كيف تحول كورونا إلى جائحة؟
الفرق بين مراحل انتشار الوباء الفيروسي بعد تصنيف كورونا الجديد "جائحة" من قبل منظمة الصحة العالمية
في الوقت الذي اعتبرت فيه منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا الجديد "جائحة" عالمية، ذيلت المنظمة بيانها بملاحظة أن الفيروس "كوفيد - 19" يمكن السيطرة عليه.
وبرز التساؤل بعد بيان منظمة الصحة حول معايير التصنيف بالنسبة للأمراض الفيروسية التي تنتشر بشكل كبير بين البشر، إذ رأى البعض أن السيطرة عليه تجعله في مرحلة الوباء وليس الجائحة.
ومن الأمراض الفيروسية: كالإيدز، والتهابات الكبد، والحصبة، وشلل الأطفال، ومرض حمى الوادي المتصدع، والأمراض المعدية التناسلية: مثل السيلان والزهري.
وتكمن خطورة الأمراض الوبائية في انتشارها السريع وفي بعض الأحيان تكون قاتلة أو تتسبب في بعض الإعاقات المستديمة على الإنسان المصاب بها.
التفشي
تبدأ المرحلة الأولى من الخطورة من الأمراض الفيروسية سريعة الانتشار بالتفشي؛ وهو ارتفاع مفاجئ في عدد حالات المرض.
وقد يحدث تفشي المرض في مجتمع بشري متجانس أو منطقة جغرافية، أو قد يؤثر على العديد من البلدان، ويستمر لبضعة أيام أو أسابيع، أو حتى لعدة سنوات مثل الإنفلونزا الموسمية بأنواعها.
ويمكن اعتبار حالة واحدة من الأمراض المعدية تفشيا، إذا كان المرض نادرا مثل التسمم الغذائي عن التلوث، أو له آثار خطيرة على الصحة العامة مثل عامل الإرهاب البيولوجي مثل الجمرة الخبيثة.
الوباء والجائحة
وباء الإنفلونزا الإسبانية 1918-1919 التي قتلت ما بين 20 و40 مليون شخص، وكان واحدا من أكثر الأوبئة المدمرة في تاريخ العالم المسجل، وتعد إنفلونزا H1N1 عام 2009 أحدث جائحة عالمية.
وتفرق الأدبيات الطبية بين الوباء والجائحة على أساس نطاق الانتشار والقدرة البشرية على الأضرار التي يسببها الفيروس.
الوباء هو الانتشار السريع للأمراض المعدية لعدد كبير من الناس في مجموعة سكانية معينة خلال فترة زمنية قصيرة، عادة ما تكون أسبوعين أو أقل.
فعلى سبيل المثال، في حالات عدوى الالتهاب السحائي، يعد معدل هجوم يزيد على 15 حالة لكل 100.000 شخص لمدة أسبوعين متتاليين "وباء".
وهو تفشٍ على مساحة جغرافية أكبر، ففي حالة فيروس كورونا بدأ الأشخاص الموجودون في أماكن خارج ووهان في إجراء اختبارات إيجابية للإصابة بالعدوى، ما يعنى أن حالات انتشار "كوفيد - 19" في جميع أنحاء الصين تعني أنه قد تطور إلى وباء.
أما الجائحة فعادة ما يستخدم ذلك المصطلح لوصف أي مشكلة خرجت عن نطاق السيطرة.
ويعرف بأنه تفشي مرضى فيروسي يحدث في منطقة جغرافية واسعة ويؤثر على نسبة عالية من السكان بشكل استثنائي.
وهو المرحلة التالية على الوباء، على سبيل المثال عند انتشاره إلى قارات متعددة، أو في جميع أنحاء العالم.
منظمة الصحة العالمية، أكدت على موقعها على الإلكتروني، أنه لا يمكن تصنيف مرض ما كجائحة بسبب انتشاره الواسع وقتله كثيرا من الأفراد وحسب، وإنما لا بد أن يكون معديا ويمكن انتقاله من شخص لآخر، فمرض السرطان مثلا قد تسبب في وفاة الكثيرين حول العالم، لكنه ليس معديا أو منقولا بين الأفراد، لذلك لا يعد جائحة.
الجوائح التاريخية
فيروس كورونا الجديد لا يعد الوباء الأول من نوعه الذي يغزو العالم ويتحول إلى جائحة.
سبق أن تفشت أوبئة أخرى، أثارت القلق العالمي على مدار السنوات الماضية، كان أبرزها خطورة فيروس إيبولا، الذي انتشر في عدد من الدول الأفريقية، وفيروس زيكا الذي انتشر في أميركا الجنوبية، والطاعون الأسود والكوليرا.
وكذلك من الجوائح وباء الإنفلونزا الإسبانية 1918-1919 التي قتلت ما بين 20 و40 مليون شخص، وكان واحدا من أكثر الأوبئة المدمرة في التاريخ.
وشددت منظمة الصحة العالمية على عدة توصيات بشأن كورونا أبرزها أنه لا يوجد سبب لاتخاذ تدابير تتعارض بشكل غير ضروري مع السفر والتجارة الدولية، وضرورة تسريع عملية تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز