كورونا يقسو على الهند ويهز سوق النفط.. غموض مصير 3 ملايين برميل
تنظر سوق النفط العالمية للهند باعتبارها محركا رئيسيا لتعافي الطلب على الوقود، لكن تنامي الإصابات بفيروس كورونا يصيب هذه النظرة في مقتل.
وتوقعت شركة "كوبلر" الهندية للخدمات الاستشارية، اليوم الجمعة، تراجع واردات النفط إلى البلاد بأكثر من مليون برميل يوميا وربما أكثر من 3 ملايين برميل يوميا في الأسابيع المقبلة.
ويضر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، بالطلب العالمي على النفط، بحسب "بلومبرج" التي قالت إن المشكلة تتفاقم بسبب أن الهند لديها مساحة ضئيلة لتخزين نفط إضافي.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المحلل الاقتصادي جوليان لي، إن الجميع في سوق النفط يشعرون بالقلق والخوف من تداعيات الأوضاع في الهند.
إصابات كورونا
وصباح اليوم الجمعة، سجلت الهند 386 ألفا و452 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو رقم قياسي عالمي آخر للعدوى في يوم واحد، وأودى الفيروس بحياة 3498 شخصا في الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع حصيلة الوفيات إلى 208 آلاف و330 حالة، طبقا لبيانات من وزارة الصحة الإتحادية.
ويزيد نقص الإمدادات الطبية بجرعات التلقيح من حدة الإصابات، حيث ذكرت الولايات الأكثر تضررا مثل ماهاراشترا وكارناتاكا ومادياها براديش والعاصمة الوطنية نيودلهي أنها غير متيقنة من أن الإمدادات كافية ولن تكون قادرة على بدء التطعيمات غدا السبت، وأوقفت العاصمة المالية للهند، مومباي التطعيمات لمدة 3 أيام اعتبارا من اليوم، معللة ذلك بنقص المخزون.
استهلاك الوقود في الهند
كانت التوقعات تشير إلى عودة الطلب على النفط في الهند ثالث أكبر مستهلك له على مستوى العالم ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة في آسيا والمحيط الهادئ، إلى مستويات ما قبل الجائحة أو تجاوزها خلال العام الحالي. ولكن في ضوء الموقف الراهن من المؤكد أن يتم خفض هذه التوقعات بحسب تقرير شركة كوبلر.
ومن المتوقع أن يكون إجمالي استهلاك البنزين والديزل (السولار) في الهند خلال الشهر الحالي أقل من الشهر الماضي بنسبة 20% في ظل خلو الشوارع بالمدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي من الناس تقريبا بسبب الفيروس، بحسب بلومبرج.
ومن المتوقع أن يتراجع الطلب على وقود السيارات بسبب الدعوات إلى البقاء في المنزل للحد من انتشار الفيروس.
ومن المتوقع تراجع نشاط مصافي التكرير في الهند في ظل التراجع المنتظر للطلب على الوقود وهو ما سيؤدي إلى زيادة في مخزون النفط الخام مما سيؤثر سلبا على المشتريات المستقبلية للخام حتى إذا تحسن الطلب على الوقود، في الوقت نفسه من المتوقع تراجع مشتريات شركات التكرير الهندية من النفط الخام إذا استمرت الجائحة والقيود المرتبطة بها.
إغلاقات الهند
ومنذ أسبوعين بدأت العديد من الولايات والمدن الهندية في تطبيق إجراءات الإغلاق في محاولة للسيطرة على أرقام الإصابات الضخمة في البلاد
وفي منتصف الشهر الجاري، قال رئيس وزراء ولاية مهاراشترا إن أغنى ولاية في الهند ستفرض قيودا صارمة على الصناعة والتجارة الإلكترونية لمدة 15 يوما لإبطاء الإصابات المتزايدة بفيروس كورونا.
ومهاراشترا، التي توجد بها مدينة مومباي العاصمة المالية للهند، هي الولاية الأكثر تضررا في البلاد بسبب فيروس كورونا إذ تشكل حوالي ربع الإصابات بالفيروس في الهند البالغ عددها 13.5 مليون.
وأمر أوداف ثاكيراي رئيس وزراء مهاراشترا اليوم بإغلاق معظم المؤسسات والأماكن العامة في الولاية باستثناء تلك التي تعتبر ضرورية مثل متاجر البقالة والمستشفات والبنوك وأسواق الأسهم.
وقال إشعار حكومي "كل المصانع/الصناعات" عدا بعض الوحدات الموجهة للتصدير وتلك التي تصنع منتجات ضرورية لخدمات أساسية "يجب أن توقف عملياتها".
وقد تلحق القيود، ضررا بشركات صناعة السيارات التي لها مصانع في الولاية مثل تاتا موتورز وباجاج أوتو وماهيندرا اند ماهيندرا.
أسعار النفط
وتراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة، بسبب المخاوف من إجراءات الإغلاق الأوسع نطاقا في الهند والبرازيل للحد من الجائحة وتأثيرها على الطلب على الوقود في الصيف والتعافي الاقتصادي.
وسجل خام برنت 68.25 دولار للبرميل، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم شهر يونيو حزيران 64.59 دولار للبرميل.
وقال محللو إنرجي أسبكتس في مذكرة "لا يزال تعافي الطلب بعد كوفيد-19 متفاوتا، والارتفاع في حالات الإصابة بالهند بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأن أي ارتفاع إلى 70 دولارا سابق لأوانه".
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA=
جزيرة ام اند امز