بعد إصابات كورونا.. مواقع التواصل متنفس موريتانيا للاحتفال بعيد الفطر
الرئيس الموريتاني يؤكد أن البلاد ستضطر لـ"التعايش مع هذا الوباء لفترة مقبلة"، معتبرا أن ذلك يقتضي التوازن بين الإجراءات واستمرار الحياة
فيما خلت المتنزهات والساحات العامة من المحتفلين بعيد الفطر المبارك هذا العام نتيجة إجراءات كورونا، كانت صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة للموريتانيين المتنفس الوحيد لاقتناص لحظات الفرح بهذه المناسبة.
وبدأت موريتانيا السبت، تطبيق إجراءات جديدة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، أبرزها فرض حظر جديد للتجول طوال أيام عيد الفطر المبارك.
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، السبت، أن البلاد ستضطر لـ"التعايش مع هذا الوباء لفترة مقبلة"، معتبرا أن ذلك يقتضي التوازن بين الإجراءات واستمرارية النشاط الاقتصادي والحياة اليومية.
وحذر الغزواني في خطاب الاحتفال بعيد الفطر المبارك، من أن "الوضع الراهن خطير ويتطلب من الدولة كل الحزم في فرض ما يتم إقراره من إجراءات احترازية مراعاة للمصلحة العامة احتراما لحقوق وكرامة المواطن"، على حد تعبيره.
وأوضح الغزواني أن الحكومة ستحرص على اختيار ساعات التقيد بما يتناسب والإجراءات الاحترازية مع خصوصية الظرف، معتبرا أن البلاد تعيش مرحلة تتسم بارتفاع عدد الإصابات وتزايد ظهور الحالات المجتمعية.
العيد في زمن كورنا
وهكذا تحولت فضاءات التواصل الاجتماعي إلى ألبومات صور للعيد بالنسبة للمحتفلين لتوثيق مظاهر البهجة والسرور بالمناسبة السعيدة، كما أنها أصبحت الساحة الوحيدة التي يتشارك من خلالها التهاني والتبريكات، في ظل إجراءات متزامنة مع المناسبة تمنع تبادل الزيارات العائلية خلال أيام العيد.
فضاءات التواصل الاجتماعي في موريتانيا لم تكن فحسب ميدان لتبادل التهاني بالعيد، بل عبر كثيرون من خلالها عن حزنهم لمرور مناسبة مهمة مثل عيد فطر دون مظاهر البهجة والسرور ولعب الاطفال، بعد أن قطعت الجائحة أوصال الحركة بين الأحياء والمدن بعضها البعض، وفرض الوباء المستجد أسلوبا جديدا للحياة اليومية.
الإعلامي والناشط الموريتاني سيدي محمد ولد خليفة، علّق عبر منشور له على "فيس بوك" قائلا: "هذا عيد بطعم الكورونا".
وتحسّر ولد الخليفة، على ظرفية تخليد العيد الحالي قائلا: "الوباء وواقعه المُر أفقد أعيادنا بهجتها وسرورها التي كنا ننعم بها حتى عهد قريب"، مستدركا: "براءة الأطفال لا تدرك ما يدور حولها، فلا تحرموهم لذة العيد". مختتما بالدعاء: "رفع الله عنا البلاء عاجلا غير آجل".
أما الناشط السياسي والباحث الموريتاني محمد فاضل الهادي، فعبر عن حزن الاحتفال "بعيدا عن الأهل" بسبب كورونا.
مضيفا في منشور له عبر حسابه على "فيس بوك" قائلا: "لأول مرة أفطر بعيدا عنهم، وصلتني صورهم لكنها لم تملأ الفراغ الذي بقلبي، لعل الله أراد بنا خيرا ليرينا مدى قدرته و نعمه".
وتحت عنوان "بأي حال" دوّن الكاتب والباحث محمد الأمين ولد منى، شجونه في زمن كورونا، مضيفا: "رغم الداء لتبق يا شعبي في القمة".
إصابات وإجراءات جديدة
ويشهد منحى الإصابات بكورونا في موريتانيا، منذ أكثر من أسبوع، ارتفاعا في عدد الحالات المسجلة، وصلت إلى 227 حالة، بعد تسجيل 27 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
كما سجلت موريتانيا منذ بدء دخول الوباء منتصف مارس/آذار الماضي 6 وفيات حتى الآن بالإضافة إلى تعافي 6 حالات أخرى.
وكانت موريتانيا أعلنت نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي تعافي جميع الحالات الـ6 التي سجلتها، قبل أن بدء تسجيل حالات جديدة قبل أسبوع.
وأعلنت موريتانيا، الجمعة، سلسلة إجراءات جديدة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، أبرزها فرض حظر جديد للتجوال طوال أيام عيد الفطر المبارك، بالإضافة إلى تعليق أداء صلاة العيد.
ويبدأ حظر التجوال الذي أعلنه الناطق باسم الحكومة، من 4 عصرا وحتى 6 صباحا، على أن تكون مواعيد الحظر بعد أيام العيد، من 8 مساء وحتى 6 صباحا لمدة 3 أسابيع.
ويأتي تشديد حظر التجوال بعد ظهور عشرات الإصابات بفيروس كورونا في مختلف مناطق البلاد وتسجيل نحو 200 إصابة جديدة خلال أقل من أسبوع بعد إعلان خلو البلاد من الفيروس.