"سيارة دون بنزين".. إيران يائسة من جدوى الآلية المالية الأوروبية
المندوب الدائم لإيران بالأمم المتحدة وصف الآلية المالية الأوروبية التي دخلت حيز التنفيذ "إنها تشبه سيارة جميلة لكن دون بنزين".
"إنها تشبه سيارة جميلة لكن دون بنزين"، هكذا وصف المندوب الدائم لإيران بالأمم المتحدة مجيد تخت روانجي الآلية المالية الأوروبية المعروفة اختصارا بـ"إينستكس" التي دخلت حيز التنفيذ.
وتأمل من خلالها طهران في التحايل على العقوبات الأمريكية التي طالت قطاعات نفطية ومصرفية هائلة لديها، لكن يبدو أن مساعيها ستبقى فاشلة خاصة وأن الآلية هذه لن تتجاوز الخطوط الحمراء.
ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية (إرنا)، الأحد، عن روانجي قوله إن الأوروبيين لم يتخذوا خطوة ملموسة طالما لم تتمكن إيران من التبادل مصرفيا.
واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن "إينستكس" ليست حلا كافيا في الوقت الراهن لاقتصارها على بيع النفط مقابل حصول بلاده على الأغذية والأدوية فقط، وذلك في أمر أشبه بالمساعدات الإنسانية.
وألمح روانجي علانية إلى أن إيران تريد الحصول على سبيل نحو إتمام معاملات مالية فورية وفقا لتلك الآلية المالية الأوروبية التي دخلت العمل فعليا منذ يومين.
وحذرت الولايات المتحدة على لسان المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك من خرق العقوبات المفروضة على طهران في أغسطس/ آب، ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين.
وأعرب هوك عن تشككه إزاء نجاح تفعيل الآلية المالية الأوروبية التي تم إقرارها رسميا، والتي مارست إيران ضغوطا مرارا على الجانب الأوروبي إزاء تنفيذها على أمل الخروج من عنق الزجاجة اقتصاديا.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن الآلية الأوروبية لن يكون بمقدورها تجاوز عقوبات واشنطن على إيران، رغم سماحها (الآلية) لشركات في أوروبا بالتبادل التجاري المشروط مع إيران.
ويعتبر "نظام المقايضة" أهم شروط المبادلات التجارية بين إيران والأوروبيين، بما يعني أن مبيعات النفط الخام ستحصل في مقابلها طهران على الدواء والغذاء فقط، وليست تدفقات نقدية سائلة.
وعلى الرغم من تدشين الآلية الأوروبية، تبدو بلدان القارة العجوز حذرة حيال التعاطي مع السياسات الإيرانية العدائية، خاصة فيما يتعلق بالتدخلات العسكرية في الخارج إلى جانب برامج تطوير الصواريخ الباليستية.
وتميل دول الاتحاد الأوروبي، وفقا لتصريحات مسؤوليها، إلى نزع فتيل التوتر بين أمريكا وإيران إلى جانب إجبار الأخيرة على الجلوس إلى طاولة مفاوضات تشمل برنامجها النووي المثير للجدل والتوصل إلى وضع جديد ينهي سلوك نظام ولاية الفقيه التخريبي إقليميا ودوليا.
وهدد النظام الثيوقراطي المسيطر على حكم إيران منذ 40 عاما، قبل إقرار الآلية المالية بتجاوزه معدل تخصيب اليورانيوم 20% خلافا لمستوى 3.7% الذي يلتزم به وفق بنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وانسحبت العديد من الشركات الأوروبية الكبرى والصغرى من أسواق إيران على مدار الأشهر الأخيرة، بسبب انعدام الجدوى بها.
ومن المتوقع أن تبقي تهديدات طهران عند مستوى الخطابات الكلامية بسبب طبيعة تصميم هذه الآلية المالية الأوروبية التي لا تتعارض مع حزم العقوبات التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد نظام خامنئي.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز