مؤتمر "COP28" في "مدينة إكسبو دبي".. تجربة ملهمة لحماية الكوكب
العالم على موعد مع تجربة ملهمة خلال استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023.
يأتي ذلك بعد أن وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم باستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" في "مدينة إكسبو دبي".
فكرة رائدة
وهو ما يعني أن أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي الذي سيعقد بمشاركة قادة وزعماء العالم، سيعقد في مدينة صديقة للبيئة، تعد أحدث مدينة يتم إنشاؤها بالعالم بمعايير بيئية قياسية، في نفس موقع معرض "إكسبو 2020 دبي" الذي استضاف على مدار شهور عشرات الفعاليات واللقاءات والندوات التي ركزت بشكل رئيسي على موضوع المناخ والتنوع الحيوي، وذلك لحشد الجهود لمواجهة التغيرات المناخية، أكبر تحديات البشرية.
وهو ما يعني تناغم الحدث مع الموقع في تحقيق الاستدامة وتعزيز العمل الدولي لما له من أهمية في مواجهة التحديات العالمية.
تجربة إماراتية ملهمة متكاملة تجسد جهود دولة الإمارات في الحفاظ على البيئة وحشد الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ لحماية كوكب الأرض من أكبر التهديدات التي يوجهها.
لم تشأ دولة الإمارات أن يمر هكذا حدث دولي مرور الكرام، بل استبقت تنظيمه بإنشاء مدينة صديقة للبيئة، ستستضيف هذا الحدث، لتقدم للعالم نموذجا ملهما، على جهودها في حماية البيئة من جانب، ولتدفع الجميع ليحذو حذوها في إنشاء مدن صديقة للبيئة، وتعميم التجربة على أوسع نطاق لوضع بنود ما سيتم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الدولي موضع التنفيذ على أرض الواقع.
ومن المتوقع أن يشهد مؤتمر "كوب 28" حضور أكثر من 45 ألف مشارك يوميا من بينهم رؤساء دول وحكومات وقادة منظمات دولية وممثلو القطاع الخاص وأكاديميون وخبراء وممثلو منظمات المجتمع المدني.
وتركز الدورة الثامنة والعشرون من المؤتمر على محاور رئيسية تشمل.. تنفيذ الالتزامات والتعهدات المناخية، واحتواء الجميع، وتضافر الجهود والعمل معاً لاتخاذ إجراءات عملية ملموسة وحلول عملية تسهم في تجاوز التحديات واغتنام الفرص بما يضمن مستقبلاً مستداماً لأجيال الحاضر والمستقبل.
وتكتسب الدورة الـ 28 من مؤتمر الأطراف أهمية كبيرة في تحقيق مستهدفات "اتفاق باريس للمناخ"، إذ إنه يعقد خلال مرحلة دقيقة يسعى فيها المجتمع الدولي إلى إحراز تقدم في الالتزامات التي جرى التعهد بها في الاتفاق.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر أول تقييم عالمي لمدى تقدم الدول في تنفيذ إسهاماتها المحددة بموجب اتفاق باريس إضافة إلى تحديد ملامح الجولة التالية من هذه المساهمات.
5 إنجازات في 5 أيام
يأتي توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات باستضافة مؤتمر "COP28" في "مدينة إكسبو دبي"، بعد يومين فقط من إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تحويل موقع معرض "إكسبو دبي" إلى مدينة تحمل نفس الاسم، سيتم افتتاحها أكتوبر المقبل، لتكون وجهة جديدة في إمارة دبي على خارطة الوجهات المثالية للإقامة والأعمال والتعليم وموطن الابتكار حول العالم، والنموذج الأحدث لمدن المستقبل.
كما يأتي بعد يومين من انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مبادرة الشراكة الدولية للهيدروجين وخلايا الوقود في الاقتصاد " IPHE"، وهو إنجاز جديد يضاف إلى سجل دولة الإمارات الكبير بصفتها من الدول الرائدة عالمياً في قطاع الطاقة، وخاصة المتجددة والنظيفة، وباعتبارها أحد المزودين الرئيسين لطاقات المستقبل.
أيضا يأتي هذا التوجيه بعد 5 أيام من إلقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خطابا في "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ"، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي شهد مشاركة قادة ورؤساء حكومات في 17 دولة، رسم خلاله خارطة طريق للعالم لمواجهة التغيرات المناخية، تستند إلى محاور عدة أهمها ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من خلال التعاون والعمل المشترك لمواجهة هذا التحدي.
وبالتزامن مع المنتدى تم إصدار رخصة تشغيل الوحدة الثالثة لمحطة براكة للطاقة النووية السلمية في إنجاز جديد يضاف إلى قائمة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال تنويع مصادر الطاقة من حيث القدرة على تأمين جزء كبير من احتياجاتها للطاقة الكهربائية من مصادر خالية من انبعاثات الكربون ضمن رحلتها لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والمبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
خطوات متتالية ومتعاقبة خلال فترة قصيرة تكشف الجهود الإماراتية الرائدة في الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.
توجيه هام
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات باستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" في "مدينة إكسبو دبي" وهو موقع "إكسبو2020 دبي" الذي استضافته الإمارات.
ويأتي توجيه رئيس الإمارات باستضافة مؤتمر الأطراف "COP28" في "إكسبو" كونه موقعاً استثنائياً شكل وجهةً متميزةً جمعت العالم على أرض دولة الإمارات خلال ستة أشهر.. فيما يشترك الحدثان في تحقيق الاستدامة وتعزيز العمل الدولي لما له من أهمية في مواجهة التحديات العالمية.
ويشكل هذا الاختيار امتداداً لإرث إكسبو ورسالته الأساسية "تواصل العقول وصنع المستقبل" .. وتأكيداً على استمرار الالتزام بمواضيعه التي تركز على "الاستدامة" و"الفرص" و"التنقل"، بجانب توفر البنية التحتية المتقدمة والجاهزة والمستدامة، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات لهذه الدورة من مؤتمر الأطراف.
مدينة صديقة للبيئة
كما أن "مدينة إكسبو الجديدة" التي أعلنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ستكون صديقة للبيئة ومركزاً عالمياً للابتكار والإبداع ونموذجاً لمدينة المستقبل التي تحافظ على إرث دولة الإمارات كونها مساهما فاعلا في تقدم المنطقة والعالم.
وستكون مدينة إكسبو دبي خالية من البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة، وستحتفظ بنسبة 80 % مما تم تشييده من بنى تحتية وأبنية، بما في ذلك 123 مبنى حاصلا على شهادة "لييد"، ما يجسد حصولها على أعلى مستويات التصميم والبناء والعمليات المستدامة.
كما سيكون أول مجتمع معتمد من قبل معهد "ويل" الدولي للأبنية في المنطقة، في مؤشر واضح على التأثير الإيجابي للبيئة المبنية على صحة وعافية الزوار والمقيمين والعاملين في مدينة إكسبو دبي.
مسيرة رائدة
تمتلك دولة الإمارات مسيرة حافلة في العمل من أجل البيئة والمناخ منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل 50 عاما.
وانطلقت تلك الجهود بعد 6 أشهر فقط من تأسيس دولة الإمارات من خلال مشاركة وفد رفيع المستوى في المؤتمر الأول للأمم المتحدة المعني بحماية البيئة والعمل من أجل استدامة الموارد الطبيعية، ثم صدور أول قانون وطني في المنطقة يستهدف حماية البيئة في العام 1975.
وتتواصل تلك الجهود الرائدة في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حيث تعد الإمارات الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تدعم وتوقع طواعية على اتفاق باريس للمناخ.
ومنذ توقيعها الاتفاق، سجلت دولة الإمارات على مدار الأعوام المنقضية إنجازات عدة في خفض مسببات التغير المناخي وتعزيز قدرات التكيف مع تداعياته بموجب توجيهات القيادة الرشيدة ونظرتها المستقبلية المتقدمة.
وتمتلك دولة الإمارات سجلاً حافلاً في العمل المناخي والتعاون متعدد الأطراف، ما يجعلها وجهة مثالية لعقد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف، حيث تستضيف الإمارات المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" وكانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على اتفاق باريس، وكذلك أول دولة في المنطقة تلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية فيما رسخت دولة الإمارات مكانتها وجهةً مثاليةً لاستضافة الفعاليات الدولية رفيعة المستوى التي تركز على العمل المناخي والتنمية المستدامة.
وعلى مدار خمسة عشر عاما ماضية، عززت دولة الإمارات ريادتها على مستوى المنطقة في استثمارات الطاقة المتجددة والنظيفة على الصعيدين المحلي والدولي حيث استثمرت الدولة 50 مليار دولار في الطاقة النظيفة، وأعلنت مؤخراً خطتها لاستثمار أكثر من 50 مليار دولار خلال العقد المقبل في مزيد من المشاريع بما فيها الهيدروجين والأمونيا.. وتمتلك دولة الإمارات ثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم، ولديها استثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة في 70 دولة، وتشمل هذه الاستثمارات تقديم أكثر من مليار دولار أمريكي في شكل منح وقروض لـ27 دولة جزرية تعاني من شح الموارد وتعد أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA== جزيرة ام اند امز