عزلة "كورونا" تحاصر الشعر في يومه العالمي
الشاعر المصري أحمد سويلم يؤكد أن العزلة التي فرضها فيروس كورونا تعد فرصة لشحن الذات والوجدان بعيدا عن كل ما يثار من مخاوف
اختلف الاحتفال بيوم الشعر العالمي هذا العام عن كل الأعوام الماضية، حيث أجبرت العزلة التي فرضها فيروس كورونا الجديد الجميع على البقاء في منازلهم، فلم يتم تنظيم أي أمسيات أو احتفالات بهذا اليوم.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء بعض الشعراء عن مقاومة العزلة في زمن كورونا، حيث قال الشاعر المصري أحمد سويلم إن هذه العزلة فرصة لشحن الذات والوجدان بشكل أو بآخر بعيدا عن كل ما يثار من مخاوف.
وأضاف سويلم: "يمكن للشعر أن يحث الناس على عدم الخوف وأن يجعلهم متفائلين ويبتعدون عن التشاؤم والتفكير، والشاعر دائما لا بد أن تكون له رؤية للمستقبل وإلا يتخلف أو لا يكون له موقع في خريطة الشعر، فالشاعر يحلم وهذا الحلم هو المستقبل".
وقال الشاعر السعودي إبراهيم الجريفاني: "على المثقف دور مهم في تنوير المجتمع والمساهمة بدور توعوي لقدرته على البحث واستخلاص الرؤى بشكل أفضل، فالوباء انتشر في ظل اختفاء دور الأدب، فالقارئ لا ينتظر قصيدة أو رواية بل ينتظر رسالة تنبه لآلية التعامل وفهم الوباء، وما نحن مقبلون عليه من حروب جرثومية".
وتابع الجريفاني: "لست من دعاة المؤامرة ولكنني من دعاة الاستشراف وفهم ما يجري ولماذا يجري، وعلى المثقف أن يسعى للوعي لفهم ما لا يعي، قبل أن يكون عاطفيا في رؤيته".
وقال الشاعر المصري علي عطا: "أرى أنه لا توجد عزلة، وأننا نتواصل بفضل السوشيال ميديا مهما بعدت المسافات، وأزمة كورونا علمتنا أن الكثير من سلوكيات الزحام خاطئة، وينبغي الإقلاع عنها لننعم بعالم أكثر صحة وأكثر أمانا، أما العزلة المختارة فهي ضرورية للإبداع عموما والشعر بصفة خاصة".
ويرى الشاعر المصري علي عمران أن العزلةَ مفروضة على الجميع، مؤكدا أنها فرصة للتواصل مع محبي الشعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال عمران: "هذه العزلة أسهمتْ في التعرُف أكثر على الحركة الشعرية العربية التي أراها تمرُّ بأزهى عصورها، فقد مكّنتنا وسائل التواصل من معرفة ما تمر به السّاحة العربية من شعر ونقد ودراسات واعية قائمة على المعرفة، ومن معرفة الجمهور العريض المتابع والمُهتم بالشعر وبتجارب الشعراء والمبدعين والوقوف عندها باهتمام".
وأضاف: "عزلة كورونا مكنت المثقفين من توعية المتابعين بخطورة الوباء، ومن أهمية العمل مع أجهزة الدولة لمواجهة الأزمة، فجبهةُ الثقافة لا تقلُّ أهمية عن الجبهة العسكرية، والجبهة العلمية".
الشاعر المصري أحمد فضل شبلول كانت له رؤية أخرى، حيث قال: "الشعر لا يستطيع أن يقدم أي شيء حاليا، فنحن أمام كارثة بشرية كبرى، لا تجدي معها الكلمات شيئا، وإنما الأفعال".
وأضاف: "بسبب هذا الفيروس اللعين ألغيت الندوات والأمسيات والمؤتمرات واللقاءات في جميع دول العالم، والتي كانت تقام بمناسبة يوم الشعر العالمي، فلا تجمعات ولا قصائد ولا مشاركين ولا سفر، ولا أعتقد أن هناك شاعرا سيكتب جديدا في هذا الشأن، ولكن قد يستطيع الروائيون توظيف الكارثة بطريقة إنسانية في السرد".
ومن جهتها، قالت الشاعرة التونسية سنية الفرجاني: "العالم المعاصر حاول أن يقدم الشعر على أنه حاجة تم الاستغناء عنها، وظل دور الشاعر أن يحمي شعره من الزوال أو من الهشاشة، وأنا مع فكرة موريس بلانشو التي تقول إن الكتابة هي الاستسلام لفتنة غياب الزمن".
وتابعت: "لا بد للشاعر أن يولّد شعرية قادرة على فك رموز العالم وتفسير شيفرات تعقيداته المستعصية على كل شيء إلا على الفن، والشعر أوله".
ويقول الشاعر المغربي نزار كربوط: "نحن في أمس الحاجة إلى القصيدة أكثر من أي وقت مضى، صرنا نعيش في زمن الفراغ، فراغ الروح من الروح وفراغ الذات من إنسانيتها، ومثلما يعمل الأطباء وعلماء البيولوجيا على إيجاد لقاحات ضد الأوبئة، للشعراء والأدباء أيضا لمسة سحرية ترسم المرايا في الصباحات الداكنة".
من جانبه، أكد الشاعر العراقي المقيم في الدنمارك الدكتور قحطان جاسم أن الشعر وحده يساعد في تجاوز الألم والخوف، مضيفا: "تقتصر وظيفة الشعر على تنظيف روح الإنسان من أدرانه، وتساعده في أن يكون قويا إزاء الألم والمعاناة، وأن يفيد الإنسان بتصوير مأساته".
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز