"بيتكوين" المثيرة للجدل.. فقاعة أم ملاذ آمن؟
قفز سعر بيتكوين لأكثر من 51 ألف دولار، الخميس، لتبلغ خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل سنة، ما يطرح تساؤلا مهما.. هل هي فقاعة أم ملاذ آمن؟
ربما سحر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المستثمرين من عمالقة سوق المال في الولايات المتحدة، عندما ألقى بقرار استثمار 1.5 مليار دولار في عملة البيتكوين أمامهم، لتجذب العملة الرقمية التي تجاوز سعرها 50 ألف دولار، الإثنين، مزيدا من المشترين الذين أغراهم نموها المذهل، على الرغم من مخاوف العديد من منظمي السوق.
ولكن إيلون ماسك ليس الملياردير الوحيد الذي سحر مستثمري وول ستريت ونيويورك بقراره الجريء، فمطلع العام الجاري توقع بنك الاستثمار جيه بي مورجان أن تصل قيمة عملة بيتكوين الرقمية لسعر 146 ألف دولار إذا رسخت وضعها كأصل استثماري آمن.
إغراء البنوك المركزية
يرى مهنيون في هذا القطاع، مثل رئيس منصة بيتباندا لبيع العملات المشفرة الأوروبية إيريك ديموث، أن القضية سُويت وأن عملة البِتكوين صارت تمثل "ذهبًا رقميًا جديدًا" يقبل عليه المستثمرون الراغبون في تنويع أصولهم وحماية أنفسهم من التضخم.
ويؤكد أن "قريبا، سنجد عملات البِتكوين في احتياطيات البنوك المركزية".
ويقول الباحث ماتيو بوفار من كلية الاقتصاد في تولوز: "إنها أصول متقلبة جدًا، وهو أمر محفوف بالمخاطر، ولكن في الوقت نفسه مرت عشر سنوات منذ أن قلنا إن البِتكوين ستنهار، وها هي ما زالت موجودة".
وأضاف أن عملة "البِتكوين تتحرك نحو أسواق أكثر تنظيماً" وتقلباتها تتناقص حتى لو ظل تقلبها أعلى بعشر مرات من أسواق الأسهم.
حذر القارة العجوز
في الوقت الحالي، يشعر المسؤولون عن المؤسسات النقدية بالقلق من هذه العملة الافتراضية التي أنشأها أشخاص مجهولون وتدار من خلال شبكة لامركزية، إذ أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في أوائل فبراير/شباط أن البِتكوين "ليست عملة"، وأنها "أصول تنطوي على الكثير من المضاربة".
وقال ألكسندر باراديه محلل السوق لدى شركة آي جي فرانس إن هناك "جانبًا تسويقيًا" واضحًا، فبعض الشركات "تدرج كميات صغيرة من عملات البِتكوين في تدفقها النقدي لإظهار أنها تجاري أخبار التكنولوجيا"، مذكرًا بأن حمى المضاربة لم تهيمن بعد على أوروبا.
وقال رئيس بيتباندا بأسف إن "الأمر نفسه يتكرر على الدوام، أوروبا متأخرة عن الولايات المتحدة بعامين في تبني التقنيات" الجديدة، ورأى أن القارة العجوز يمكنها اللحاق بالركب في السنوات المقبلة.
وقال محللون في شركة بايت-تري المتخصصة في العملات المشفرة إن حصة أوروبا من البِتكوين لا تمثل سوى 10% فقط من مشتريات صناديق الاستثمار.
وقال مؤسس الشركة تشارلي موريس إن "السبب الرئيسي وراء ذلك هو القيود الشديدة التي تفرضها اللوائح".
وأضاف أنه لا يتوقع أن يرى الشركات الأوروبية تتبع مثال تسلا، الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية بقيادة إيلون ماسك. فقد أعلن ماسك الأكثر ثراءً في العالم والداعم المتحمس للعملات المشفرة استثمار 1.5 مليار دولار في البِتكوين.
تستثمر الشركات الرقمية العملاقة مثل جوجل وأبل التي لديها وفرة من المال بكثافة في سوق الأسهم، لكن تسلا برزت من خلال دخول عالم العملات المشفرة المتقلب.
السوق مشتعل
لا يحبذ كل المستثمرين خوض مغامرات على غرار إيلون ماسك. فمنذ أن اشترت تسلا عملة بيتكوين انخفض سهم المجموعة بشكل حاد. وقال مستثمر في سوق العملات المشفرة "لقد كلفهم هذا أكثر من 60 مليار من رسملتهم السوقية".
عندما بدأت الأسعار في الصعود في نهاية عام 2020، كان مؤيدو العملات المشفرة سعداء برؤية أن من يدعم الارتفاع مستثمرون محترفون وليس أفرادا كما في عام 2017، حين ارتفعت الأسعار قبل انهيارها في أوائل عام 2018.
لذلك ينتظر العديد من الفاعلين تصحيحًا حادًا في الأسعار، دون أن يتخلوا مع ذلك عن العملات المشفرة.
وقال ألكسندر باراديه: "كما حدث خلال فقاعة الإنترنت سيتوقف الكثير من المنتجات الجديدة المرتبطة بعملة البِتكوين، لكن المنتجات الأخرى التي ستكون الأفضل رسملة والأكثر صلابة، ستبقى".