ساما لوكونديه.. "مهندس التعدين" يترأس حكومة الكونغو الديمقراطية
قبل أقل من شهر قدم رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية السابق سيلفستر إيلونجا إلونكامبا، استقالته من منصبه لرئيس البلاد فيليكس أنطوان تشيسكيدي.
وفي لقاء بالقصر الرئاسي قدم إلونكامبا استقالته من منصبه عقب تصويت الجمعية العامة بكامل هيئتها لصالح اقتراح بتوجيه اللوم إلى حكومة الأخير.
وبأغلبية 367 صوتًا مقابل 7 وامتناع عضوان، عن التصويت وفي غياب رئيس الوزراء عن الجلسة سقطت الحكومة في الاختبار وباتت بموجب الدستور تتطلب الرقابة البرلمانية من رئيس الوزراء إلونكامبا حينها التنحي في غضون 24 ساعة.
واليوم أصدر الرئيس الكونغولي تشيسكيدي، قررا بتعيين رئيس شركة التعدين الحكومية ساما لوكونديه كيينجه رئيسا جديدا للوزراء.
تعهد بالسلام
وعقب قرار تعيينه، قال لوكونديه إن أولويته تتمثل في إحلال السلام في شرق وجنوب البلاد الشرقي.
وأضاف للصحفيين قائلا: "سنعمل أيضا على القيام بإصلاحات لأن البلاد بحاجة إليها في العديد من القطاعات، بما في ذلك قانون الانتخابات".
ومن شأن تعيين لوكونديه، المدير العام لشركة "جيكاماينز" وحليف الرئيس تشيسيكيدي، أن يساعد الأخير على تشكيل مجلس وزاري أكثر ولاء له للمضي قدما ببرنامجه.
ويأتي التعيين في إطار سلسلة من الانتصارات لتشيسيكيدي على سلفه كابيلا الذي كان مهيمنا على السلطة.
تاريخ سياسي
وتدرب لوكونديه، وهو نجل شخصية سياسية بارزة في قلب منطقة التعدين بجنوب شرق الكونجو، كمهندس، وقضى عدة سنوات في مجال التعدين، قبل أن يلتحق بالبرلمان في عام 2006.
وشغل منصب وزير الرياضة إلا أنه استقال عام 2015 احتجاجا على محاولة كابيلا التي فشلت للترشح لفترة رئاسية ثالثة.
ويسبب العنف المستمر والنزاع المسلح في جمهورية الكونغو معاناة إنسانية للعديد من الأشخاص في أماكن متعددة من البلاد.
وتعتبر الكونغو من أغنى البلاد من خلال رصيدها بالثروات المعدنية، إضافة إلى أنها ثاني أكبر دولة في أفريقيا. وعلى الرغم من ذلك، فهي من أكثر البلاد فقرًا في العالم، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى النزاعات التي مزقت البلاد وأنهكتها خلال الأعوام العشرين الماضية.
فالعقود السابقة بالكونغو من عدم الاستقرار والنزاع المسلح والعنف كفيلة بانتهاك حقوق الملايين من الأشخاص في القانون الدولي الإنساني.
ويتعرض سكان هذا البلد لظروف يصعب العيش أو التأقلم معها، كالنزوح والتشتت عن أفراد العائلة، بالإضافة إلى التعرض الدائم لمخاطر الموت أو الإصابة.
ومع استمرار النزاع المسلح وأعمال العنف، تزداد أعداد النازحين كل يوم. وتعتبر أعداد النازحين من الكونغو من بين الدول الأعلى عالميًا.