اجتماع كوبنهاغن للمناخ.. احتفاء عالمي بالإنجازات التاريخية في COP28
انطلقت اليوم فعاليات اليوم الثاني من أيام الاجتماع الوزاري بشأن تغير المناخ الذي تقام فعالياته في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن منذ أمس بحضور عدد من الوزراء وقادة العمل المناخي من جميع أنحاء العالم.
ويُمثل الاجتماع فرصة لقادة العالم من أجل مناقشة ووضع جدول أعمال مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29)، الذي من المقرر عقده في مدينة باكو بأذربيجان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
احتفاء عالمي
وشهد الاجتماع في يومه الأول احتفاء من قادة العمل المناخي بالإنجازات التي تحققت في مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات.
ففي كلمته أمام اجتماع كوبنهاغن الوزاري بشأن تغير المناخ، سلّط وزير الدولة في وزارة أمن الطاقة والحياد المناخي بالمملكة المتحدة غراهام ستيورات، الضوء على أهمية "اتفاق الإمارات"، وضرورة بناء الزخم لدعم قراراته التاريخية.
ومن جانبه، سلط سيلوين هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العمل المناخي، الضوء على النتيجة التاريخية لـCOP28.
كما سلّط دان يورغنسن، وزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية في الدنمارك، الضوء على النجاح التاريخي لمؤتمر الأطراف COP28، وقال: "تتضح أهمية الإنجاز الاستثنائي لـCOP28 عند المقارنة بين مخرجاته ومخرجات كافة مؤتمرات الأطراف السابقة طوال 28 عاماً".
لقاءات مثمرة مع سلطان الجابر
وفي اليوم الأول من الاجتماع سلط الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، الضوء على دور ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف في رفع سقف الطموح المناخي، مشدداً على أن الترويكا ستساعد على ضمان أن تتماشى المساهمات المحددة وطنياً المقدَّمة في الجولة القادمة مع متطلبات الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية.
ولاحقا التقى سلطان الجابر كلاً من مختار باباييف، الرئيس المعيّن لمؤتمر COP29، وممثلي المنظمات غير الحكومية الـ9 التي تحمل صفة مراقِب معتمَد لدى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وأشاد بجهود المنظمات المراقِبة ودعمها الاستثنائي لـCOP28، وناقش مع ممثليها مقترحاتهم بشأن تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي، وأولوياتهم لمؤتمر COP29 المقرر عقده أواخر العام الجاري.
والتقى الجابر دان يورغنسن وزير التعاون الإنمائي وسياسة المناخ العالمية الدنماركي، وأشاد بدور الدنمارك واستضافتها هذا الحوار المهم الهادف لتحفيز العمل المناخي العالمي.
كما التقى سيمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتناول النقاش أولويات رئاسة COP28 المتعلقة بتنفيذ مخرجات المؤتمر، والاستعدادات الخاصة بفعاليات كل من الدورة القادمة من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وCOP29.
وفي السياق ذاته استقبل فريدريك العاشر، ملك الدنمارك، الدكتور سلطان الجابر، وتناول النقاش دعم الدنمارك لتنفيذ "اتفاق الإمارات" وجهود ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف، كما أشاد الجابر بدور الدنمارك المهم في النتائج والمخرجات التاريخية التي توصل إليها COP28، والتعاون الإماراتي الدنماركي في مجال تحفيز العمل المناخي.
اجتماع كوبنهاغن الوزاري للمناخ
وهو اجتماع سياسي كبير رفيع المستوى، ينضم إليه 40 فردا من قادة ووزراء المناخ من جميع أنحاء العالم، من أجل العمل المناخي، ومناقشة التطورات الحاصلة في ملفات المناخ، يأتي بضيافة كوبنهاغن، العاصمة الدنماركية، التي استضافت اجتماع كوبنهاغن الوزاري للمناخ الوزاري العام الماضي، والذي حضرته الرئاسة المصرية والإماراتية معًا، تمهيدا لقمة المناخ في إكسبو دبي، وسعياً لتحقيق أهداف باريس.
وكوبنهاغن هي نفس المدينة التي استضافت مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الخامسة عشرة (COP15) في عام 2009، وهناك خرج اتفاق كوبنهاغن. وتستضيف الدنمارك الاجتماع، تعبيرا عن التزامها بأهداف المناخ العالمية.
ترويكا
وتضم رئاسات 3 دورات لقمة المناخ: الثامنة والعشرين (الإمارات العربية المتحدة)، التاسعة والعشرين (أذربيجان)، والثلاثين (البرازيل)، وقد كوّنت تلك البلدان الثلاثة مبادرة رائدة وفريدة من نوعها، لدعم تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية في اتفاق باريس، وعُرفت المبادرة بـ«ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف»، ومن المتوقع أن تعمل الرئاسات الثلاثة معًا وتناقش أحدث التطورات منذ اتفاق الإمارات، ودفعها نحو قمة المناخ التالية في أذربيجان، ومنه إلى البرازيل.
هذا يجعل اجتماع كوبنهاغن الوزاري للمناخ الذي انطلق أمس، بمثابة بداية الطريق إلى بيليم في البرازيل عام 2025، فهذه هي الفرصة الأولى التي تجتمع فيها الترويكا لمناقشة التطورات والتنفيذات التي يمكن القيام بها بناءً على الأهداف التي صدرت عن قمة المناخ في دبي العام الماضي.
طموح
أبرز ما تناقشه الرئاسات يدور حول هدف 1.5 درجة مئوية في اتفاق باريس، وضمان الاستمرارية في التنفيذ، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الأخرى المتعلقة بالتغير المناخي، مثل التكيف والمساهمات المحددة وطنيا التي من المقرر أن تُقدمها الدول الأطراف خلال الفترة القادمة، بالإضافة إلى قضية التمويل المناخي، والتي تبرز على طاولة الاجتماع، وهذا ما شدد عليه الدكتور «سلطان الجابر» في كلمته الافتتاحية للاجتماع.
يُعد هذا الاجتماع فريدا من نوعه، ما يجعله أول اجتماع حاسم بعد قمة المناخ في إكسبو دبي لمتابعة تنفيذ اتفاق الإمارات.