إعلان الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة من أبوظبي
الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة خلاصة خبرة أساتذة القانون الدولي وفقهاء الدين لمواجهة التحديات التي تواجه تلك المجتمعات
أعلن الدكتور طارق الكردي، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم بسويسرا، الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة، وذلك ضمن الجلسة الختامية للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، والتي ترأسها الكردي في اليوم الأخير من فعاليات المؤتمر المقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقال الكردي، في كلمته في الجلسة التي أقيمت اليوم الأربعاء، إن الأمم المتحدة أكدت الالتزام بترويج ثقافة السلام والتعايش، كما شدد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ضرورة عدم التمييز بين الأشخاص عرقيا أو دينيا.
وأضاف "جئنا لهذا المؤتمر من كل بقاع الأرض لأرض الخير دولة الإمارات للتناقش والتشاور والتحاور لنقدم الأفضل للمجتمعات المسلمة.
وعن الميثاق، قال دكتور حفيظ أركيبي، أستاذ القانون الدولي من جامعة الحسن الثاني بالمغرب، إن الميثاق جاء كإجماع دولي ليتمتع الجميع بحرياتهم ومعتقداتهم، وهناك إجماع بأن هناك مجتمعات مسلمة تواجه بعض التحديات، ووجود قصور في بعض القوانين الدولية لحماية حقوقها.
وأوضح أن الميثاق يعبر عن إحساس لتحقيق الأمن الفكري والحضاري للأقليات المسلمة تحت سقف الدول التي يعيشون فيها، فهو تحصين للأجيال المقبلة من العنف والإقصاء، فضلا عن النهوض بوضع المجتمعات المسلمة الاقتصادي والمساهمة في بناء الثقة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والصداقة بين الشعوب.
كما يعزز الميثاق روح التسامح والثقة والأمان، فهو جاء لتصحيح الصورة النمطية للإسلام وتفشي مصطلح "الإسلاموفوبيا"، بحسب ما يؤكد أركيبي.
ولفت أركيبي إلى أن الميثاق يتكون من ديباجة و14 فصلا موزعة على 5 محاور، تتناول ديباجة الميثاق مبررات الحاجة إلى ميثاق عالمي للمجتمعات المسلمة، الذي يؤسس لأرضية للتعايش السلمي بين شعوب العالم، فهو يدعو إلى توطيد التعاون بين هذه المجتمعات والدول التي يعيشون بها، فضلاً عن تعزيز سبل التعاون المثمر بين المؤسسات الدولية من أجل إرساء طرق للتعايش السلمي ورفاهية تلك المجتمعات المسلمة، مؤكداً أن الميثاق جاء لتبرير الحاجة إلى مجلس عالمي للأقليات المسلمة لحماية حقوقهم والنهوض بمكانتهم.
من جانبه، تقدم الدكتور عبدالناصر أبوالبصل، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني، بالشكر لدولة الإمارات على تنظيمها لمؤتمر المجتمعات المسلمة، وللقائمين عليه.
وأكد أن الأفكار الجيدة التي رأيناها في هذا المؤتمر حاولنا إدخالها وتضمينها في هذا الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي يخرج للعالم من هذا البلد النموذجي، دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتابع قائلاً: "مشروع الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة وثيقة نريدها أن تكون مهمة، كالوثائق المعتمدة من الأمم المتحدة ومن المجتمع الدولي، فهذا الميثاق رسالة منا للعالم صريحة وواضحة، فهو كُتب كخطاب معاصر يواكب اللغة المعتمدة في يومنا هذا، وكتب من واقع خبرة أساتذة قانون دوليين وفقهاء الدين، للخروج بنهج واضح لمواجهة التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة.
وعلى مدار يومي 8 و9 مايو شارك في المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة الذي انطلق الثلاثاء في أبوظبي تحت شعار "الفرص والتحديات"، أكثر من 600 مشارك من علماء دين وباحثين وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية يمثلون أكثر من 150 دولة.
ويقام المؤتمر تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، ويعد منصة عالمية للتواصل بين قيادات المجتمعات المسلمة، في كل من كمبوديا وسريلانكا وروسيا وبريطانيا ودوّل البلقان وغيرها، ومجموعة من النواب المسلمين من جنوب أفريقيا، ونيجيريا وإريتريا والبرلمان الأوروبي ومن دول آسيا والأمريكتَين.
ويهدف المؤتمر إلى مد جسور التعاون بين قيادات المجتمعات المسلمة حول العالم، وتفعيل دورها الحضاري والحفاظ على أمنها الفكري والروحي وتحقيق العيش السليم المشترك، من خلال أكثر من 60 بحثاً للتعاون وتفعيل المواثيق الدولية خصوصا تلك المتعلقة بالحقوق المدنية للأقليات، الأمر الذي يسهم في تحقيق الأمن العالمي.
ويتصدر تفعيل الدبلوماسية الدينية أجندة المؤتمر، لدورها الكبير في فض النزاعات والحروب والفتن، ومواجهة تيارات العنف والكراهية بما يعزز الحوار بين الشعوب.
وترتكز رؤية المؤتمر على تحقيق المشهد الحضاري للمجتمعات المسلمة من خلال التفاعل الإيجابي مع باقي مكونات مجتمعاتها وتعزيز منظومة المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg
جزيرة ام اند امز