أولى بشائر "كوب 26".. حث الدول على تسريع أهداف خفض الانبعاثات
حث أول مشروع قرار لـ "كوب 26"، الدول على تسريع تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، قبل 3 سنوات من الموعد السابق.
ويشجع أول مشروع قرار لمؤتمر المناخ "كوب 26" نُشر الأربعاء، الدول على مراجعة التزاماتها في وقت أسرع مما كان مقررا لخفض انبعاثات غازات الدفيئة اعتبارا من 2022، أي قبل ثلاث سنوات من الموعد الذي تنص عليه اتفاقية باريس.
ويمثل نص الأربعاء أول مؤشر على المكان الذي وصلت إليه الدول بعد 10 أيام من انطلاق مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 26" في غلاسكو الذي وصفته بريطانيا، وهي البلد المضيف، بأنه حاسم لتحقيق الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس للعام 2015 بشأن حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية.
ودعا النص الدول إلى "إعادة النظر في خططها الخاصة بالتخلص من الكربون، وتعزيزها" بحلول نهاية العام المقبل، كما أن حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية "يتطلب إجراءات هادفة وفعالة من جميع الأطراف في هذا العقد الحاسم".
المطلوب لتفادي أسوأ تداعيات الاحترار العالمي
وقال، إن هناك حاجة إلى "تخفيضات سريعة ومستدامة في انبعاثات غازات الدفيئة" لتفادي أسوأ تداعيات الاحترار العالمي التي شوهدت في العديد من البلدان عبر الفيضانات وموجات الجفاف والعواصف.
وتوقع التقرير المعياري السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي نُشر قبيل بدء الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف بحدوث احترار "كارثي" ترتفع معه درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
ويضمّ اتفاق 2015 آلية تطالب الدول بتحديث خطط الانبعاثات كل خمس سنوات.
ولم تفوّت العديد من كبرى الدول الباعثة لغازات الدفيئة الموعد النهائي للعام 2020 لتقديم خطط جديدة التي تعرف باسم المساهمات المحددة وطنيا.
وتقول الدول الضعيفة إن الموعد النهائي المقبل، المحدد في 2025، بعيد جدا بحيث يمنع تحقيق خفض الانبعاثات القصيرة الأجل اللازمة لتجنب ارتفاع درجة الحرارة الكارثي.
وفيما وصفه المراقبون بأنه "إشارة أولى مهمة" لأنواع الوقود التي تؤدي إلى الاحترار المناخي، دعت المسودة إلى "الإسراع بالتخلص التدريجي من الفحم ودعم الوقود الأحفوري".
ولا تذكر القرارات التي اتخذت في مؤتمرات المناخ السابقة ولا اتفاق باريس الوقود الأحفوري، بل تركز بدلا من ذلك على الانبعاثات.
وقال أحد كبار المفاوضين لوكالة فرانس برس، إنهم كانوا واثقين من أن الإشارة إلى الوقود الأحفوري ستظهر في البيان الختامي "بشكل أو بآخر".
"غامضة ومبهمة"
لكن علماء مناخ وجماعات بيئية انتقدوا المسودة لعدم تعبيرها عن مدى إلحاح الأزمة التي تواجه الكوكب.
وقالت جينيفر مورجن مديرة منظمة جرينبيس: "هذا النص ليس خطة لحل أزمة المناخ، بل اتفاق سننتظر ونأمل تحققه".
وأضافت: "إنه طلب مهذب بأن تقوم الدول، ربما، بالمزيد العام المقبل".
ومن المقرر أن يعود رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى غلاسكو في وقت لاحق الأربعاء للتحقق من التقدم الذي أحرز خلال المحادثات.
وجاء مندوبون إلى غلاسكو ومعهم قائمة طويلة من الخلافات التي يتعين حلها بما فيها طريقة تمويل كفاح الدول الضعيفة ضد ارتفاع درجات الحرارة.
وتعهّدت الدول الثرية الباعثة للغازات منذ أكثر من عقد تقديم 100 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الأخرى على التكيف مع المناخ المتغير.
وقال محمد أدو مدير مركز "باور شيفت آفريكا" للبحوث ومقره في نيروبي إن مسودة الأربعاء كانت "غامضة ومبهمة" فيما يتعلق بتمويل العمل المناخي.
من جانبه، اعتبر سايمون لويس أستاذ التغيير العلمي العالمي في "يونيفرسيتي كوليدج لندن"، أن المسودة "تعترف بالهوّة الضخمة" بين الخطط الحالية لخفض الانبعاثات وهدف حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية.
وأوضح لوكالة فرانس برس: "بالطبع، إذا لم تفِ الدول المتقدمة بوعودها المالية، قد تصبح المحادثات في حال من الفوضى".
تعهدات الإمارات المناخية
وخلال انعقاد مؤتمر الأطراف "COP26"، أعلنت الإمارات العربية المتحدة والوكالة الدولية لطاقة المتجددة (آيرينا)، ومقرها أبوظبي، عن إطلاق منصة تسريع عملية التحول للطاقة المتجددة، وهي تمويل عالمي جديد يهدف إلى تسريع وتيرة التحول إلى الطاقة المتجددة في البلدان النامية.
وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال "صندوق أبوظبي للتنمية" لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار بالمجمل.
مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"
وشهد المؤتمر الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 30 دولة أخرى. وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمس المقبلة.
وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة التي تركز على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي.
كما انضمت دولة الإمارات إلى التعهد العالمي للميثان بناءً على مكانتها كواحدةٍ من أقل الدول إطلاقاً لانبعاثات غاز الميثان في العالم.
وخلال العقود الخمسة الماضية، نجحت دولة الإمارات في خفض حجم الغاز الطبيعي المشتعل في قطاع الطاقة المحلي بنسبة تتجاوز 90%.
وبدوره، يمتلك قطاع الهيدروكربون في دولة الإمارات اليوم واحداً من أدنى مستويات كثافة انبعاثات الميثان في العالم بنسبة لا تتجاوز 0,01%. وستعمل دولة الإمارات على تعزيز أدائها في مجال الميثان بالاستناد إلى هذا الأساس شديد الانخفاض من كثافة الميثان في قطاع الطاقة.
تعهدات قمة COP26
واجتمع أكثر من 120 من قادة العالم في غلاسكو، الأسبوع الماضي للمشاركة في قمة المناخ (كوب 26) تقول الأمم المتحدة إنها حاسمة لوضع خريطة طريق لتجنب كارثة الاحترار المناخي.
واجتمعت وفود من نحو 200 دولة في غلاسكو بحثا عن طريقة يمكن من خلالها بلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة بحصر ارتفاع درجات الحرارة بما بين 1.5 و2 مئويتين.
وتتطلب العملية التي تقودها الأمم المتحدة، من الدول الالتزام بخفض الانبعاثات التي تزداد، وتحض الدول الأغنى والتي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات على مساعدة الدول النامية في تمويل انتقالها إلى الطاقة النظيفة والتعامل مع التداعيات المناخية.
وتعهّدت 20 دولة، خلال قمة غلاسكو، بينها الولايات المتحدة، وقف تمويل المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري في الخارج بحلول أواخر عام 2022.
والتزمت أكثر من 40 دولة التخلي تدريجيا عن الفحم -أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا- رغم أن تفاصيل التعهّدات اتسمت بالغموض فيما لم يتم تقديم جدول زمني لذلك.
وجاءت التعهّدات بعد تقييم مهم أظهر أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم سترتفع إلى مستويات ما قبل الوباء.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز