قادة الدين الإسلامي والمسيحي يطرحون حلولا لمواجهة الإرهاب
خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"
قدم قادة الدين الإسلامي والمسيحي حلولا مشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكري الذي يعاني منه العالم مؤخرا
قدم قادة الدين الإسلامي والمسيحي حلولًا مشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكري الذي يعاني منه العالم مؤخرًا، خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ظروف استثنائية وفترة قاسية تمر بها المنطقة، بل العالم كله.. هكذا وصف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين خلال كلمته في افتتاح المؤتمر، الظروف التي يعيشها العالم حاليًا، مطالبًا بضرورة التصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي ظهر تأثيرها البالغ على مسلمي العالم كافة.
التعاون والتوحد.. لتبرئة الأديان
واعتبر شيخ الأزهر أن الحل الرئيسي لمواجهة التطرف الفكري لم يعد مقتصراً على تبرئة الأديان من الإرهاب فقط أمام الاتهامات الصارخة التي أصبح توجه للأديان، مشيراً أن التعاون والتكامل مسؤولية كبري يجب التكاتف من أجلها والعمل على نشرها بين رجال الأديان الثلاثة.
وفي دعوة إلى التوحد، قال الشيخ أحمد قبلان ممثل رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان: "تعالوا إلى صلح يوحد بيننا ويجمع شملنا ويحمي ديننا، ويجعلنا جميعاً في خندق واحد يمكننا من مواجهة عصابات الإرهاب التي هجّرت ودمرت وشوهت إسلامنا".
موجهاً رسالة للعرب والمسلمين بضرورة التوحد والتعاون، قائلًا "استيقظوا أيها العرب والمسلمين، لتكن هذه الصرخة من مصر من رحاب الأزهر الشريف حافزا ودعوة مفتوحة لكل الدول الإسلامية والعربية، وفي مقدمتهم طهران والرياض بفتح صفحة جديدة لتنهي هذا الخلاف، وتضع حدا لكل ما يضعف الأمة.
العيش المشترك والتسامح
العودة إلى "العيش المشترك والدولة الوطنية" هي الطريق لانكشاف الغمة المنطقة، وفقا لرأي مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان.
كما رأي دريان أن المواطنة وإحقاقها يتطلبان إرادة ونضال من النخب الواعية والمسؤولة والساعية عن طريق الانتخابات لإقامة الحكم الصالح، ناصحا بضرورة إخراج الدين من الصراع السياسي ومواريث التاريخ وأوهام المستقبل لكي يصان من الفتن.
وحث أتباع الديانات والمذاهب والمثقفين والإعلاميين على العمل كجماعة واحدة متضامنين لإيقاف هذا التصدع المهلك داخل الدول.
وأشاد قداسة البابا بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية بلبنان، ورئيس أساقفة الشرق، بالتجربة اللبنانية التي أثبتت إمكانية التعايش بين الديانات المختلفة في تآلف حقيقي، مشيراً أن الدين لا يشكل عائقا بل هو عاملاً أساسياً لانطلاقة نحو تحقيق وحدة وتعايش أفضل في المنطقة والعالم، وتحقيق التعايش بين مختلف الديانات في المنطقة العربية.
الخطاب الديني.. قيمة لمواجهة التطرف
وقال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن مصر والمنطقة العربية تعاني حاليًا من تطرف ديني حاد خلق حالة من العنف، والذي وصفه بأشد وأخطر التحديات التي تواجه المنطقة الآن، مضيفًا أن الإرهاب بمحاوره المختلفة من إرهاب فكري أدي لخلق نزاع فكرى متطرف وعدم تقبل واحترام الآخر، والذي انطلق منه المحور الثاني بالإرهاب البدني وأدي لحوادث وتفجيرات إرهابية أودت بحياة الأبرياء.
ليشير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى أن الدين في حد ذاته هو أول الحلول لمواجهة مشكلة التطرف بالمنطقة العربية والعالم أجمع، محملًا رجال الدين مسؤولية تجديد الخطاب الديني، وتقديم خطاب معاصر مستنير قادر على تخطي المرحلة الحالية، ويواكب التغييرات التي طرأت على المجتمع في القرن الواحد والعشرين.
كما أكد البابا تواضروس أن الأديان مليئة بالقيم والأفكار التي تطلب تقديمها في شكل خطاب ديني متكامل معاصر، والابتعاد عن الخطابات الإنشائية غير الهادفة لحلول واضحة.
وبدوره أكد البابا بشارة بطرس الراعي أن الحل لمواجهة التعصب والتطرف والإرهاب هو خطاب ديني وسطي يساعد على نشر قسم التعايش والسماحة الدينية وإعلاء مبادئ الحرية والمواطنة من قِبل جميع الأديان، مشيراً أن المواطنة الفعلية تقوم في الدولة المدنية التي تجمع مواطنيها دون تفرقة بينهم.
وأوضح رئيس أساقفة الشرق أن أهمية الخطاب الديني في توضيح الفكر المتطرف، وتوضيح المنهج المتشدد، وإقرار السلام والأمان والوسطية، مضيفاً أنه يعمل على إعطاء شكل شرعة إسلامية مسيحية وتعلن مبادئ صريحة وواضحة، ويكشف أي جهة تسيء للإسلام وللأديان الأخرى، بجانب التعريف بأهدافها الخبيثة والتي تتخفى وراء الدين.
الأسرة.. ركيزة أساسية
وفي الوقت نفسه، نوه البابا تواضروس بضرورة الاهتمام بالأجيال المقبلة، والاعتماد في تنشئة الأطفال على وسائل التربية الحديثة القائمة على نبذ العنف، ومواجهة منافذ التطرف التي باتت تمثل تحديداً كبيراً للأطفال والشباب، مؤكداً أن الأسرة هي الركيزة والأساس في مواجهة الإرهاب.
واتفق الشيخ دريان مع وجهة نظر البابا تواضروس في ضرورة الخروج من حالة الانكسار التي أصابت رجال أهل الدين لمواجهة التطرف، معتبراً أن تربية الأجيال على المواطنة والسلام والعيش الواحد هي الحل لمواجهة الخطر الذي يستهدف المسلمين والمسيحيين على السواء، فضلًا عن ضرورة الاتحاد لمواجهة هذا التطرف.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز