صراع الدبيبة والحداد.. تقسيم المقسم في ليبيا يعرقل جهود التسوية
بدأ الصراع الخفي بين رئيس أركان المنطقة الغربية الليبية محمد الحداد ورئيس الحكومة المقال عبدالحميد الدبيبة في الظهور مؤخرا إلى العلن.
وكانت شرارة الصراع بين عبدالحميد الدبيبة الذي يشغل أيضا وزارة الدفاع والحداد، عقب عودتهما من زيارة أدياها إلى الجزائر، قبل أيام، خاصة مع تصريحات رئيس أركان المنطقة الغربية حول من يريدون إدخال البلاد في حرب أهلية مجددا.
وجاءت تصريحات الحداد، بالتزامن مع تعليق لجنة 5+5 أعمالها أمام تعنت الدبيبة وقطعه الرواتب عن الجيش الليبي وجهاز الأمن الداخلي، خاصة كونه قد بدأ خطواته في التقارب مع قيادة رئاسة أركان الجيش الليبي التابعة للقيادة العامة، ومحاولة توحيد المؤسسة العسكرية،
ومؤخرا اتخذ الصراع بين الرجلين سبيلا آخر غير التصريحات الإعلامية التي تفهم على عدة أوجه، حيث سربت وثيقة تؤكد إقالة الدبيبة للحداد إلا أن الأخير التقى في اليوم نفسه محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي – الذي يحمل صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة-، وتبعها نفي من قبل الحداد للتسريب، وظهور وثيقة أخرى بمقترح للدبيبة لإنشاء مركز مواز لقيادة المليشيات.
ويرى خبراء أن الصراع بين الرجلين، بدأ في الصعود نتيجة تعنت الدبيبة ومحاولة جر البلاد إلى الفوضى، خاصة مع رفضه تسليم السلطة، والصراع بين المليشيات، واستجلاب قيادات إرهابية كانت خارج البلاد لسنوات.
صراع الحداد والدبيبة
ويرى أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة دكتور يوسف الفارسي أن ما اعتبره "الصراع بين الحداد والدبيبة" بدأ خاصة بعد تحذير الحداد الأخير من مساعي لجر البلاد إلى الحرب.
وتابع الفارسي وهو باحث مختص بشؤون الأمن القومي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن العلاقة بين الدبيبة والحداد تهاوت منذ التفاهمات التي حدثت بين الحداد والفريق عبدالرزاق الناظوري رئيس أركان الجيش الليبي على إعادة توحيد المؤسسة العسكرية.
وأردف أن موقف الحداد برفض الحرب يحسب له، كونه يسعى لوقف نزيف الدماء، ويحمي البلاد من تدمير المسار العسكري بالكامل الذي جمد نتيجة ممارسات الدبيبة ضد المؤسسة العسكرية، ومحاولة إفشاله للبقاء في السلطة، حسب قوله.
ونوه إلى أن مسار لجنة "5+5" تم تجميده، وأن هنالك مؤشرات لتصعيد قد يصل إلى مرحلة الحرب خاصة بعد الصراع بين المليشيات وإغلاق النفط والتدهور الأمني وانتشار الجريمة والعمليات الإرهابية خاصة في الجنوب.
وأشار إلى أن الدبيبة يحاول تجميع المليشيات تحت سيطرته وقيادته ونزع أي سلطة لرئيس الأركان مع عدم قدرته على تغييره، حيث سبق وقرر عزله لكن الضغوط التي تعرض لها الدبيبة تلاها اجتماع بين الحداد ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي نوقشت فيه الأوضاع الأمنية، ,تقرر عقبها إعلان نفي قرار عزل الحداد.
عراب الانقلابات
المحلل السياسي والصحفي الليبي سالم الغزال بدوره اعتبر أن "الدبيبة يسعى بكل قوة لعودة الحرب كونه المستفيد منها كما سبق وحدث فترة انقلاب فجر ليبيا 2014".
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الدبيبة، يسعى لإقالة رئيس الأركان بالمنطقة الغربية الفريق محمد الحداد لتنصيب محمود الزقل خلفا له، لعلاقة الرجل القوية بالدبيبة، إبان فترة "فجر ليبيا" التي شكل خلالها ما يسمى "الحرس الوطني" برئاسته حينما كان لا يزال أحد الأذرع العسكرية للجماعات المتطرفة.
وأضاف أن الدبيبة يسعى إلى الانقلاب على سلطات المجلس الرئاسي بصفته "القائد الأعلى للقوات المسلحة"، للسيطرة على كافة المجموعات المسلحة التي لا يهمها إلا المال فقط.
جرائم المليشيات
وتعد أزمة انتشار السلاح أحد أهم التحديات التي تقود الأمن في ليبيا، وتقدر الأمم المتحدة في تقارير سابقة أن نحو ٢٠ مليون قطعة تنتشر خارج سلطة الدولة.
وتسيطر على مناطق واسعة غربي ليبيا مليشيات خارجة عن القانون، تقوض مساعي الأمن والاستقرار في ليبيا، وكانت إحدى مقاومات ما عرف بالقوة القاهرة التي تسببت في تأجيل الانتخابات، بحسب تصريحات سابقة منسوبة لأعضاء بمفوضية الانتخابات.
وتشهد مناطق غرب ليبيا خاصة العاصمة طرابلس توترا أمنيا ملحوظا وتحشيدا مقابل من المليشيات، بعد إعلان رئيس حكومة تسيير الأعمال المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة تمسكه بالسلطة ورفضه تسليمها للحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا الذي نال ثقة مجلس النواب.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg جزيرة ام اند امز