"الصحة العالمية" تكشف لـ"العين الإخبارية" خطورة تفشي كورونا في غزة
حذر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة الدكتور عبدالناصر صبح من حدوث زيادة كبيرة بأعداد الإصابات بفيروس كورونا في القطاع.
وأكد صبح لـ"العين الإخبارية" أن قدرة المنظومة الصحية في غزة لا تزيد على 100 حالة في العناية الفائقة.
وقال: "قلنا منذ أكثر من أسبوعين إن مرحلة الاسترخاء في بعض الإجراءات ستؤدي إلى زيادة مطردة في أعداد حالات الإصابة بكورونا في قطاع غزة لدرجة قد تضع المنظومة الصحية في خطر إذا ما وصلت أعداد الإصابات لمستوى لا تستطيع المنظومة الصحية التعامل معها".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، تسجيل حالة وفاة و276 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو أعلى عدد إصابات يسجل منذ بدء انتشار الوباء.
وأشار مدير مكتب الصحة العالمية في غزة إلى أن الزيادة في أعداد الإصابات سيدق ناقوس الخطر بأننا مقبلون على أرقام عالية في غزة ما سيضطر السلطات هنا لاتخاذ إجراءات صارمة.
ولفت إلى أن المنظومة الصحية تستطيع حتى اللحظة التعامل مع الحالات المكتشفة سواء في المستشفيات أو أماكن العزل.
وأوضح أن هذه المنظومة تستطيع التعامل مع مئات الحالات في يوم واحد لكنها لا تستطيع التعامل مع آلاف الحالات.
وأعلن في قطاع غزة في 24 أغسطس/آب تسجيل أول إصابات خارج مراكز الحجر الصحي الإلزامي، بفيروس كورونا، ما دفع السلطات المحلية لفرض حظر التجول الذي استمر لأسابيع، قبل أن تبدأ إجراءات تخفيف للقيود، مع استمرار تسجيل الإصابات بأعداد أقل من 200 يوميا.
ووفق صبح؛ فإن سيناريو العودة للإغلاق والقيود لا يزال قائمًا، وقال: "هناك مناطق كاملة قد تغلق وتشتد صرامة الإجراءات فيها ومناطق أخرى تبقى الإجراءات فيها مخففة".
وذكر أن التشديد والتخفيف يخضع لتحليل البيانات والمعطيات حول الوباء وقدرة المنظومة الصحية على المتابعة وتقديم العلاج اللازم.
وتابع: "بذلنا جهوداً كبيرة في توعية الناس بمخاطر الوباء ورغم دراية الناس بالإجراءات المطلوبة والمخاطر إلاّ أن كثيرين لا يلتزمون بهذه الإجراءات والأغرب أن هناك من يشكك بخطورة الفيروس ومن هنا أصبح هناك قلق من هذه الفئات في المجتمع وهذا الأمر يعطي مؤشراً خطيراً".
وحذر من أنه إذا ما خففت الإجراءات خصوصاً مع فتح المدارس والجامعات والأسواق والمساجد وكان هناك استهتار في الإجراءات سنصل إلى آلاف الإصابات في مدة لا تتعدى الأسابيع.
وشدد على أن ذلك سيضطر وزاراتي الصحة والداخلية لاتخاذ قرارات مشددة تصل لمنع تجول يصل لأسبوعين لمحاصرة الوباء.
وأكد عدم وجود القدرة على التعامل مع آلاف الحالات في غزة يومياً، موضحاً أن ما يتوفر من أجهزة ومعدات في أحسن الحالات قد يمكن المنظومة الصحية من التعامل مع ألفي حالة، من بينها 100 حالة عناية..
واختتم صبح تصريحاته قائلاً: "لكن إذا ما زاد العدد تصبح المنظومة الصحية في خطر الانهيار".
واعتبر أن المطلوب أن يلتزم المواطنون بالإجراءات الوقائية حتى نبطئ انتشار الفيروس وحتى نستطيع التعامل مع مخرجاته.
وذكر أنه منذ بداية الجائحة قدمت المنظمات الصحية الدولية والإقليمية المنضوية في المنتدى الصحي والتي تضم حوالي 50 منظمة أكثر من 23 مليون دولار لتعزيز المنظومة الصحية التي تعاني من تدهور سابق على أزمة كورونا.
وقال: "لا زالت هذه المنظومة في المنتدى تعمل مع وزارة الصحة بغزة لتجاوز الأزمة".