هل تخطف الحرب الأوكرانية الاهتمام بـ"إيريني" ليبيا؟
لا يزال الوضع في ليبيا يقلق أوروبا، التي أكدت أنها جزء مهم لأمنها ولا يجب أن تغفل عنها بسبب الحرب الأوكرانية.
وأكدت عملية "إيريني" البحرية الأوروبية على ضروروة الانتباه للوضع الأمني في ليبيا والمتوسط والذي يمثل جزءا مهما من أمن أوروبا.
وشددت حلقة نقاشية عبر الإنترنت حول "مكافحة الاتجار غير المشروع في وسط البحر الأبيض المتوسط والساحل وخليج غينيا"، التي نظمتها ممثلة الأمم المتحدة لمنطقة الساحل إيمانويلا ديل ري وعملية "إيريني" التابعة للقوات البحرية للاتحاد الأوروبي في المتوسّط، على أنه "يجب ألا تصرف الحرب في أوكرانيا انتباه أوروبا عن قضية أساسية لأمنها، ألا وهي استقرار وسط البحر الأبيض المتوسط".
ووفقا لوكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء فإن الحدث، الذي تم بثه مباشرة، استضاف متحدثين رفيعي المستوى، وتتبع صورة كاملة للسيناريو المعقد والتحديات الجديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في منطقة الساحل وخليج غينيا.
النهج الأوروبي
وقال الأدميرال ستيفانو توركيتّو قائد عملية إيريني الأوروبية إن أنشطة إيريني جزء من النهج الأوروبي المتكامل الذي يتضمن الجهود السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وأضاف توركيتّو، مستشهدا بالممثل الأعلى للسياسات للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، إن إيريني ليست الحل للأزمة الليبية، لكنها أداة مهمة لتهيئة الظروف للدبلوماسية للسماح بحل دائم للاستقرار في ليبيا.
وتابع "على الرغم من أن حظر الأسلحة هو مهمتنا الأساسية ، إلا أن المهام الأخرى لا تقل أهمية على الساحة الدولية ولآثارها على الأمن البحري لوسط البحر الأبيض المتوسط ، على أمن ليبيا ، لكنني أود أيضًا أن أقول بشأن استقرار منطقة الساحل."
تعاون أوروبي
وفي سياق ذي صلة أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو الحاجة لتعاون "أوسع نطاقا" في ليبيا "إحدى بوابات البحر الأبيض المتوسط التي يمر عبرها آلاف وآلاف المهاجرين".
وقال دي مايو، ردا على سؤال أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، "مع ليبيا نحن بحاجة إلى تعاون أوسع نطاقا، وهي –ليبيا- إحدى بوابات البحر الأبيض المتوسط التي يمر عبرها آلاف وآلاف المهاجرين".
وتابع "فيما يتعلق بمسألة التعددية وكيفية تجنب الأزمات مثل تلك التي نشهدها، ولكن أيضًا تلك التي رأيناها في سوريا وفي ليبيا نفسها وفي أجزاء أخرى من العالم، مثل جنوب القوقاز، فإن الإجابة عن كيفية استخدام أداة التعددية بشكل أفضل هو في تعددية الأطراف نفسها".
وأضاف "إن لحظة الجمود التي يمر بها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي نشهدها في الوقت الحالي فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وغيرها من الأزمات، تتطلب منا المضي قدمًا في إصلاح مجلس الأمن الذي طالما كانت إيطاليا تروج له".
وأوضح "يجب تعزيز التعددية في هذا الوقت، وحيثما تضعف نتيجة لهذه الأزمة، فإنها تتطلب بالضرورة الإصلاحات التي احتفظنا بها في الأدراج منذ 20 عامًا والتي يجب بالضرورة تسريعها في هذه اللحظة".
جرائم المليشيات
وفي ليبيا، تعمل بعض المليشيات في المنطقة الغربية على الاتجار في البشر وتسهيل الهجرة غير الشرعية بعضهم مطلوب أو معاقب دوليا أبرزهم أحمد الدباشي المعروف بـ"العمو"، ومحمد سالم بحرون المعروف بـ"الفار"، وعبدالرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا".
وبعد أن يعاد المهاجرون إلى ليبيا عقب إنقاذهم يتم احتجازهم في مراكز تسيطر عليها المليشيات وتؤكد تقارير حقوقية عن منظمات دولية ومحلية سبق نشرها على "العين الإخبارية" إلى أنهم يعانون فيها من انتهاكات لحقوق الإنسان من تعذيب واستغلال واعتداءات جنسية وغير ذلك.