مؤتمر "مسلمي أمريكا اللاتينية والكاريبي" يختتم فعالياته بـ17 توصية
المؤتمر أوصى برفع برقية شكر وتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعم السعودية للجاليات المسلمة.
اختُتِمت، الأحد، فعاليات المؤتمر الدولي الـ31 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، المقام بمدنية ساو باولو البرازيلية، تحت عنوان "تعليم اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.. الواقع والمأمول".
نظّم المؤتمر مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة بالسعودية، في الفترة ما بين 23-25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وشارك فيه وفود من 72 مؤسسة وجمعية من أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ومن بعض الدول العربية والإسلامية والدول الأوروبية، وتضمن 5 جلسات ثرية نوقش فيها أكثر من 30 بحثا وورقة عمل على 5 محاور حول: "تعليم اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.. الواقع والمأمول".
وانتهى المشاركون في المؤتمر إلى 17 توصية تشمل: تقديم الشكر والتقدير لحكومة جمهورية البرازيل الاتحادية على اهتمامها بالجالية المسلمة في البرازيل، وما قدمته للمؤتمر في دورته الحالية وفي الدورات الماضية من تسهيلات، والمشاركة بوفد رفيع المستوى ممثلا للحكومة الفيدرالية الجديدة في حفل الافتتاح؛ وفي مقدمتهم زعيم الكتلة النيابية للحكومة.
وأوصى المؤتمر برفع برقية شكر وتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على دعم المملكة العربية السعودية واهتمامها الدائم بالجاليات المسلمة بوجه عام، وفي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي بوجه خاص.
وكذلك تقديم الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية على استمرار دعمها لعقد هذا المؤتمر ومشاركتها الفعالة ورعايتها له، استشعارًا منها لأهميته، وتخص بالشكر والامتنان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبداللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ؛ لرعاية الوزارة للمؤتمر واهتمامه الشخصي بذلك وإنابته للدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري بالحضور نيابة عنه.
وثمّن المؤتمر دور وزارة التعليم في السعودية، والتي تعنى بإنشاء المدارس السعودية والأكاديميات الإسلامية وافتتاح فروع لبعض الجامعات السعودية في الخارج، إلى جانب إرسال المدرسين إلى مختلف دول العالم، ويؤمل القائمون في التعليم العربي الإسلامي في دول أمريكا اللاتينية التوسع والاستمرار في هذه البرامج والأعمال لتعليم المسلمين في القارة الإسلام وفق المنهج الوسطي الصحيح، ونشر اللغة العربية حفاظا على الهوية الإسلامية للمجتمعات المسلمة.
ولفت المؤتمر إلى جهود مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، والدعوة إلى جعل المركز مرجعية تنسيقية لكافة الجهود المهتمة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وفتح أبواب التعاون بين المركز والمؤسسات المهتمة بتعليم اللغة العربية في البرازيل وأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي.
ذلك بالإضافة إلى التنسيق والتعاون بين المؤسسات المهتمة بتعليم اللغة العربية والمختصين؛ لوضع معايير خاصة لتعليم العربية في دول أمريكا الجنوبية، والاهتمام بوضع منهج تعليمي مخصص لتعليم اللغة العربية لغة ثانية.
كما أوصى بالدعوة إلى إنشاء مركز متخصص لإعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم، والتعاون مع الجامعات والمؤسسات اللغوية العربية ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، والاهتمام برصد الحالة اللغوية العربية في البرازيل وأمريكا الجنوبية، وذلك بتأليف الكتب الراصدة لذلك، وإنشاء قواعد المعلومات بالتعاون مع البرنامج المخصص لذلك في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ودعا المؤتمر إلى العمل على إحياء وتفعيل رسالة المسجد الشاملة، من خلال المساجد والمراكز الإسلامية في المجتمعات التي لا تتوافر فيها مدارس عربية إسلامية، والعمل على تطوير مجال تعليم الدين واللغة في فصول دراسية في نهاية الأسبوع.
كما أكد أهمية الاهتمام بتعليم القرآن الكريم للناشئة، وإنشاء مدارس وحلقات في المساجد والعناية بتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه، لأنه من أقوى السبل والطرائق لتعليم اللغة العربية والمساعدة في تعلمها وفهمها، وربط هذا الجيل بهذا الصرح الوضَّاء.
وأوصى أيضا بضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية والتوسع في ذلك؛ لأنها من الوسائل المهمة للحفاظ على الهوية الإسلامية، وبخاصة مدارس المرحلة المبكرة للطفولة من رياض الأطفال وغيرها من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
والدعوة لإنشاء قناة فضائية باللغة العربية في قارة أمريكا اللاتينية تلتزم بالضوابط الإسلامية والمهنية الإعلامية لنشر اللغة العربية وتُعنى بمضامين الفضيلة والقيم التي تحافظ على الهوية الإسلامية، ودعم الوسائل الإعلامية الإسلامية القائمة بكل أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة في هذه الدول.
كما دعا المؤتمر إلى استثمار التقنية الحديثة في تعليم اللغة العربية وتأهيل معلمي اللغة وتدريبهم وإنشاء مواقع افتراضية لتعليم اللغة وتدريب معلميها عن بعد، لاسيما مع ندرة المعلمين وقلة المدارس.
وبما أن العمل التربوي يشكل العمود الفقري لاستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي، لذا اقترح المشاركون في المؤتمر ضرورة المساعدة على ضمان تحقيق تربية متوازنة لأبناء المسلمين في المهجر، وذلك بالعناية بالتكوين الروحي، إلى جانب التكوين المعرفي للطفل.
كما أوصوا القائمين على إعداد المناهج الدراسية لأبناء المسلمين في الغرب إلى توظيف مضامين التربية الإسلامية والقيم الإنسانية النبيلة في المناهج للمحافظة على الهوية وتحصين الناشئة.
ودعا المؤتمر المسؤولين عن العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية إلى مواصلة جهودهم الحثيثة وبذل المزيد من العمل لمد جسور التواصل والتعاون الفاعل مع الجامعات العربية والإسلامية، لفتح أقسام لتعليم اللغة العربية في الجامعات البرازيلية وفي دول أمريكا اللاتينية، والسعي نحو تبادل الطلاب والأساتذة في برامج تعليمية بين العالمين العربي والأمريكي الجنوبي.
وأكد المؤتمر أن الجاليات المسلمة في الغرب تشكل جزءا لا يتجزأ من كيان الأمة الإسلامية، فلم يعد وجودها وجودا مؤقتا أو عابرا، بل أصبح مع الجيلين الثالث والرابع وجودا مستقرا، وقد أضحى من الضروري تحديد مواصفات إطارها المرجعي، لحماية هويتها الحضارية من جهة، ولبيان آفاق علاقاتها بمجتمعها الجديد وحضارته الإنسانية من جهة ثانية.
وثمَّن المؤتمرون دور المرأة في العمل المؤسساتي الدعوي والتعليمي في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وخاصة في مجال تعليم اللغة العربية للناشئة ونشر الثقافة الإسلامية في أوساط أبناء الجالية، ويؤمل المزيد من توظيف قدرات المرأة الخاصة في تعليم الأطفال.
ورغبة في تحقيق الأهداف المرجوَّة من هذا المؤتمر لمخرجات علمية وعملية، فقد أوصى المجتمعون بتكوين لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات مكونة من الجهات الراعية والقائمة على المؤتمر.