محمود محيي الدين: تعزيز التمويل الميسر لمواجهة التغير المناخي ضمن أولويات COP30

كشف الدكتور محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030 عن الأولويات التي من المتوقع أن تتضمنها أجندة مؤتمر المناخ COP30 في البرازيل.
وأوضح إن التوقعات بشأن مؤتمر الأطراف الثلاثين المرتقب في نوفمبر/تشرين الثاني في بيليم بالبرازيل ينبغي أن تكون طموحة وواقعية في آنٍ واحد.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«العين الإخبارية» إنه في ظل الوضع الجيوسياسي الصعب الذي يعيشه العالم، يجب أن نجعل منع الضرر أولوية قصوى. ويعني ذلك التصدي لأزمة الديون المتفاقمة، التي تُجبر العديد من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط على توجيه المزيد من الموارد نحو خدمة الديون بدلاً من التنمية والعمل المناخي.
ودعا محيي الدين إلى الحد من الآثار الجانبية للإجراءات الأحادية، مثل آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية، التي لا تزال كثير من الدول النامية غير مستعدة للتعامل معها، وتجنّب التعهدات غير الموثوقة. وقال إنه من الأفضل بكثير أن نركّز على تحقيق تنفيذ قوي، ومتابعة دقيقة، ومساءلة واضحة بشأن الالتزامات الوطنية.
اختراق حقيقي
من ناحية أخرى، اعتبر محيي الدين إن دمج "التزام إشبيلية" الصادر عن المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4) ضمن مؤتمر COP30 سيكون بمثابة اختراق حقيقي في مواءمة أجندات المناخ والتنمية، وتعزيز الالتزامات باستدامة الديون، وتوسيع نطاق التمويل الميسر والقائم على المنح، وإصلاح الحوكمة المالية العالمية. كما أن تبني دعم سياسي لتنفيذ توصيات مجموعة الخبراء التابعة للسكرتير العام للأمم المتحدة بشأن الديون –لا سيما تلك المتعلقة بوضع أطر منصفة لإعادة هيكلة الديون تُدمج أهداف المناخ والتنمية، وتعزز مبادلات الديون مقابل العمل المناخي، وتُطبّع وقف خدمة الديون أثناء الأزمات– سيكون انتصاراً كبيراً للعدالة المناخية.
وأوضح إن الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب انخفاض تكلفة التقنيات النظيفة، يمنحاننا بعض الأمل في أن يتمكن مؤتمر COP30 من تحويل التوافق على الأهداف إلى تقدم ملموس.
وقال إن هذه العوامل تتيح لنا تحدي الثنائية الزائفة بين أهداف المناخ والتنمية. ومن هذا المنطلق، ينبغي أن يسعى مؤتمر COP30 إلى تحقيق نتائج عادلة، قابلة للتنفيذ، وواقعية سياسياً، تبني على الزخم الذي تحقق في FfD4.
وأضاف إن ذلك الاجتماع أثبت أن التعددية لا تزال قائمة، وإذا ما فتحنا أعيننا، فسنرى فرصاً ناشئة لتفعيل مكوّن التمويل في اتفاق باريس للمناخ (الهدف الجماعي الكمي الجديد)، ودفع خارطة الطريق من باكو إلى بيليم نحو تحقيق هدف 1.3 تريليون دولار.
واعتبر محيي الدين إن نجاح مؤتمر COP30 يجب أن يتجاوز مجرد تكرار الالتزامات السابقة، ليحقق تقدماً ملموساً في وسائل التنفيذ –وخاصة التمويل، وبناء القدرات، والتكنولوجيا. فهذه هي الموارد التي تحتاجها الدول النامية للتكيف مع تغير المناخ، والسير على مسارات تنمية منخفضة الكربون، وتحقيق انتقال عادل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز