من الواضح أن بعض الدول غدت عاجزة تماماً عن حل أزماتها الوبائية المنتشرة داخل بلدانها وسببت مواجع هائلة وإصابات بالغة
تظل أهوال فيروس كورونا طاغيةً على البشرية جمعاء جرّاء بداياته القاتلة وامتداداته المرعبة وشدة مؤثراته التي أحدثها بانتقال عدواه المؤدية إلى نتائج أسوأ مما نتصوره، وفي حال نجاح الإجراءات الشديدة لمواجهة هذا الفيروس الفتاك والخطير على أرواح الآخرين، ومن خلال اتخاذ اختبارات العزل وحجر الحالات الممرضة وتطبيق الشروط الواجب تنفيذها لاتقاء انتشاره، فإن حتمية زواله واندحاره مؤكدة، فالدول الأقل قدرة على حماية نفسها والأكثر تضرراً ما عليها إلا اتباع أفضل الممارسات وأنجح الوسائل من أجل أن تغدو القادرة على تحجيم الآثار الكارثية المتفاقمة.
انطلاقاً من جملة التحولات التي أحدثها الفيروس كورونا، فإن الحالة تستدعي السرعة من قادة الشعوب والأمم وحكومات الدول التحرك بجدية لإطفاء جذوته وإنهاء تفشيه وبذل الجهود الحثيثة والممكنة لتطويق آثاره الاقتصادية والاجتماعية السلبية التي طرأت.
كانت الأمراض والأوبئة السارية والمعدية والمجاعات من التحديات والإكراهات الملازمة للإنسان طوال مساره التاريخي، فلم تكن غائبة عن الحياة المادية لمختلف المجتمعات، وظهرت بأسماء مختلفة ووشمت ذاكرتها باتساع نطاقها، وأخذت تخيف الأوساط الرسمية والشعبية في سائر أرجاء الكرة الأرضية التي تخشى من زيادة وتفاقم حدتها، وما ينجم عنها من نتائج مهلكة ومن أمراض مزمنة وخطيرة جعلت الدول التي تعاني من أعباء الجفاف والمجاعات وانعدام الخدمات الصحية، وحتى أن بعضها لم تعد قادرة على إطعام نفسها، مما أدى إلى أن تفقد توازنها وتعتريها الأمراض المزمنة والوفيات وبنسبة عالية تفوق أكثر بكثير مما يقع في الحروب.
ومن الواضح أن بعض الدول غدت عاجزة تماماً عن حل أزماتها الوبائية المنتشرة داخل بلدانها وسببت مواجع هائلة وإصابات بالغة مما يوحي بأهمية سلوك الطريق الصائب والوحيد لتخليص العالم منها اعتماداً على المساندات الدولية والتعاطف الإنساني مع بني البشر، وانطلاقاً من جملة التحولات التي أحدثها الفيروس كورونا، فإن الحالة تستدعي السرعة من قادة الشعوب والأمم وحكومات الدول التحرك بجدية لإطفاء جذوته وإنهاء تفشيه وبذل الجهود الحثيثة والممكنة لتطويق آثاره الاقتصادية والاجتماعية السلبية التي طرأت على مختلف الصناعات وأسواق البورصات وحركة التجارة بين الدول وكل ما يتعلق بتداعيات هذه الجائحة التي أربكت المجتمعات الإنسانية.
وحيال ذلك ينبغي التغلب على النزاعات البشرية والصراعات السياسية والقضايا الشائكة والسائدة في بقاع شتى من العالم، ووقف الحروب داخل حدود الدول وخارجها والحد من تنامي وتعاظم أخطار الأسلحة النووية والبيولوجية، وبهدف وضع حد لتصاعد الإنقاق في موازنات التسلح والدفاعات العسكرية البالغة التأثير على تطور المجتمعات، والمبتغى منها التنافس والسيطرة، مما جعل الكثير من البلدان تفتقد أبسط المقومات الحياتية لاهتمامها بصناعة السلاح أو باستيراده أو بزيادة معدلات الميزانيات الدفاعية إلى أرقام خيالية .
والفيروس كورونا تسبب في خسائر ضخمة، وإن كانت بدرجات متفاوتة لأكبر اقتصادات العالم، كما لأصغرها وأفقرها، بعد أن تعطل الإنتاج في شركات ومصانع أغلب مدن ثاني أكبر اقتصاد في العالم الصين، وليتسبب أيضاً في تعطيل سلاسل الإمداد في العديد من الدول، ويتباطأ الإنتاج في كبريات الشركات، من مصنعي الطائرات والسيارات إلى منتجي ومشغلي أجهزة التقنيات الإلكترونية والهواتف الذكية وما يتبعها من تكنولوجيات متطورة.
ومهما كانت التحديات التي أوجدها الفيروس الميكروبي القاتل من العزلة الناجمة والتبعات الطارئة وتفاقم شدة الحياة الاجتماعية والاقتصادية خلال مسبباته فلا يمكن استسهالها إلا بالالتزام والتأقلم بالتوصيات الصحية ومن ثم العمل على بناء الإنسان توعوياً وصحياً وثقافياً، والقيام بنشاطات خاصة مع الأهل والمجتمع باستخدام الفضاء الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي وباستزراع المحبة والمودة بين الأجيال وخلق السعادة الدائمة بعيداً عن القلق والتشاؤم بغية التخفيف من أهواله ومسبباته، وقد سئل الرسول العربي – ص – حين انتشار بعض الأمراض والأوبئة ما النجاة يا رسول الله؟ فقال: "أمسك عليك لسانك وليَسعْك بيتُك وابكِ على خطيئتك" وما يمكن التأكيد عليه أن يظل العالم قياداتٍ وشعوباً وأفراداً يقظين، ولديهم الاستعداد الدائم للسيطرة على تداعيات كورونا في سبيل إبعاد الحالات الوبائية الممرضة التي تنجم عنه، وما يماثله من جائحات وميكروبات قاتلة ومهلكة للمجتمعات الإنسانية ذلك يُسعد البشرية ويجعلها تخرج من المحنة وهي أكثر صلابة وأعتى قوةً ومضاءً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة