بحكم كورونا.. علماء "ناسا" يكتشفون المريخ من المنزل
علماء ناسا الذين يعملون من منازلهم تمكنوا من تشغيل مركبة ناسا "كيوريوسيتي روفر" التي تقع على بعد 125 ميلا على كوكب المريخ
يتجه كثير من قطاعات الأعمال في شتى أنحاء العالم لاتخاذ تدابير العمل عن بعد من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وتقليل خطر تعرض موظفيهم للإصابة بالفيروس، لكن ماذا إن كان هؤلاء الموظفون علماء ضمن صفوف وكالة ناسا، كيف يواصلون عملهم؟
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وضع علماء ناسا تعريفا جديدا للعمل من المنزل من خلال مواصلتهم استكشاف كوكب المريخ، من داخل منازلهم.
وأوضحت الصحيفة أن العلماء الذين يعملون من منازلهم بسبب تدابير الإغلاق التي تستهدف مكافحة فيروس كورونا تمكنوا من تشغيل مركبة ناسا "كيوريوسيتي روفر" التي تقع على بعد 125 ميلا على كوكب المريخ.
ويواصل فريق "مختبر الدفع النفاث" التابع لناسا استكشاف الكوكب الأحمر بالرغم من عدم تمكنهم من الذهاب لمكتبهم في كاليفورنيا أو استخدام المحطات المتطورة للغاية.
وواصل العلماء عملهم باستخدام الحواسيب المحمولة العادية ونظارات ثلاثية الأبعاد حمراء/ زرقاء بسيطة، حيث نجحوا في توجيه المركبة للحفر بتربة المريخ.
وقالت الوكالة إن الفريق عادة يكون موجودا داخل غرفة واحدة ويتشاركون شاشات العرض، والصور، والبيانات، لكن الآن عليهم القيام بذلك باستخدام خدمات الإنترنت وغرف الدردشة.
وبدأت ناسا التخطيط من أجل أن يكون باحثوها قادرين على العمل من المنزل بداية من مارس/آذار الماضي، وبحلول يوم 20 مارس/آذار الماضي جرى تنفيذ أول مهمة عن بعد بشكل كامل، وأرسلت سماعات الرأس وشاشات الرصد وغيرها من المعدات إلى منازل العلماء.
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن أول مهمة عمل عن بعد تماما للمركبة، شهدت توجيه الفريق لـ"كيوريوسيتي" بالحفر في الحجر الرملي لجمع عينات للتربة يمكن إجراء اختبارات عليها لاحقا.
حتى الآن، الأمر مشابه للعديد من الفرق التي تعمل في أجواء المكاتب العادية، لكن في هذه الحالة يعملون على شيء أبعد؛ مركبة على المريخ.
ومنذ إعلان تدبير الإغلاق والعزل لإبطاء انتشار فيروس كورونا، تعين على الكثيرين العثور على سبل جديدة للعمل عن بعد.
الآن فريق " كيوريوسيتي" يؤدي نفس المهمة من خلال عقد عدة مؤتمرات "فيديو كونفرنس" في نفس الوقت، ويعتمدون أكثر أيضا على تطبيقات التراسل.
وأوضحت الصحيفة أن الأمر يستغرق جهودا إضافية للتأكد من أن الجميع يفهمون بعضهم، وفي المتوسط، يستغرق التخطيط اليومي ساعة أو ساعتين إضافيتين عما كان يستغرق في الأوقات العادية.
وأشارت إلى أن هذا يضع قيودا على إعداد التوجيهات المرسلة يوميا للمركبة لكن إلى حد كبير تعمل المركبة بشكل مثمر علميا كما كانت دائما.
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن وكالة ناسا تعتبر محنكة فيما يتعلق بالعمل عن بعد؛ إذ إنها عملت مع الفرق الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى تاريخ من التواصل مع رواد الفضاء المتجهين إلى القمر.