"رويترز" تحظر "تاس".. حرب إعلامية خارج ميدان القتال

وصلت محطة الحرب بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها الغربيين، إلى ميدان الإعلام، بعيدا عن ساحات المعركة؛ فاتخذت وكالة رويترز قرارا غير مسبوق.

الوكالة الغربية العريقة قررت اليوم الأربعاء، حظر أي محتوى من وكالة "تاس" الروسية، بذريعة التضليل الإعلامي الذي تمارسه الأخيرة في تغطية هجوم موسكو على أوكرانيا منذ حوالي شهر كامل.

ونقلت وكالة رويترز ذاتها أن رسالة داخلية وصلت موظفي الوكالة اليوم الأربعاء، أفادت بإزالة "تاس"، تاس من منصتها للعملاء، وذلك وسط تزايد في الانتقادات للطريقة التي تصور بها وكالة الأنباء الروسية المملوكة للدولة الحرب في أوكرانيا.

وكتب ماثيو كين الرئيس التنفيذي المؤقت لرويترز في مذكرة داخلية للموظفين اليوم: "نعتقد أن إتاحة محتوى تاس على رويترز كونكت لا يتماشى مع مبادئ تراست في تومسون رويترز".

وتقول الوكالة إن مبادئ "تراست في رويترز"، التي تعود لعام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية، تلزم الوكالة بالعمل بنزاهة واستقلالية وتحرر من التحيز.

و"تاس" التي أطلق عليها عند تأسيسها "وكالة سانت بطرسبرغ" هي أول وكالة أنباء رسمية لروسيا، وتأسست عام 1904، وأصبحت لاحقا واحدة من أهم وكالات العالم، وتمتلك شبكة واسعة من المكاتب في 63 دولة حول العالم و 70 مكتبًا محليًا في جميع أنحاء البلاد.

وفي خطوة مماثلة أدانت محكمة روسية الإثنين الماضي شركة "ميتا" الأمريكية بممارسة "نشاط متطرف"، بعد أن حظرت موسكو اثنتين من تطبيقات الشركة هما فيسبوك وإنستجرام.

ولم ترد ميتا على طلبات للتعليق بعدما قالت محكمة تفرسكوي الجزئية بموسكو في بيان صحفي إنها أيدت دعوى قضائية رفعها مدعون حكوميون بشأن حظر أنشطة الشركة في الأراضي الروسية.

وكانت فيكتوريا شاكينا، محامية ميتا، أبلغت المحكمة في وقت سابق بأن الشركة لم تمارس أنشطة متطرفة وأنها تعارض فكرة "الرهاب من روسيا"، بحسب ما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت ميتا ستطعن على حظر أنشطة فيسبوك وإنستقرام في روسيا "بدعوى ممارسة نشاط متطرف"، وهو حظر نقلت وكالة تاس عن القاضية أولجا سولوبوفا القول إنه سيسري على الفور.

وفي وقت متأخر من الاثنين، قالت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية (روسكومنادزور) إنها ستستبعد ميتا من قائمة الكيانات الأجنبية العاملة على الإنترنت في روسيا، وفيسبوك وإنستقرام من سجل الشبكات الاجتماعية، وفقا لوكالات أنباء.

وفي العام الماضي، كان لدى فيسبوك 7.5 مليون مستخدم في روسيا ولواتساب 67 مليونا، وفقا لتقديرات شركة البحث إنسايدر إنتيليجنس، بينما قال تطبيق إنستقرام إن حظره سيؤثر على 80 مليون مستخدم في روسيا.