"أبو الدحداح" يكشف مخطط الإخوان بالجزائر.. "ثورة مسلحة"
كشف إرهابي خطير عن تفاصيل مخطط إجرامي بالتنسيق مع الإخوان لضرب استقرار الجزائر وتحويلها للنموذج السوري.
وفي اعترافات مثيرة بثها التلفزيون الجزائري الحكومي، ليلة الأربعاء، كشف الإرهابي المكنى "أبو الدحداح جلبيب"، المخططات الإرهابية لجماعة الإخوان خلال العامين الماضيين ضد الجزائر لإثارة الفوضى والتحريض على العنف وحمل السلاح واستهداف مظاهرات الحراك الشعبي.
وفي 18 فبراير/شباط الماضي، تمكن الجيش الجزائري خلال عملية عسكرية نوعية واستباقية ضد فلول الجماعات الإرهابية بمنطقة "تامنجار" في المرتفعات الجبلية لولاية جيجل (شرق) من توقيف الإرهابي الخطر المدعو أحسن زرقان المكنى بـ"أبو الدحداح".
وكشفت العمليات العسكرية، التي تبعت عملية جيجل في مناطق أخرى، أن الإرهابي "أبو الدحداح" كان صيدا ثمينا للجيش الجزائري وضربة موجعة لما يعرف بـ"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي".
ويعد الإرهابي "أبو الدحداح" من أخطر العناصر الإرهابية التي التحقت بالجماعات الإرهابية سنة 1994 وفق ما أكدته وزارة الدفاع الجزائرية.
وأثمر صيد الإرهابي "أبو الدحداح" عن ضربات كبيرة وجهها الجيش الجزائري لفلول الإرهابيين، بينها تدمير مخابئ بمنطقة جيجل واسترجاع مبلغ مالي قدره 80 ألف يورو "مثل الدفعة الأولى من عائدات الفدية" التي كانت محط الصفقة في مالي.
علاوة على كشف مخابئ لأسلحة حربية وذخيرة بمرتفعات "آزان" و"تباولات"، و"الشعرة" بمنطقة القبائل التابعة لمحافظة تيزيزو شرقي البلاد، بينها منظومات مضادة للصواريخ من نوع "ستريلا M2" وصاروخ من نفس النوع أيضا، و5 بطاريات خاصة بمنظومة صواريخ مضادة للطائرات "ستريلا M2.
إرهابي إلكتروني وتقليدي
ومن خلال الاعترافات المثيرة، التي قدمها الإرهابي "أبو الدحداح" وتابعتها "العين الإخبارية"، اتضح أنه كان "حلقة الوصل" بين عناصر إخوانية هاربة خارج الجزائر ومخابرات أجنبية والعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
كما كان الإرهابي "رأس الحربة" في مخطط محكم يجمع بين "الإرهاب الإلكتروني" و"الإرهاب التقليدي"، ليفضح بذلك ويؤكد "العلاقة الوطيدة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة" وبأنهما "وجهان لإرهاب واحد" ضد الجزائر وعدد من الدول العربية الأخرى.
الإرهابي "أبو الدحداح" أقر في اعترافاته بالعلاقة التي كانت تربط الإرهابيين بعناصر إخوانية هاربة من العدالة الجزائرية وذكرهم بالاسم، وهم: الإخواني محمد العربي زيتوت والناشط المشبوه أمير بوخرص المدعو "أمير ديزاد"، وكذا القيادي في "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة مراد دهينة.
وأكد "أبو الدحداح" بأن هدف تنظيمه الإرهابي "كان نشر الفكر المسلح في المجتمع الجزائري وإقناعهم به كطريقة لإسقاط النظام الجزائري" وفق تعبيره.
وتوقف الإرهابي الموقوف في اعترافاته على فترة الحراك الشعبي التي شهدتها الجزائر منذ فبراير/شباط 2019 الذي أسقط نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد ترشحه لولاية خامسة.
وفضح كيف "تم التنسيق بين جماعته الإرهابية والعناصر الإخوانية الثلاثة الهاربة" والمقيمة بين سويسرا وفرنسا وبريطانيا، وكشف عن تنسيق بينهم وضعوا خلاله مخططاً إجرامياً لجر الجزائر نحو العنف عبر المظاهرات الشعبية "وفق النموذج السوري" وإشعال "ثورة مسلحة".
وقال الإرهابي أبو الدحداح، في اعترافاته المثيرة "اتفقنا على أن يعمل هؤلاء الثلاثة على تحريض الحراك الشعبي وإيهامهم بدعمهم لسلمية المظاهرات قبل أن نعمل على اختراقه وإقناع الشباب المتظاهر بأن السلمية ليست الخيار الأمثل لإسقاط النظام، على أن نقوم نحن (الجماعة الإرهابية) بتدعيمهم بالسلاح الكافي".
