كورونا في غزة.. مخاوف من فقدان السيطرة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الإثنين، إصابة 453 جديدة بفيروس كورونا المستجد في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وتمثل هذه الإصابات ارتفاعا جديدا لمعدل الإصابات اليومية، وسط مخاوف من فقدان السيطرة.
وقالت الوزارة، في تقريرها، إن الإصابات الجديدة سجلت بعد إجراء 2438 فحصا مخبريا، مشيرة إلى تعافي 310 حالات جديدة من مصابي فيروس كورونا.
وبالإصابات الجديدة، يرتفع إجمالي المصابين منذ مارس/آذار الماضي إلى 10985 إصابة منها 3366 حالة نشطة حاليا و48 حالة وفاة، و7571 حالة تعاف.
وتسود مخاوف من فقدان الجهات الصحية والحكومية السيطرة على الأمور، مع تزايد أعداد الإصابات، ووجود عشرات الحالات المنومة في أقسام العناية الفائقة، خاصة مع ضعف البنية الصحية في القطاع.
إلى ذلك، أثار قرار وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة، إغلاق المنشآت والمحال التجارية يوميا من الساعة الخامسة مساءً، بذريعة الحد من انتشار فيروس كورونا، حالة من الغضب لتداعياته على الحركة الاقتصادية المتردية أساسا.
وأكد مدير أحد المولات الكبرى بغزة، والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته لـ"العين الإخبارية" أن الإغلاق الساعة الخامسة يترك أثرا سلبيا كبير عليهم؛ لأن زبائن المولات في الغالب من الموظفين الذين يأتون للتسوق بعد السادسة مساء.
الفترة الذهبية
وأشار مدير المول التجاري إلى أن الساعة السادسة مساء هي فترة الذروة الذهبية خلال كورونا لكل مولات غزة، مضيفا "نحن مع بدء الإغلاق على الخامسة نعمل بشفت يوميا وليس شفتين من الموظفين ونضطر لدفع نصف راتب لكل موظف".
وفعليا يعني ذلك ضم مئات العاملين إلى جيش البطالة التي تصل إلى أكثر من 50 % في القطاع.
وأكد أن مبيعات المول تراجعت عن قبل قرار الخامسة بنحو 50 %، مبينا أنه منذ إجراءات كورونا في 25 أغسطس الماضي تراجع حجم البيع إلى حوالي 30 %.
وقال: "فقدنا 70 % من المتسوقين.. نحن مضطرون للالتزام بالإجراءات والقرارات لكن هذا يدمر السوق".
وبيّن أن اليوم الأول للإجراءات الجديدة دخل عليهم حوالي 100 زبون لحد الساعة الرابعة والنصف مساء، بينما قبل قرار الإغلاق الأخير كان المول يستقبل حوالي ألف زبون، وفي ساعتي الذروة يكون نحو 850 الى 900 زبون فقط.
وأضاف: "كل هؤلاء فقدوا اليوم وهذا يكبدنا خسائر باهظة من جهة الارباح ومن جهة كساد السلع ما يؤدي لانتهاء مدى صلاحية كثير من السلع وهذا يشكل عبء كبير علينا."
دمار للمنشآت السياحية
وتحذر إيمان عواد، نائب رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق السياحية، من التداعيات الكبيرة للقرار على عمل المطاعم والفنادق، مشيرة إلى أن الناس تتجه للفنادق في ساعات المساء ولذلك قرار إغلاق المنشآت على الخامسة سيترك كل التأثير على المنشآت السياحية بقطاع غزة..
وأكدت لـ"العين الإخبارية" أنه حتى الفتح للساعة 8 مساء ما كانت تخدم القطاع السياحي، منبهة إلى أن الإيرادات اليوم لا تصل ربع ما كان يدخل قبل كورونا على سوء تلك المرحلة السابقة أيضا.
وقالت: "نسبة إقبال المواطنين ضعيف جدا على المنشآت السياحية (مطاعم مقاهي، فنادق) وكل يوم تسجل 830 منشأة سياحية في غزة خسائر بآلاف الدولارات".
وأضافت: "نحن تواصلنا مع الجهات في غزة ودعوناها لإعادة النظر في قرار الإغلاق على الخامسة لأن المنشآت السياحية يبدأ عملها من الخامسة مساء وليس من قبل".
قرار مدمر
ووصف علي الحايك، نائب رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، قرار الإغلاق عند الساعة الخامسة مساءً بأنه "مدمر".
وقال إن قرار إغلاق المحال التجارية المسائي سوف يتسبب في موت وتدمير ما تبقى من اقتصاد في قطاع غزه، وسيعجل في إنهاء القطاع التجاري والصناعي والسياحي.
تخبط وفقدان سيطرة
وشكك نشطاء وخبراء، في جدوى قرار الإغلاق المسائي، في ظل الازدحامات الموجودة مع عودة الحياة إلى شبه طبيعتها في الفترة الصباحية.
وتساءل الناشط جمال سعيد: "هل بني قرار الإغلاق من الخامسة مساء على دراسة بأن الارتفاع في أعداد الإصابات جاء في الفترات المسائية؟".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز