حسم مصير رئاسة «النواب».. ترامب في اختبار «وحدة الصف»
يحسم مجلس النواب الأمريكي ليلة الجمعة/السبت مصير زعيم الجمهوريين مايك جونسون، في اختبار للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويواجه جونسون معارضة في المجلس من أعضاء حزبه خلال جلسة تصويت يعقدها الكونغرس الأمريكي قد تفضي إما لعودته إلى الواجهة كأحد أهم رجال الدولة وإما تهميشه سياسيا.
وبهذا الاستحقاق تمتحن قدرة الحزب الجمهوري برمّته ومعه ترامب على رصّ الصفوف وعدم الغرق في انقسامات داخلية.
وبعدما تولى رئاسة مجلس النواب في 2023 يسعى النائب المحافظ عن لويزيانا إلى إعادة انتخابه رئيسا للمجلس ويحظى بدعم ترامب مع بدء ولاية جديدة في الكونغرس الذي تسوده حالة انقسام عميق.
وفي رسالة على شبكة "تروث سوشال" تمنّى ترامب لجونسون "التوفيق"، واصفا إيّاه بـ"الرجل الصالح والقدير الذي ليس بعيدا عن حصد تأييد بنسبة 100%". وقال إن "فوز مايك اليوم سيكون انتصارا كبيرا للحزب الجمهوري".
وأضاف "تأييد كبير بالفعل"، مشيرا إلى مختصر شعاره "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد".
وحذا الملياردير إيلون ماسك الذي بات من الشخصيات المؤثّرة في المشهد السياسي الأمريكي حذو الرئيس المنتخب، كاتبا على منصة "إكس" "رأيي هو ذاته، ولكم منّي كامل الدعم".
لكنّ المتشددين في صفوف الجمهوريين يرون أن جونسون توافقي بشكل مبالغ فيه، ومتساهل فيما يتعلق بخفض الإنفاق، وبالتالي بات مصيره كأهم نائب في واشنطن على المحك.
وسيخيّم الغموض حتى لحظة الإدلاء بآخر صوت، إذ إن طموحات المحامي البالغ 52 عاما ستتبخر إذا قرر واحد فقط من الأغلبية الضئيلة التي يحظى بها الجمهوريون (219-215) الانشقاق، على فرض حضور وتصويت جميع الأعضاء.
واستغرق انتخاب كيفن ماكارثي رئيسا للمجلس في بداية آخر دورة للكونغرس 15 جولة تصويت على مدى أربعة أيام وأطيح بعد عشرة أشهر ليحل جونسون مكانه في تمرّد تسبب بشلل في الكونغرس لأسابيع.
وما لم يتم انتخاب رئيس للمجلس، بحلول الإثنين، لن يتمكن الكونغرس المصادقة على فوز ترامب في الانتخابات، وبالتالي سيواجه الجمهوري الذي لن يحق له الحكم إلا لولاية واحدة بعدما تولى السلطة من 2017-2021، تأخيرات في تنفيذ أجندته.
لكن مصير جونسون يبقى في أيدي عشرة نواب جمهوريين يمينيين على الأقل يشعرون بالغضب حيال طريقة تعامله مع قوانين الإنفاق الكبيرة ويعارضونه أو يحجبون عنه الدعم، علما أن أحدهم أعلن بحزم وقوفه ضدّه.
وصوّت 11 جمهوريا لصالح إطاحة جونسون في مايو/أيار بعدما أثار حفيظة الجناح الموالي لترامب عبر إفساح المجال لحزمة دعم كبيرة لأوكرانيا.
وقال جونسون لشبكة "فوكس نيوز" الأسبوع الماضي "نتحاور بشكل دائم بشأن ذلك كله، أعتقد أن جميع الأعضاء يرغبون في أن يكونوا جزءا من الحل".
وأضاف "قطعوا وعودا كبيرة لدوائرهم الانتخابية خلال الحملة الأخيرة وعلينا الإيفاء بها".
في المقابل، يتوقع بأن يصوّت جميع الديمقراطيين (215 نائبا) لصالح رئيس كتلتهم الحالي حكيم جيفريز كما فعلوا عندما فاز جونسون بالتصويت أول مرة.
وفي حال عدم حصول جونسون على عدد كاف من الأصوات، ستتواصل العملية لجولة تصويت ثانية تجرى على الأرجح الجمعة أيضا.
وسيدفع فشله في الفوز بالأصوات في الجولات المتتالية المحافظين المناهضين له إلى التحرك لمنع عودته إلى المنصب وإلى محادثات بين الحزبين قد تفضي لتعيين شخصية جمهورية توافقية تحظى بتأييد الديمقراطيين.
لكن لم تطرح حتى اللحظة أسماء أي شخصيات بديلة لجونسون.
وسبق لشخصيات بارزة في المجلس من الحزب الجمهوري مثل ستيفن سكاليز وتوم إيمير ورئيس اللجنة القضائية جيم جوردان أن أبدوا اهتماما بتولي المنصب، لكنهم فشلوا جميعا في 2023 عندما فاز جونسون.
وأجرى جونسون اتصالات خلال فترة العطلات، على الرغم من أن الطريقة التي ينوي من خلالها كسب تأييد معارضيه غير واضحة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDUuMTUxIA== جزيرة ام اند امز