COP28.. مهمة الإمارات الجديدة لإنقاذ الكوكب من تغير المناخ
تستعد الإمارات لتنفيذ مهمة جديدة لإنقاذ الكوكب من التغير المناخي، ومواصلة جهود بدأت منذ 30 عاما في العمل المناخي الإيجابي.
وبدأت الإمارات مسيرتها المتميزة في الالتزام بالحد من تداعيات تغير المناخ منذ عام 1989، حين صادقت على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون. ومنذ ذلك الحين، انضمت الدولة إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 1995، وصادقت على بروتوكول كيوتو 2005.
ومنذ عامين، استضافت دولة الإمارات "اجتماع أبوظبي للمناخ" والذي حضره أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة.
وأعلنت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ رسمياً عن استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر دول (COP28) في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.
ويعد فوز الإمارات باستضافة مؤتمر الأطراف COP28 بعدما حصلت على تأييد مجموعة آسيا والمحيط الهادئ بمثابة شهادة على جهود الإمارات في العمل المناخي منذ ما يزيد على ثلاثة عقود.
خطة الإمارات لإنقاذ الكوكب
تمتلك الإمارات خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث بدأت خطة الإمارات نحو "كوكب نظيف" منذ 3 عقود وتستمر في تنفيذ خطتها الطموحة لإنقاذ العالم من تداعيات التغير المناخي، وتشمل الخطة العديد من المحاور بحسب وكالة الأنباء الرسمية "وام".
وسيشهد مؤتمر COP28‘ أول تقييم عالمي لمدى تقدم الدول في تنفيذ مساهماتها المحددة بموجب اتفاق باريس، كما أنه سيتيح للإمارات إطلاق نهجٍ استباقي شامل يراعي احتياجات وظروف مختلف الدول، المتقدمة والنامية، مع توحيد جهود المجتمع الدولي.
المحور الأول.. تحويل التحديات إلى فرص
قالت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة: "مع تصاعد المخاطر المناخية التي تهدد جميع دول العالم، نتشرف بحمل مسؤولية استضافة مؤتمر الأطراف COP28 سنحرص على دعم المجتمع الدولي لوضع خطة طموحة تركز على التقدم الفعلي وتحويل التحديات إلى فرص للنمو الاقتصادي".
وبات للإمارات مكانة عالمية رائدة في الحراك العالمي للعمل المناخي، وفي العام 2023 وعلى أرض الإمارات (مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وحاضنة العديد من الفعاليات الدولية التي تركز على تحقيق الاستدامة وحماية البيئة) سيجتمع قادة العالم لمواصلة وتعزيز مسيرة التصدي لتحدي التغير المناخي."
وتابعت "في COP28، سنركز على التعامل مع التحديات العالمية التي يفرضها تغير المناخ على كوكب الأرض وعلى الاقتصاد العالمي على أنهما وجهان لعملة واحدة، وسنعزز من استكشاف الحلول الابتكارية القابلة للتطبيق اقتصادياً والقادرة على دعم وتسريع عملنا للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، نحن حريصون على مشاركة نهجنا الناجح في تحويل التحديات إلى فرص نمو لنضمن كوكب أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة".
وأضافت "نؤمن في دولة الإمارات بتمكين الشباب وإشراكهم في رسم المستقبل، وسنحرص على دعم أعلى مستويات مشاركة الشباب في الوفود وكافة أعمال وفعاليات مؤتمر دول الأطراف في COP28".
المحور الثاني: مبادرات مبتكرة
لطالما لعبت دولة الإمارات دوراً إقليمياً رائداً في مجال الحد من انبعاثات الميثان، وخلال العقود الخمسة الماضية، نجحت الدولة في خفض مستويات حرق الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة المحلي بنسبة تتجاوز 90%.
و شهد مؤتمر "COP26" الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 30 دولة أخرى.
وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمس المقبلة.
وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة التي تركز على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي ..وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر اليوم أكثر من ملياري فرصة عمل ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب.
كما انضمت الإمارات إلى التعهد العالمي للميثان بناءً على مكانتها كواحدةٍ من أقل الدول إطلاقاً لانبعاثات غاز الميثان في العالم.
وبدوره، يمتلك قطاع النفط والغاز في دولة الإمارات اليوم واحداً من أدنى مستويات كثافة انبعاثات الميثان في العالم بنسبة لا تتجاوز 0,01%.
وستعمل الدولة على تعزيز أدائها في مجال الميثان بالاستناد إلى هذا الأساس شديد الانخفاض في قطاع الطاقة.
وستشارك الإمارات أفضل ممارساتها في إدارة انبعاثات الميثان مع أعضاء المبادرة التي يقودها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى خفض انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% بحلول نهاية العقد الجاري.
المحور الثالث.. منصة لحلول الطاقة المتجددة
وخلال مؤتمر COP26، أعلنت الإمارات بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ عن إطلاق منصة لتسريع نشر حلول ومشاريع الطاقة المتجددة، والتي تهدف إلى توفير تمويل عالمي جديد لتسريع التحول إلى حلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية.
وتعهدت الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال "صندوق أبوظبي للتنمية" لدعم هذه المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
المحور الرابع.. خريطة طريق "الهيدروجين"
أعلنت الإمارات، ممثلةً في وزارة الطاقة والبنية التحتية، عن خريطة طريق لتحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدّر للهيدروجين.
وتتضمن خريطة الطريق ثلاثة أهداف أساسية، تتمثل في إتاحة مصادر جديدة لخلق القيمة من خلال تصدير الهيدروجين منخفض الكربون ومشتقاته ومنتجاته إلى مناطق الاستيراد الرئيسة، وتعزيز فرص مشتقات الهيدروجين الجديدة بوساطة الفولاذ منخفض الكربون والكيروسين المستدام، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى ذات الأولوية، والتي تساهم في تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
كما رفعت الإمارات هدف زراعة أشجار القرم -وفق التقرير الثاني من مساهماتها المحددة وطنياً- من 30 مليوناً إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030، كخطوة داعمة لمكانة الدولة الرائدة في الاعتماد على الحلول المستندة إلى الطبيعة في مواجهة تحدي التغير المناخي، وعبر هذا الهدف ستصل مساحات غابات القرم في الدولة إلى 483 كيلومتراً مربعاً وستعمل على التقاط 115000 طن من ثاني أكسيد الكربون.
المحور الخامس.. اتفاق باريس
وكانت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصادق على اتفاق باريس وتلتزم بخفض الانبعاثات الكربونية، كما كانت سباقة على مستوى المنطقة في تحديد أهدافٍ للطاقة المتجددة والحفاظ على التنوع البيولوجي بما يتناسب مع طموحاتها المناخية.
وحققت الإمارات إنجازات متميزة على صعيد الاستدامة، حيث نجحت في خفض تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية لتكون أقل من مختلف المصادر الأخرى، وأنشأت واحدة من أولى مرافق التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على مستوى العالم.
المحور السادس.. 17 مليار دولار في "الطاقة الشمسية"
كما استثمرت الدولة ما يقارب 17 مليار دولار في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة باستخدام البطاريات في ستة من قارات العالم، بما في ذلك 27 دولة جزرية معرضة لتأثيرات التغير المناخي.
المحور السابع.. الطاقة النووية السلمية
وستساهم محطة براكة للطاقة النووية، التي بدأت عملياتها التجارية في شهر أبريل/نيسان من العام الجاري، في إزالة نحو ربع غازات الاحتباس الحراري التي يسببها قطاع الطاقة في دولة الإمارات، عند دخولها للخدمة بالكامل.
ومع إطلاق المبادرة الاستراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي 2050، أصبحت الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن السعي لتحقيق الحياد المناخي من خلال برنامج اقتصادي شامل يهدف إلى تحقيق التقدم والنمو المستدام.
وعقب إعلان المبادرة الاستراتيجية، تعهدت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بإزالة الكربون من شبكتها الكهربائية على نطاق واسع اعتباراً من شهر يناير/كانون الثاني 2022.
وستصبح "أدنوك" عبر هذه الخطوة المهمة أول شركة نفط وغاز تؤمن كامل احتياجات شبكة الكهرباء الخاصة بها بالاعتماد على الطاقة الشمسية والنووية.