وأكد الإرهابي أن "فكرة العصيان المدني"، التي طالما روجت جماعة الإخوان في السنتين الأخيرتين، كانت تعني "تحويل سلمية المظاهرات إلى العنف وفق النماذج التي حصلت في ليبيا وسوريا واليمن".
اعترافات "أبو الدحداح" كشفت أيضا عن استعمال الجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان منصات التواصل الاجتماعي "سلاحاً للفتنة" ضمن ما يعرف بـ"الإرهاب الإلكتروني".
وكشف عن فتحه 5 صفحات عبر "تويتر" و"فيسبوك" و"تليجرام" فترة الحراك الشعبي كانت بمثابة "حلق الوصل" مع العناصر الإخوانية الثلاثة في أوروبا، وكشف عن "تواصله الدائم معهم وأعضاء آخرين من حركة رشاد الإخوانية المتطرفة".
والمثير أيضا في اعترافات "أبو الدحداح"، الكشف عن أن العناصر الإخوانية الثلاثة كانت "العقل المدبر" لعمليات التحريض الداخلي والإعداد لثورة مسلحة من خلال "تكليف عناصر إرهابية أخرى بإدارة صفحات عبر منصات التواصل مهمتها التحريض".
إخوان مجرمون
وكشفت مصادر جزائرية مطلعة لـ"العين الإخبارية" بأن اعترافات الإرهابي "أبو الدحداح" تمهد لإصدار الجزائر مذكرات توقيف دولية في حق العناصر الإخوانية الهاربة في أوروبا وفق الاتفاقيات الدولية.
ويعد المدعو "محمد العربي زيتوت" أخطر العناصر الإخوانية الهاربة من العدالة الجزائرية منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث كان يعمل سائقاً بسفارة الجزائر في ليبيا سنوات الثمانينيات، قبل أن يزعم بأنه "كان دبلوماسياً سابقاً"، ويحصل على اللجوء السياسي في بريطانيا.
وكان للإخواني "زيتوت" دور كبير في إثارة الفتنة في ليبيا وسوريا، ودور مشبوه في تسليح الجماعات الإرهابية بها، خصوصاً بعد أن تولى منصب الناطق الإعلامي باسم منظمة "الكرامة" الإرهابية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، أصدر القضاء الجزائري حكماً غيابياً بالسجن 20 عاماً بتهمة "التخابر مع دولة أجنبية والتحريض على العنف".
أما الإخواني مراد دهينة فيعد من القيادات الخطرة في "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة التي تسببت في مقتل نحو ربع مليون جزائري سنوات التسعينيات التي عرفت بـ"العشرية السوداء".
وكان "دهينة" من مؤسسي منظمة "الكرامة" الإرهابية و"حركة رشاد" الإرهابية بعد فراره لسويسرا، وأصدرت الجزائر ضده في 2003 مذكرة توقيف دولية بتهم تتعلق بتنفيذ عمليات إرهابية في الجزائر وفرنسا، وفي 2009 حقق معه الأمن السويسري عن صلاته بتنظيم القاعدة الإرهابي.
أما المدعو أمير بوخرص الملقب بـ"أمير ديزاد" فيعد من النشطاء المثيرين للجدل، وارتبط اسمه بمخابرات أوروبية قبل أن تتأكد عمالته أيضا لمخابرات دولة عربية.
ويعرف بأنه ناشط سياسي معارض عبر مواقع التواصل، وله علاقة بحركة "رشاد" الإخوانية، وسبق له أن قدم برنامجاً تلفزيونياً على قناة "الشرق" الإخوانية ومقرها إسطنبول.
وتقدم حركة "رشاد" الإخوانية المدعو "أمير ديزاد" على أنه "صحفي ومدون"، رغم أن الوثائق والتسريبات أكدت بأن مستواه "رابعة إعدادي" ويقتات على أموال العمالة لمخابرات أجنبية بعضها تخلت عنه بعد أن توصلت إلى علاقاته مع جهات أخرى ولكثرة الفضائح المرتبطة بحياته الشخصية.
إرهاب الإخوان
وكانت "العين الإخبارية" قد انفردت في عدة تقارير سابقة بوجود مخطط إرهابي إخواني محكم ضد الجزائر، تقوده وتموله مخابرات أجنبية على رأسها مخابرات دولة عربية وكذا التركية.
وتقاطعت في الأيام الأخيرة دعوات تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعة الإخوان على التحريض على العنف في الجزائر بهدف ما تسميه "إسقاط النظام الجزائري وإقرار الشريعة الإسلامية".
ودعت حركة "رشاد" الإخوانية المتطرفة والتنظيم المسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" الذي يقوده الإرهابي من أصول جزائرية أبو عبيدة يوسف العنابي، إلى استئناف الحراك الشعبي، فيما ألمح تنظيم القاعدة إلى إمكانية "تنفيذه عمليات إرهابية" بالجزائر، زاعما أنه "أوقف أي نشاط له يمكن أن يستخدمه النظام الجزائري ضد الحراك".