ما هو الأكل الواعي؟ إليك كل ما يخص التغذية الواعية وطرق اتباعها
من منا لا يتناول طعامه إلا بعد أن يجد شيء مميز على التلفزيون لمشاهدته؟ من منا يأكل الطعام بلا وعي أثناء تصفح الهاتف؟ اكتشف ما هو الأكل الواعي وفوائده.
إن تناولك الطعام وأنت منشغل بتصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفاز، قد يصيبك بالانتفاخ وعدم التأكد من مذاق طعامك. ربما كذلك تشعر بالذنب بسبب مشوارك الليلي إلى الثلاجة، هنا عليك أن تتوقف لحظة لتدرك تلك السلوكيات، وتتبع خطوات الأكل الواعي.
ما هو الأكل اليقظ؟
بحسب ما ذكرته ليليان تشيونج، المحاضرة ومديرة تعزيز الصحة والاتصال في قسم التغذية بكلية "تي أتش تشان" للصحة العامة في جامعة هارفارد، إذا كنت تفعل السلوكيات السابق ذكرها، فإنها تتناقض مع التغذية الواعية، ما يعني استخدام كل حواسك الجسدية والعاطفية لتجربة خيارات الطعام.
وقالت تشيونج إن الأكل بوعي "ينبع من الفلسفة الأوسع لليقظة، وهي ممارسة منتشرة منذ قرون ومستخدمة في العديد من الأديان، ووفقا لـCNN فإن اليقظة الذهنية هي تركيز متعمد على أفكار المرء، وعواطفه، وأحاسيسه الجسدية في اللحظة الحالية".
اكتشف: ما هو نظام التغذية العلاجية.. وما هي أهميته وأنواعه؟
ما الفرق بين الأكل الحدسي والواعي؟
يتداخل مفهوما الأكل اليقظ والأكل الحدسي، ولكنهما يختلفان في بعض النواحي الرئيسية، إلا أنه يمكن التفرقة بينهما على النحو التالي:
- مفهوم التغذية الواعية أو الأكل اليقظ يركز على التواجد لتجربة طعامك أثناء تناوله.
- مفهوم الأكل الحدسي يركز أكثر على تحسين علاقة الفرد بالطعام وصورة الجسم من خلال رفض رسائل النظام الغذائي الصارمة الخارجية.
إذن يعتمد ما إذا كانت إحدى الطريقتين أفضل من الأخرى على احتياجات الأفراد، وفقًا لما قالته ليزا يونغ، أستاذة التغذية المساعدة في جامعة نيويورك، واختصاصية التغذية في الممارسة الخاصة، لـCNN.
ويتناسب الأكل بوعي مع جميع أنواع الاستشارات والاستراتيجيات الخاصة بالأكل والوزن والصحة، إذ أوضحت يونغ أنه مفهوم يُعد أكثر سهولة ليتبعه جمهور أكبر لأنه بمثابة أداة يمكن دمجها في العديد من الأساليب المختلفة.
للمزيد: ما هي تمارين اليقظة الذهنية؟ اكتشف 10 فوائد للتأمل الذهني اليقظ
ما هي فوائد التغذية الواعية؟
حذر الخبراء من أن الأكل اليقظ لا يعد حلاً سحريًا للقضايا المتعلقة بالغذاء أو الصحة، ولكن الدراسات الصغيرة اقترحت بعض فوائد هذه الممارسة، استنادًا إلى جوانبها التأملية وقدراتها لمساعدة الأشخاص على التمييز بين إشارات الجوع الجسدي والجوع العاطفي.
وعن الفوائد الصحية، أشارت يونج إلى أن بعض الأشخاص لاحظوا فقدان في الوزن أو استقرار الوزن، والحد من القلق والتوتر، وممارسة عادات الأكل الطبيعية، والتخفيف من متلازمة القولون العصبي، وأعراض الجهاز الهضمي.
