ابتُليت الدول العربية بتيارات واتجاهات تحولت إلى فصائل وأحزاب سياسية ودينية مسلحة.
تبدّى بعضها بمسحة أيديولوجية إسلاموية معادية لأوطانها مثل التنظيم الدولي لـ"الإخوان المسلمين" و"إخوان" مصر و"إخوان" اليمن "الإصلاح" و"حماس" في قطاع غزة و"النهضة" في تونس.. وبعضها أخذ شكله الطائفي الصريح مثل "حزب الله" في لبنان وميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق والحوثيون في اليمن.
كثيرة ومفجعة هي انحرافات هذه الفصائل والأحزاب وحالات خروجها على النص، بما في ذلك ارتباطها عقائدياً بالخارج، حيث "أخذت الشور من رأس الثور"، وتحولت إلى ميليشيات وأحزاب عابرة للحدود ومعادية لبلدانها.
لذلك لا يمكن لهذه لفصائل مثل أن تسهم في بناء الأوطان، وذلك لغياب المشاعر الوطنية لديها، ولأنها مرهونة بأجندات خارجية.
في اليمن تأتي الأزمات زُرافات ووحداناً.. ومنها جائحة كورونا التي ضربت العالم في عام 2020، وكان اليمن أحد البلدان التي مستها الجائحة بشدة. ومما فاقم الآثار الكارثية للجائحة في اليمن أزماته المزمنة وعلى رأسها الحرب الأهلية التي أشعلها الحوثيون وأكملت عامها السادس. وقد ودّع اليمن عام 2020 واستقبل العام الجديد بفاجعة إرهابية في مطار عدن الدولي. رسالة قصف المطار من قبل ميليشيا جماعة الحوثي واضحة ومفادها أن الجماعة تعارض "اتفاق الرياض" الذي تخشاه، لأن نجاحه سيشكل حلولاً لباقي محافظات اليمن من خلال مشروع "الفيدرالية" كصيغة لمستقبل البلاد ونظامها السياسي، وهو مشروع حضاري حديث أخذت به دول عديدة في العالم، والنموذج العربي الشاهد على نجاحه الباهر هو "اتحاد الإمارات".
إن ما يقوم به الحوثيون هو انقلاب على هوية اليمن وثقافته وتاريخه، وذلك بفرضهم النشيد الإيراني في مدارس المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، مما يُعد هدماً لهوية البلد وثقافته العربية، بينما يجري تجريف حوثي إقصائي آخر تمثل في إنهاء وجود القيادات التابعة لـ"حزب المؤتمر الشعبي العام" في صنعاء وغيرها.. للإطباق على مفاصل الدولة.
الجماعة الحوثية الآن تركز جهودها بهدف الاستيلاء على محافظة مأرب حيث منابع النفط، في انتظار حل يلبي شروطهم ويكرس دولتهم المذهبية المليشياوية.
إن تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابيةً من قبل أمريكا له أهميته الكبيرة، وإن جاء متأخراً. لقد طرأ متغير مهم لدى التحالف العربي وهو نجاح دول مجلس التعاون خلال قمة «العلا» في تحقيق المصالحة الخليجية بالتزامن مع "اتفاق الرياض".
وحول دور "الإخوان" في اليمن، فرغم أنهم مشاركون في الحكومة الشرعية، فلم نسمع لهم أي صوت ضد الحوثيين، وإنما رأيناهم مستميتين في القتال ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي شأن دور مبعوث الأمم المتحدة السيد "غريفيث"، أعلن كيل وزارة الإعلام اليمنية فياض النعمان أن "المبعوث الأممي يحاول التسويق لسلام مشوه.. ولم يستطع منذ أكثر من عامين أن ينتزع من الحوثيين مجرد اعتراف واحد وصريح بالمهمة التي أتى من أجلها، وهي تنفيذ القرارات الدولية". وأضاف النعمان أن ذلك "يضع علامات استفهام على دوره المشبوه في تقديم خدمات مجانية للحوثيين، ما يسمح باستمرارهم في ارتكاب جرائم حرب ضد اليمنيين". وقال: "على الحكومة اليمنية والتحالف العربي أن تتعامل بكل حرص مع ما يطرحه المبعوث الأممي، وأعتقد أن هناك إجراءات ستتخذ من قبل الحكومة حيال الخروقات التي يقوم بها غريفيث".
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة