أفريقيا وCOP30.. استراتيجية لانتقال عادل للطاقة وتعزيز التمويل المناخي

مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30 في عام 2025، تكثف الدول الأفريقية جهودها لتحديد موقف موحد واستراتيجية واضحة.
وذلك على أن تعكس مصالحها المناخية والطاقة، وتضمن إيصال صوتها بقوة على الساحة الدولية. الرسالة الأفريقية باتت واضحة: انتقال عادل وشامل للطاقة يأخذ في الاعتبار الواقع الاقتصادي والاجتماعي والاحتياجات التنموية لشعوب القارة.
ووفقا لتقرير نشره موقع "أفريكان إينرجي ويك"، فإن الدول الأفريقية تسعى إلى تبني حلول متوازنة تحقق أمن الطاقة، وتحفّز النمو الاقتصادي، وتساهم في خفض الانبعاثات، من خلال دمج موارد الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز مع مصادر الطاقة المتجددة. وتتمثل الرؤية في انتقال تدريجي وواقعي للطاقة، يعترف بحق القارة في التنمية دون فرض أعباء بيئية غير منصفة.
موقف تاريخي ثابت
لطالما أدّت أفريقيا دورًا مزدوجًا في مؤتمرات المناخ السابقة، فهي من أكثر المناطق تضررًا من التغير المناخي، وفي الوقت نفسه صوت قوي يطالب بالعدالة والمساءلة والإنصاف. فالقارة تساهم بنسبة ضئيلة في الانبعاثات العالمية، لكنها تتحمل تبعات جسيمة مثل الجفاف والفيضانات والتصحر.
وفي كل دورات مؤتمر الأطراف (COP)، دعت الدول الأفريقية إلى: الوفاء الكامل بالتزامات التمويل المناخي، خصوصًا تمويل التكيّف والتعويض عن الخسائر والأضرار وإلى أن تكون التزامات خفض الانبعاثات مرنة ومراعية للواقع المحلي. كما تدعو دوما إلى التمييز بين القروض والمنح في آليات التمويل، وكذلك الاستثمار في بناء القدرة على الصمود بدلاً من فرض أعباء إضافية على الدول النامية.
أولويات أفريقيا في COP30
أما عن أولويات القارة السمراء في قمة COP30 المقبلة، فإن الدول الأفريقية تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها: الحصول على تمويل كافٍ ومستدام للتكيّف مع التغير المناخي، ودعم أقوى لصندوق الخسائر والأضرار وتسهيل الوصول إلى التقنيات الحديثة وبناء القدرات. كما تسعى لاعتماد سياسات تخلق فرص عمل خضراء شاملة، وضمان أن يصل التمويل المناخي إلى المجتمعات المحلية والفئات الأكثر تضررًا، مثل صغار المزارعين والمناطق الريفية.
منصة للتهيئة والتنسيق
ويُعقد في مدينة كيب تاون في وقت لاحق من هذا الشهر مؤتمر "أسبوع الطاقة الأفريقي 2025" تحت شعار "الاستثمار في الطاقات الأفريقية". ويُعد هذا الحدث منصة محورية لتوحيد الموقف الأفريقي قبيل مفاوضات COP30، من خلال جلسات حوار رفيعة المستوى تجمع صُنّاع السياسات والمستثمرين وخبراء القطاع.
وسيكون من أبرز فعاليات المؤتمر: مائدة مستديرة مخصصة لـ COP30، تهدف إلى تنسيق أولويات القارة واستراتيجياتها، وجلسة خاصة بعنوان "الغاز الطبيعي من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا" بالتعاون مع منتدى الدول المصدّرة للغاز، لبحث دور الغاز كمصدر انتقالي يدعم الصناعة والكهرباء إلى حين التوسع في الطاقة المتجددة.
كما يشمل المؤتمر أيضًا نقاشات مهمة حول جذب الاستثمارات، من خلال جلسات مثل: "تقليل الحواجز أمام الاستثمار في الطاقة بأفريقيا". و"استراتيجيات تمويل الطاقة: دروس من مختلف الدول الأفريقية".
وتهدف هذه الجلسات إلى طرح نماذج تمويل جديدة تدعم مشاريع الطاقة بمختلف أنواعها، وتحقق عدالة الانتقال الطاقي مع الحفاظ على موثوقية الإمدادات وتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي.
كما يسلّط المؤتمر الضوء على أهمية المحتوى المحلي في مشاريع الطاقة، من خلال ورش عمل وجلسات تدريبية، تركز على تمكين المجتمعات المحلية وخلق وظائف، وتعزيز قدرات الصناعات الوطنية.
وفي هذا السياق، قال نج آيوك، رئيس مجلس إدارة غرفة الطاقة الأفريقية: "بالنسبة للمشاركين الراغبين في فهم مستقبل مشهد الطاقة في أفريقيا ومشاركتها في COP30، فإن أسبوع الطاقة الأفريقي 2025 سيكون ملتقى أساسياً، يكشف عن الفرص والتحديات والاستراتيجيات التي ستشكّل مستقبل القارة في مجالي الطاقة والمناخ لسنوات قادمة."
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز