيمي على أهمية وضرورة اعتبار أن الوعي المجتمعي مسؤولية على الجميع.
لضمان عدم اختطاف عقول وقلوب الشباب في الإمارات من قبل الخطاب الشعبوي الغوغائي الذي يحاول التشويش على الرؤية الوطنية، وتبني رؤى خارجية، أو رؤى مؤدلجة؛ وفرضها على الوطن.
والتاريخ الإماراتي يقوم على أن الرؤية الوطنية هي الأساس، والرؤية الوطنية تسهر عليها القيادة الرشيدة الملهمة التي نجحت من خلال هذه الرؤية، ومن خلال التمسك بها، وعدم المساومة عليها، أو جعل أي أحداث أو أزمات إقليمية أو دولية تنال منها أو تؤثر فيها، أو تشوش عليها؛ في صناعة دولة رائدة؛ تمثل نموذجًا تحتذي به العديد من دول العالم، وتحلم بالعيش فيه الملايين من شعوب العالم.
هذا الوعي المجتمعي يتطلب من كل فرد في المجتمع بذل الجهد لفهم أعمق ودقيق لما نواجه من تحديات خاصة وقت الأزمات؛ باتفاق حول الحقيقة الثابتة التي نعرفها جميعًا من أن الأزمات والصراعات في مختلف أرجاء العالم مستمرة ومزعجة وتمثل جزءًا من تجربة الإنسان على مر العصور.
حيث تأتي هذه الأحداث الصعبة بأشكال مختلفة وتأثرنا بها كبير خاصةً مع تطور أدوات التواصل الاجتماعي وتنوعها وبراعة الإعلام الرقمي والسيكولوجي المستخدم من خلالها في التأثير والتغيير بهدف تحقيق مكاسب وأهداف محددة.
وقد ذكر نيلسون مانديلا أن الأزمات لا تظهر فقط على الساحة الاقتصادية أو السياسية؛ بل يمكن أن تنعكس أيضًا في المشهد النفسي والاجتماعي، ويكمن التحدي في تشكيل رد الفعل الإيجابي.
إن فنون مواجهة التحديات والأزمات هو ما تتقنه قيادة دولة الإمارات والمتمثل في منهجية عملها وفق رؤيتها الاستراتيجية. والذي يؤكده ما تحقق من إنجازات للدولة محليًا ودوليًا ومن علاقات متينة في مختلف قارات العالم، ومن خلال المهارة في وضع التحديات في سياق أكبر، وتوجيه الاهتمام نحو الحلول بدلًا من التركيز على المشاكل فقط، والسعي نحو تعزيز التواصل البناء بهدف تحقيق المقاربة وتعزيز المشاركة بين مختلف الأطراف.
إن التركيز على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بين أفراد مجتمعنا الإماراتي في ظل ما نشهده من أحداث وتحديات كبيرة؛ هي دعوة إلى أهمية تحفيز الأفراد على المشاركة في بناء مجتمع يستند إلى التفاهم والتعاون وفق رؤية قيادته، وتعزيز الوعي بأهمية حماية المصلحة الوطنية المبنية على تبني قيم التنوع والشمول، فالوعي المجتمعي يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل هويتنا الاجتماعية والمشاركة في تطوير المجتمع، عندما يكون لدينا وعي مجتمعي قوي؛ يمكننا أن نساهم في بناء مجتمع أفضل وأكثر استدامة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة