المملكة العربية السعودية كانت، ومازالت، وستظل ركيزة أساسية من ركائز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية والعالم كله.
تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة غدا بيومها الوطني الذي يوافق تاريخ 23 سبتمبر من كل عام. ويحظى احتفال هذا العام بأهمية خاصة ليس فقط بسبب مرور تسعة عقود كاملة على توحيد البلاد تحت قيادة الملك المؤسس المغفور له عبدالعزيز آل سعود وتسميتها باسمها الحالي المملكة العربية السعودية في هذا اليوم من عام 1923، ولكن أيضاً، وهو الأكثر أهمية، لأنه يأتي في وقت تشهد فيه المملكة الشقيقة تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان طفرات كبرى في توجهها نحو المستقبل وتعزيز مكانتها ودورها الإقليمي والعالمي.
لقد شكلت المملكة منذ تأسيس دولتها الحديثة قبل تسعة عقود ركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ككل، بفضل السياسات الحكيمة التي انتهجتها منذ الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود. وتاريخ المملكة الطويل خير شاهد على ذلك، سواء من خلال الدعم الكبير الذي قدمته للعديد من دول العالم لمساعدتها على النهوض والبناء والدفاع عن قضاياها العادلة، أو من خلال الدور البناء الذي لعبته في تحقيق العديد من المصالحات بين الدول العربية والإسلامية، كما حدث على سبيل المثال في اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت لنحو 15 عاماً، أو وقفتها الحازمة والحاسمة لنصرة الأشقاء في مواجهة العدوان عليهم، وكما حدث في تدخلها الحاسم في معركة تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1990، وتدخلها لاستعادة الشرعية في اليمن من أيدي المليشيات الانقلابية الحوثية عام 2015 بدعم قوي من دولة الإمارات، وكذلك في موقفها الحازم في مواجهة جماعات التطرف والإرهاب والقوى التي تدعمها، والدور القيادي الذي لعبته في وقف مسار الانهيار الذي شهدته المنطقة بعد فوضى ما يسمى الربيع العربي، وغيرها الكثير والكثير من الأمثلة التي لا يتسع المجال لذكرها، والتي تثبت أن المملكة العربية السعودية كانت، وما زالت، وستظل ركيزة أساسية من ركائز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية والعالم كله، والتي جعلت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يصفها بأنها "عمود الخيمة الخليجية والعربية".
إن احتفال الأشقاء في المملكة بيومهم الوطني هو مناسبة لنا نحن الإماراتيين للاحتفال أيضاً بهذه المناسبة العزيز على قلوبنا جميعاً، فالإمارات والسعودية كانتا على الدوام، وستظلان، حلفاء وشركاء وأشقاء متعاضدين في مواجهة جميع الظروف والتحديات، ولم تتعرض العلاقات القوية بينهما التي صاغ أسسها وثوابتها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، لأي هزة أو تحد ينال من وحدتها ورسوخها؛ لأن هذه العلاقات تستند إلى ما يجمع البلدين من إرث تاريخي كبير، وأرضية صلبة موحدة، وإرادة سياسية قوية، ومشاعر أخوية تجمع الشعبين الشقيقين. بل على العكس من ذلك، ازدادت هذه العلاقات رسوخاً بمضي الزمن، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التكاتف والتضامن والوحدة عندما امتزجت دماء الشهداء السعوديين والإماراتيين في حرب اليمن، دفاعاً عن الشرعية، والضرب بيد من حديد على الإرهاب والتطرف، وبدأت تتخذ أبعاداً جديدة وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، مع تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في مايو عام 2014، وتشكيل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في عام 2016، وغيرها من الأطر التي تولت تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين، بهدف مواجهة التحديات في المنطقة، ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية في إطار كيان قوي متماسك، يعود بالخير على الشعبين الشقيقين.
وتجسيداً لهذا المعنى من التآلف والتعاضد بين الإمارات والسعودية، جاء اعتماد المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، شعاراً رسمياً لمشاركة الدولة في احتفالات الأشقاء في المملكة بيومهم الوطني الـ90 وإطلاق الوسم #معاً_أبداً، وذلك تعبيراً عن مشاركة الشعب الإماراتي شقيقه السعودي فرحته بهذا اليوم الوطني، وتعزيزاً لروح الأخوة والصداقة والمحبة التي تربط بين الشعبين الإماراتي والسعودي.
في يومها الوطني التسعين نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعباً، متمنين لهذا البلد الشقيق والعزيز على قلوبنا جميعاً مزيدا من الرفعة والنجاحات والازدهار تحت قيادته الحكيمة، وكل عام ونحن، الإمارات والسعودية، دائماً وابداً معاً وبخير ورفعة وتقدم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة