أصداء COP28.. نجاح التعاون الدولي مع ثقب الأوزون قابل للتكرار مع أزمة المناخ
أشاد العديد من خبراء المناخ حول العالم بمخرجات مؤتمر الأطراف COP28، مطالبين الدول الصناعية الكبرى بتحمل مسؤولياتها لحماية الأرض.
وأشار الخبراء إلى أن الحل النهائي للتحديات المناخية الرئيسية يبدو واضحا، حيث يتمثل في القيادة من جانب الدول الأكثر مسؤولية للاستثمار في الحلول والتعويضات المطلوبة للتخفيف.
وحسب ما كتب مؤخراً إيرل سي إليس، زميل زائر في كلية أكسفورد مارتن وأستاذ الجغرافيا والنظم البيئية في جامعة ماريلاند، أن أنظمة الري ومخازن الحبوب العامة والبنى التحتية الأخرى مثلت الفرصة للقيادة المجتمعية في الماضي. واليوم أصبحت البنية التحتية للطاقة النظيفة والدعم الواضح لأولئك الأكثر عرضة لمتاعب التحول الكبير في مجال الطاقة (على سبيل المثال، العاملين في الصناعات المرتبطة بالطاقة الأحفورية) وتغير المناخ نفسه معيار الحكم اليوم. عندما تفشل النخب الحاكمة في الوفاء بالالتزامات المجتمعية، تكون مجتمعاتها على طريق الانهيار.
- إنجاز إماراتي.. أمطار اصطناعية في سماء لاهور لأول مرة
- وكالة الطاقة الدولية: «اتفاق الإمارات» يُحاصر الاحترار العالمي
ويتعين على الدول الكبرى أن تكون جادة في فرض هذه المسؤوليات، والالتزام بمخرجات مؤتمر الأطراف COP28 وفي الوقت نفسه فإن الدول النامية أو الناشئة التي لم تثر نفسها بعد بالوقود الأحفوري لها كل الحق في تطوير اقتصاداتها من خلال التوازن بين التنمية والالتزامات المناخية، خاصة أن الاختلافات صارخة، حيث يبلغ نصيب الفرد التراكمي من الانبعاثات الكربونية في الولايات المتحدة عدة أضعاف نظيره في العالم النامي.
ومن الممكن أن تتفوق الطاقة النظيفة قريبا على الوقود الأحفوري، ولكن إلى أن يحدث هذا إذا كانت تلك الدول المستفيدة اقتصادياً من الوقود الأحفوري ترغب في إنهاء استخدامه على مستوى العالم، فإن الأمر متروك لها لدعم تكاليف الطاقة النظيفة في البلدان التي لا تستطيع تحمل تكاليفها.
إنقاذ طبقة الأوزون
الجهود الدولية الناجحة لإنقاذ طبقة الأوزون مثال على ذلك، فقد أدى التعاون الدولي -المدعوم بأدلة علمية قوية وبقيادة الدول الأكثر مسؤولية- إلى حل هذه المشكلة العالمية.
في منتصف سبعينيات القرن العشرين اكتشف العلماء أن مجموعة جديدة من المواد الكيميائية التي صورتها الصناعة على أنها خاملة كيميائيا، مثل مركبات الكلوروفلوروكربون، كانت تستنفد الأوزون الستراتوسفيري وتسمح لمزيد من الأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى سطح الأرض، حيث يمكن أن تسبب هذه الأشعة سرطان الجلد وتقلل من قدرة الجسم على مكافحة المرض.
ولم يحرز تقدم يذكر للحد من انبعاثات مركبات الكربون الكلورية فلورية الضارة حتى حدث اكتشاف ثقب في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية في عام 1985، مما أدى إلى اتفاق بين 20 دولة رئيسية منتجة لمركبات الكربون الكلوروفلورية على التخلص التدريجي من إنتاجها وإنهائه في نهاية المطاف.
ومن المتوقع أن تتعافى طبقة الأوزون بالكامل إلى مستويات ما قبل ثمانينيات القرن العشرين في غضون عقود.
وكما هو الحال مع أزمة الأوزون فإن حل أزمة المناخ يكمن في جرأة المسؤولين بالدول المتقدمة صناعيا، ولا ينبغي أن يكون هناك أي عذر مقبول للمنتجين الأثرياء للتلوث الكربوني بالاستمرار في إطلاق الغازات الدفيئة التي تسخن كوكبنا بشكل أسرع من أي وقت آخر منذ عصر الديناصورات، يجب علينا إنهاء الاستثمارات في الصناعات الملوثة للكربون وزيادة الاستثمارات لبناء أنظمة الطاقة النظيفة، وهو ما دعا إليه مؤتمر الأطراف COP28.
لا مزيد من تعويض التلوث الكربوني الصناعي في الغابات والنظم الإيكولوجية الأخرى، إذا كان هناك أهداف لتشكيل مستقبل مناخي أفضل فيجب توجيهها إلى الصناعات والدول المحددة المسؤولة عن تلويث الغلاف الجوي بانبعاثات الكربون الأحفوري، وتحفيزها على استبدال التقنيات التي تنبعث منها الكربون بأخرى نظيفة.
قياس التقدم المناخي
ينبغي قياس التقدم المحرز بالتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، ويجب أن يكون هدف جميع الدول المتقدمة الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المائة، مع موعد نهائي متفق عليه، وكلما كان ذلك أسرع كان ذلك أفضل.
ومن الأهمية بمكان مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030، وفقا لما خرجت به إنجازات مؤتمر COP28 دبي.
ويجب أن تركز الجهود الدولية بوضوح على التزامات أغنى وأقوى شعوب العالم وصناعاتها واقتصاداتها لإنهاء الضرر الذي تسببه.
سيعتمد الهدف العالمي للطاقة النظيفة كليا على التزامات الاستثمار من العالم المتقدم، بالإضافة إلى الالتزامات القائمة، ولن يدخل حيز التنفيذ حتى يتم تأكيد هذه الالتزامات.
وكما هو الحال مع التخلص التدريجي من مركبات الكربون الكلورية فلورية فإن أهداف الطاقة النظيفة الوطنية والمرتبطة بالصناعة ستسلط الضوء مباشرة على من يفي أو لا يفي بها، ويشجع على اتخاذ إجراءات ويدعو المتقاعسين للتحرك.