"جزّ العشب".. الضربات الأمريكية ضد الإرهاب في ليبيا والصومال
قائد قوات المشاة الأمريكية في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير يقول إن حركة "الشباب تمثل أحد أكبر التهديدات الأكثر جدية في القارة السمراء
يعلن البنتاجون بشكل شبه يومي شنّ ضربات جديدة ضد حركة الشباب الإرهابية بالصومال، في خضمّ ما يبدو "حربا بلا نهاية" تخوضها الولايات المتحدة.
ومؤخرا، اعتبر قائد قوات المشاة الأمريكية في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير أن حركة "الشباب تمثل أحد أكبر التهديدات الأكثر جدية في القارة، فهي تطمح لمهاجمة بلدنا".
وأضاف، في مؤتمر عبر الهاتف بالبنتاجون، أنه يجب "أن نتعامل جديا مع الخطر الذي تمثله... لهذا نحن نركز عليهم".
والجمعة، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، في بيان، شنّ ضربة في ضواحي كونيو بارو جنوبي الصومال، أدت إلى مقتل عنصر من حركة الشباب.
وهذه الضربة هي العشرون للجيش الأمريكي ضد "الشباب" في الصومال منذ بداية العام، بعد توجيه 64 ضربة عام 2019 و43 عام 2018، وفق إحصاء أجرته منظمة نيو أمريكا.
جزّ العشب
عند سؤاله مؤخرا عن الضربات الأمريكية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا والصومال، قال وزير الدفاع مارك إسبر إن "هذا ما نسميه جزّ العشب".
وأضاف "يعني ذلك أنه بين الحين والآخر، يجب القيام بأشياء مشابهة للحفاظ على السيطرة وضمان ألاّ يزيد الخطر ويعاود الظهور".
وتقول التقديرات إن عدد مقاتلي حركة الشباب يراوح بين 5 و9 آلاف، وإذا تمسكت الولايات المتحدة بهذا النهج، أي القضاء على مقاتل أو اثنين يوميا، سيتطلب التغلب على الحركة 13 عاما على الأقل. أي أنها ستتحول إلى "حرب بلا نهاية" من الصنف الذي يمقته الرئيس دونالد ترامب.
في أول تقرير أعلن للرأي العام حول العملية العسكرية الأمريكية في الصومال، نشر في فبراير/شباط الماضي، ذكّر المفتش العام لوزارة الدفاع غلين فاين أن مهمة "أفريكوم" هي أن تقوم "في أفق 2021 بإضعاف حركة الشباب وتنظيم داعش في الصومال والجماعات الإرهابية الأخرى في شرق أفريقيا، بحيث تصير عاجزة عن الإضرار بمصالح الولايات المتحدة".
وأضاف مكتب المفتش العام، وهو هيئة مستقلة في البنتاجون، أنه "رغم الضربات الأمريكية المتواصلة والدعم الأمريكي للقوات الأفريقية الشريكة، يبدو أن حركة الشباب تمثل تهديدا متصاعدا، وتسعى إلى استهداف الأراضي الأمريكية".
وهاجمت الحركة يوم 5 فبراير/شباط الماضي قاعدة عسكرية أمريكية كينية في جنوب شرق كينيا، قرب الحدود مع الصومال، ما أدى إلى مقتل 3 أمريكيين.
ونفذت يوم 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي إحدى أكثر العمليات دموية خلال عقد في الصومال، عبر تفجير سيارة مفخخة في العاصمة مقديشو أوقع 81 قتيلا.
بلا جدوى
لدى النواب الأمريكيين مخاوف من غياب نتائج ملموسة لهذه الحرب التي تتم عبر الطائرات المسيّرة ومجموعة صغيرة من قوات النخبة في الميدان.
وعند سؤاله نهاية يناير/كانون الثاني الماضي حول الضربات شبه اليومية التي تبدو بلا جدوى، دافع قائد "أفريكوم" الجنرال ستيفن تاوسند عن الاستراتيجية الأمريكية.
وقال "لا أظن أنها عقيمة"، مضيفا "نسعى لخفض قدراتهم".
وبالنسبة لكاثرين بيستمان الباحثة في معهد واتسون الذي يحتسب سنويا تكلفة الحروب الأمريكية "لم تحسن التدخلات العسكرية في الصومال الوضع، بل عززت سيطرة الشباب على السكان".
وأضافت أن حركة الشباب تستفيد من اقتصاد الحرب عبر ابتزاز السكان والسطو على الأموال المتأتية من المساعدات الدولية.