مواجهات في هونج كونج بين مؤيدين ومعارضين بمحيط البرلمان
هاجم متظاهرون مؤيدون للشرطة محتجين معارضين للحكومة عشية ذكرى انتقال السيادة في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي من بريطانيا إلى الصين.
اندلعت مواجهات غاضبة، الأحد، في محيط مقر برلمان هونج كونج بين مؤيدين ومعارضين، بمحيط البرلمان، عشية ذكرى انتقال السيادة في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي من بريطانيا إلى الصين في عام 1997.
وهتف الحشد وغالبيتهم من الشباب المؤيد للشرطة، ضد الحكومة والصين، ما يبرز الانقسامات الأيديولوجية القائمة في هذا المركز المالي الذي يشهد نزاعا سياسيا هو الأسوأ منذ عشرات السنين.
كما تظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي الحكومة وقد رفع كثر منهم الأعلام الصينية.
وقال المتظاهر فرنسيس يو (70 عاما) لوكالة فرانس برس "لا يمكنني أن أتحمّل سلوك البعض تجاه الشرطة".
فيما قال موظّف يبلغ 54 عاما عرّف عن نفسه باسم وونغ إن عناصر الشرطة كانوا يحاولون "الحفاظ على النظام العام" وإن المتظاهرين المعارضين لترحيل المطلوبين تمادوا كثيرا.
وجرت التظاهرة التي ألقيت خلالها كلمات لنواب مؤيدين للصين وقادة أمنيّين دون أي حوادث.
لكن خلال عودة المتظاهرين المؤيدين للحكومة من تحرّكهم هاجم كثر منهم مجموعات صغيرة معارضة للحكومة تقيم منذ ثلاثة أسابيع مخيما صغيرا أمام البرلمان.
واضطرت الشرطة للتدخل مرارا لمساعدة معارضي الحكومة وغالبيتهم من الشباب على الهرب بعد أن حاصرتهم حشود أكبر من مؤيدي النظام، وحصلت مواجهات وأطلقت شتائم.
وردد مناصرو الشرطة هتافات "خونة" و"مشاغبون" كما كالوا الشتائم لخصومهم، ونزعوا غالبية اللافتات التي علّقها خصومهم على جدران البرلمان.
وشهدت المستعمرة البريطانية السابقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي هذا الشهر تظاهرتين حاشدتين هما الأكبر في تاريخ هونج كونج للمطالبة بإلغاء مشروع قانون مثير للجدل يسمح بتسليم المطلوبين للصين.
كما شهدت المدينة مواجهات غير مسبوقة، ففي 12 يونيو/حزيران الماضي أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة في محيط البرلمان لشباب يعارضون تسليم المطلوبين للصين.
وصنّفت الشرطة التظاهرة بأنها أعمال شغب ودافعت عن استخدامها الغاز والأعيرة المطاطية، إلا أن معارضين اتّهموا عناصر الشرطة باستخدام القوة المفرطة وطالبوا بفتح تحقيق مستقل.
وفي الأسبوعين الأخيرين حاصرت حشود غاضبة مقر قيادة الشرطة مرّتين.
وتعكس التظاهرات المعارضة لتسليم المطلوبين للصين تزايد المخاوف ولا سيما لدى جيل الشباب في هونج كونج من تضييق الصين على الحريات التي تتمتع بها المدينة بمساعدة الحكومة الموالية لبكين.
ولم تنجح التظاهرات التي شهدتها هونج كونج على مدى سنوات للمطالبة بحق انتخاب قادتها في انتزاع أي تنازلات من بكين.
إلا أن المدينة تشهد انقساما بين مؤيدي الديمقراطية والقوميين المتشددين الموالين للنظام القائم وغالبيتهم من الجيل القديم الذي ينظر إلى دعاة الديمقراطية بازدراء ويطالب بتعزيز سلطات بكين في المدينة.
وقال منظمو التظاهرة المؤيدة للشرطة لوسائل الإعلام المحلية إن نحو 165 ألف شخص شاركوا في التظاهرة التي قدّرت الشرطة عدد المشاركين فيها بنحو 53 ألفا في ذروتها.
ومنذ عودة هونج كونج إلى حكم الصين عام 1997 وهي تدار بنظام "بلد واحد ونظامين" الذي يسمح بحريات لا يتمتع بها المواطنون في بر الصين الرئيسي، بما يشمل نظاما قضائيا مستقلا يشكل موضع اعتزاز كبير في المدينة.
وتشهد المنطقة التي تتمتع بشبه حكم ذاتي حركة احتجاج تاريخية نزل خلالها في التاسع من يونيو/حزيران نحو مليون شخص إلى الشارع وفي 16 من الشهر نفسه نحو مليونين، للتعبير عن معارضتهم لمشروع القانون.
وأمام هذا الضغط، أعلنت لام تعليق مناقشة النص لكن المحتجين باتوا يطالبون باستقالتها وبسحب النص نهائيا.