علماء دين يناقشون تحديات المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية
ضمن فعاليات مؤتمر "المجتمعات المسلمة" عُقدت اليوم الأربعاء الجلسة العلمية الرابعة، والتي ناقشت الوجود الإسلامي في الدول غير الإسلامية
توجه علماء دين بالشكر لدولة الإمارات لتنظيم المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي ناقش التحديات التي تواجه المسلمين في المجتمعات غير الإسلامية، خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر.
وضمن فعاليات المؤتمر عُقدت اليوم الأربعاء الجلسة العلمية الرابعة، تحت عنوان "وضع الوجود الإسلامي في الدول غير الإسلامية في السياق العالمي: االفرص والتحديات"، برئاسة محمدو سالم بوكا، المدير العام لاتحاد إذاعات العالم الإسلامي.
وقدم الدكتور يحيى بالافيسيني، رئيس المجتمع الإسلامي بإيطاليا، ورقة بحثية بعنوان "المسلمون الأوربيون"، بدأها بتوجيه الشكر لدولة الإمارات لتنظيمها مثل هذا اللقاء المهم للمجتمعات المسلمة حتى نطلع على الخبرات ونبني مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة.
وقال: "من وجهة نظري، القضايا الرئيسية التي يتعرض إليها مسلمو أوروبا، هي أنهم يشعرون بالغربة ولا يمتلكون هويتهم الأوروبية، وهذا التحدي جعل من مسلمي أوروبا منغلقين على أنفسهم دون الاندماج مع بقية المجتمع"، لافتاً إلى ضرورة التركيز على دورهم كمسلمي أوروبا للاندماج في المجتمع وتخطي العقبات التي يواجهونها.
وتابع: "يجب على مسلمي أوروبا التشبث بهويتهم وأصالتهم مع الانفتاح على الثقافة الأوروبية من أجل تحقيق الاندماج السليم، ونسعى إلى تجنيب المجتمع الصراع والوصول إلى حوار متنوع بين المسلمين والأوروبيين".
وعن وضع الأقليات المسلمة في السياق العالمي: الفرص والتحديات"، قال الدكتور يوسف هالار رئيس المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية بالأرجنتين، إن وضع المسلمين في أمريكا اللاتينية يشهد تنوعا على المستوى الثقافي، وبغض النظر عن انتمائهم للدين الإسلامي فهم ينتمون أيضاً إلى ثقافة أخرى تتعارض في بعض الأحيان مع دينهم.
وأكد أن هناك محاولة لإثارة الفتنة والإضراب بين المسلمين أدت إلى اعتقاد الشعوب الأخرى بأن الاسلام دين عنف، لافتاً إلى وجود فتور بالعلاقات بين المجتمعات المسلمة والمواطنين الأصليين، ولكننا نؤكد أن هناك 5 ملايين مسلم في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي؛ ونحن نسعى جاهدين لنشر الخير والتعايش السلمي.
الدكتور إيدومي موتو، مدير جمعية المسلمين باليابان، يتحدث عن الأقليات المسلمة في اليابان بعنوان "المقيمون المهاجرون والمواطنون الأصليون"، لفت إلى التحديات التي واجهت المجتمعات المسلمة في اليابان نظراً لطبيعة المجتمع الياباني وخصوصيته.
وأشار إلى أن الحكومة اليابانية تسعى اليوم إلى تقديم كل الخدمات اللازمة للمسلمين القادمين إليها والمقيمين بها، وشجعت الفنادق على تقديم الطعام الحلال لهم، كما أقامت مساجد في المطارات والأماكن العمومية.
وتحدث حذيفة غلام الوستانوي من الهند عن "التحديات التي يواجهها مسلمو الهند ومسؤولية الدول الإسلامية" تجاهها، وقال إن الهند تعتبر ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، كما أن التجارة كانت سببا في وصول الإسلام إليها.
وأوضح أن للعرب دوراً كبيراً في نشر التسامح بين مختلف الديانات الموجودة في الهند، فهي مثال حي للاستقرار والتعددية والتسامح بين الديانات التي تعيش على أرضها.
وعلى الرغم من التعايش السلمي في الهند، يرى الوستانوي أن من أبرز التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة تردي الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر وسوء التعليم وتدهور القطاع الصحي.
وعن أهم القضايا التي تواجه الجاليات الإسلامية، قدم الشيخ وليد حمود مفتي فنلندا، ورقة بحثية بعنوان "أهم قضايا الجاليات الإسلامية وحلولها".
وبدأ مفتي فنلندا حديثه بتوجيه الشكر لدولة الإمارات على إقامتها ورعايتها للمؤتمر الهام قبل شهر رمضان المبارك، وترحم على القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقال حمود إن مسلمي أوروبا يستفيدون بشكل جيد من الفرص المتاحة إليهم، ويجب توجيههم إلى الاندماج الإيجابي دون التخلي عن هويتهم الإسلامية ومبادئهم، مؤكداً أن عدم الاندماج سيؤدي حتما إلى نتائج سلبية.
ويشارك في المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة الذي انطلق الثلاثاء في أبوظبي تحت شعار "الفرص والتحديات"، أكثر من 600 مشارك من علماء دين وباحثين وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية يمثلون أكثر من 150 دولة.
ويعد المؤتمر الذي يقام تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، ويستمر يومين، منصة عالمية للتواصل بين قيادات المجتمعات المسلمة، في كل من كمبوديا وسريلانكا وروسيا وبريطانيا ودوّل البلقان وغيرها، ومجموعة من النواب المسلمين من جنوب أفريقيا، ونيجيريا وإريتريا والبرلمان الأوروبي ومن دول آسيا والأمريكتَين.
ويهدف إلى مد جسور التعاون بين قيادات المجتمعات المسلمة حول العالم، وتفعيل دورها الحضاري والحفاظ على أمنها الفكري والروحي وتحقيق العيش السليم المشترك، من خلال أكثر من 60 بحثاً للتعاون وتفعيل المواثيق الدولية خصوصا تلك المتعلقة بالحقوق المدنية للأقليات، الأمر الذي يسهم في تحقيق الأمن العالمي.
ويتصدر تفعيل الدبلوماسية الدينية أجندة المؤتمر، لدورها الكبير في فض النزاعات والحروب والفتن، ومواجهة تيارات العنف والكراهية بما يعزز الحوار بين الشعوب.
وترتكز رؤية المؤتمر على تحقيق المشهد الحضاري للمجتمعات المسلمة من خلال التفاعل الإيجابي مع باقي مكونات مجتمعاتها وتعزيز منظومة المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني.