هل يمهد الكونغرس للاعتراف بضم الضفة؟.. تغيير «لغوي» يكشف «المخطط»

توجيهات لنواب الحزب الجمهوري، في الكونغرس الأمريكي، باستخدام مسمى إسرائيلي للضفة الغربية، أثارت جدلا وتساؤلات.
التوجيهات أصدرها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، النائب الجمهوري برايان ماست (عن ولاية فلوريدا) ودفعت إلى الواجهة مخاوف بشأن «مخطط لضم الضفة رسميا إلى إسرائيل».
وتدعو التعليمات إلى الإشارة إلى «الضفة الغربية» المحتلة باسمها العبري «يهودا والسامرة»، وفقًا لمذكرة داخلية حصل عليها موقع «أكسيوس» الأمريكي.
تفاصيل التوجيه الجديد
وفقًا لمصدر مطلع، أرسل ماست المذكرة إلى 50 موظفًا جمهوريًا في لجنة الشؤون الخارجية، الثلاثاء، إلا أن القرار لم يكن ملزمًا للموظفين الديمقراطيين في اللجنة.
وجاء في المذكرة التي كتبها ماست: «اعترافًا برابطتنا التي لا تنفصم مع إسرائيل، وبالحق التاريخي المتأصل للشعب اليهودي في موطنه القديم، ستستخدم لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، من الآن فصاعدًا، مصطلح (يهودا والسامرة) عند الإشارة إلى (الضفة الغربية) في جميع المراسلات الرسمية والتواصل والوثائق»، بحسب المذكرة.
وأضاف ماست أن «الجذور اليهودية في هذه المنطقة تمتد لقرون»، وفق قوله، مشيرًا إلى أن على أعضاء الكونغرس «المساهمة في التصدي لموجة معاداة السامية المستهجنة، والاعتراف بالحق التاريخي لإسرائيل في مهد الحضارة اليهودية»، وفق قوله.
ولم تقم إسرائيل بضم الضفة الغربية رسميًا حتى الآن، ما يعني أن المنطقة لا تزال خاضعة للإدارة العسكرية الإسرائيلية.
ومع ذلك، تستخدم الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المصطلحين «الضفة الغربية» و«يهودا والسامرة» بالتوازي، وهو ما يعكس حالة الغموض السياسي حول مستقبل هذه الأراضي، وفق «أكسيوس».
ما أهمية ذلك ودلالاته؟
ويعترف المجتمع الدولي، بما في ذلك الحكومة الأمريكية، بأن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 تُعرف بـ«الضفة الغربية»، ولا يعترف بسيادة إسرائيل عليها.
ويقطن هذه المنطقة أكثر من 3 ملايين فلسطيني، إلى جانب نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي.
ويعكس تغيير المصطلحات داخل اللجنة دعم العديد من الجمهوريين في الكونغرس للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ما يشكل خطوة رمزية ذات دلالات سياسية.
ويُعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والاستيطان فيها من القضايا السياسية الحساسة والمثيرة للجدل داخل إسرائيل.
ففي حين تدعم جماعات المستوطنين والائتلاف الحكومي الحالي توسيع المستوطنات وضم الأراضي المحتلة، تعارض أطياف أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هذه السياسات.
موقف ترامب
وخلال مؤتمر صحفي عُقد قبل 3 أسابيع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سُئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قبل صحفي إسرائيلي عمّا إذا كان «يدعم السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة».
رد ترامب قائلًا إن «البيت الأبيض يناقش القضية، لكنه لم يتخذ موقفًا رسميًا بعد».
وأضاف: «سنصدر إعلانًا على الأرجح بشأن هذا الموضوع تحديدًا خلال الأسابيع الأربعة القادمة».
وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت ستتبنى إدارة ترامب سياسة رسمية تدعم ضم الضفة الغربية لإسرائيل، أم سيظل الدعم في إطار التصريحات السياسية دون قرارات ملزمة، وفق «أكسيوس».
aXA6IDMuMTQ5LjI0MS4xMjgg جزيرة ام اند امز