اكتشف: خطر متلازمة إعادة التغذية.. الأسباب والعلاج
كيف تبدأ ممارسة الأكل اليقظ الواعي؟
قبل تجربة الأكل اليقظ، إن الهدف من الأكل بوعي هو أن تصبح أكثر انسجامًا مع جميع حواسك، وهي: البصر، والشم، والسمع، والتذوق، والشعور، بالإضافة إلى التركيز على الأفكار أثناء تجارب الأكل دون إلهاء، وفقًا لما قالته تيريزا فونج، الأستاذة ومديرة البرنامج التعليمي في علم التغذية بجامعة سيمونز في بوسطن، بالتالي يمكن أن نبدأ في ممارسة الطعام الواعي باتباع ما يلي:
1. تخصيص وقت للطعام
أوضحت فونج: "عندما أتناول طعام الفطور، لن أحمل جهاز آي باد الخاص بي وأقرأ أخبار اليوم، ولن أتحقق من بريدي الإلكتروني. سأجلس في مكان هادئ - يمكن أن يكون الأريكة، ليس علي بالضرورة الجلوس على طاولة غرفة الطعام".
2. الاحساس بالأكل بكافة الحواس
وعن تجربتها مع القهوة الصباحية، قالت فونج إنها تنتبه إلى صوت تخمير قهوتها، ثم الرائحة النابعة من هذه العملية، ثم تلاحظ لون مشروبها وتوازنه بين الكريمة والقهوة، ثم يمكنها التركيز على ما إذا كانت القهوة ذاتها دافئة في فمها كما تشعر بها في الكوب الذي تحمله في يديها، وأثناء ارتشافها، يمكنها أن تلاحظ النكهات.
3. الوعي بما تأكل
يُعد الامتنان جانبًا ونتيجًة محتملة للأكل الواعي، ومن أجل زيادة وعيك أثناء تناول الطعام، يمكنك التفكير في "مصدر الطعام، معربًا عن امتنانك للعناصر البيئية والأفراد المشاركين في رحلة الطعام إلى طبقك"، وفقًا لما ذكرته تشيونج.
4. الابتعاد عن المشتتات
وقد تكون معتادًا على استخدام هاتفك أو مشاهدة التلفاز أو القراءة أثناء تناول الطعام، ولكن يمكنك التخلص من هذه العادة تدريجيًا عن طريق الاستغناء عن العوامل المشتتة خلال وقت تناول الطعام.
4. البدء بصورة تدريجية
وإذا كنت تتناول طعام العشاء أثناء مشاهدة التلفاز خلال غالبية ليالي الأسبوع، فيمكنك تخصيص إحدى ليالي الأسبوع لتناول الطعام بشكلٍ واعٍ؟ ثم ليلتين وما إلى ذلك، وفقًا لما اقترحته تشيونج.
وينطبق الشيء ذاته على أولئك الذين لديهم جدول أعمال مزدحم، ما يعقد القدرة على التركيز فقط على تناول الطعام.
اقرأ أيضاً: سوء التغذية.. الأسباب والأضرار والوقاية
نصائح للتغذية الواعية
ينصح الخبراء بمحاولة التدرب على التغذية الواعية قدر المستطاع، سواء كان ذلك لمدة 5 دقائق أثناء وقت الغداء أو أثناء تناول وجبة خفيفة بين الوجبات. حيث تضيف تشيونج إنه إذا كنت تشعر بفارغ الصبر أو الرغبة في الإمساك بهاتفك أثناء تناول الطعام، فلا بأس بذلك، فقط لاحظ هذه المشاعر، وخذ أنفاسًا عميقة، وأعد انتباهك إلى وجبتك.
ونصحت بتناول قضمات صغيرة من الطعام ومضغها جيدًا أيضًا، فإذا كنت تتناول الطعام ببطء، فمن المرجح أنك تعرف متى تشعر بالشبع، ويمكنك أن تتوقف عن تناول الطعام.
كما لفتت إلى أن مشاركة الوجبة أو تناول الطعام مع الآخرين أمر مشجع بالتأكيد، ولا يجب أن يعني الأكل بوعي أن تتناول طعامك في صمت.
وأضافت: "بدلاً من ذلك، حاول تخصيص بضع دقائق في بداية الوجبة: ابتسم لأقرانك، وعبّر عن امتنانك للطعام ورفقة الآخرين، وجرّب تناول الطعام خلال الدقائق الأولى دون التحدث للتركيز على تجربة الأكل".
وبمجرد أن تمارس الأكل اليقظ لفترة من الوقت، يمكن أن تطبق هذا المفهوم على مجالات أخرى من حياتك، وقالت فونغ: "يمكن أن ينطبق ذلك على العيش الواعي والقيام بمهمة واحدة في كل مرة". وأضافت: "غالبًا ما نقوم بالعديد من المهام في الوقت ذاته، مما يمنعنا من التركيز على أي شيء".
المصادر:
- الموقع الإخباري (CNN).
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز