فرار ناعم من "الجحيم الجليدي".. جنود أوكرانيون بملابس نسائية

لا شيء يوحي بأنه جندي سوى حذائه الأسود، ينزل مثقلا من شاحنة عسكرية بمساعدة جنود موالين لروسيا مرتديا ثوبا طويلا يعلوه معطف بني.

وحول عنقة، تتراءى قطعة من القماش البنفسجي التي يبدو أنه كان يستخدمها لتغطية رأسه، استكمالا للباسه التنكري الذي لم ينطل على ما يبدو على الجنود الموالين لموسكو.

مقتطفات نشرتها وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية الرسمية في مقطع فيديو، تظهر الجندي الأوكراني المتنكر بملابس النساء لتيسير هروبه من مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية.

ونقلت الوكالة عن مسؤول عسكري بقوات دونيتسك قوله إن عناصر وحدات من الجيش الأوكراني يحاولون مغادرة ماريوبول، متخفين بغطاء المدنيين، وسط محاولات البعض التنكر بملابس نسائية.

وأوضح أوليغ كوكاريف، وهو قائد كتيبة في قوات دونيتسك، أن "أفراد الجيش الأوكراني يحاولون مغادرة ماريوبول المحاصرة، والاختباء في طوابير المدنيين، وحتى ارتداء ملابس نسائية".

وبحسب المسؤول العسكري، فإن "جنودا أوكرانيين يحاولون التنكر في أزياء مدنية ليأتوا إلى جانبنا ثم يختفون في مكان ما ثم يغادرون. وغالباً ما يرتدون ملابس نسائية".

ولفت إلى أن قوات دونيتسك تجري عمليات تدقيق أثناء عملية خروج المدنيين، وتقوم بتوقيف المشتبه بهم واستجوابهم وإرسالهم إلى الجهات المختصة.

جحيم جليدي

ويأتي هروب الجنود في وقت لا يزال فيه نحو مئة ألف شخص عالقين في مدينة ماريوبول المحاصرة، "الجحيم الجليدي" المستهدف بالقنابل الروسية بعد نحو شهر من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

ومنذ أسابيع، تتعرض ماريوبول، المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة بين شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمتها موسكو العام 2014 ومنطقة دونيتسك الانفصالية (شرق)، لقصف روسي مستمر.

وفي غضون ذلك، تتواصل مساعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقاء نظيره الروسي، بهدف التوصل إلى "تسويات" خصوصا بشأن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.

فيما تأمل موسكو بمفاوضات "أكثر نشاطا وأكثر عمقا"، بحسب دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين).

وفي انتظار التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، حذر زيلينسكي في مقطع فيديو نشره فجر الأربعاء من أن "نحو مئة ألف شخص محاصرون بين أنقاض ماريوبول في ظروف غير إنسانية، بدون طعام أو ماء أو دواء، وتحت قصف مستمر"، وفق قوله.