"حياة كالجحيم".. كورونا يفاقم معاناة أطفال الشوارع في العراق
فاقمت جائحة فيروس كورونا معاناة الأطفال الذين يجوبون شوارع مدينة كربلاء العراقية لبيع مناديل ورقية أو أشياء صغيرة أخرى.
يأتي ذلك بعد أن أصبح هؤلاء الأطفال مشهدا عاما يتزايد في أرجاء المدينة، في إطار محاولاتهم لتوفير بعض احتياجات أُسرهم التي ينخر الفقر في عظامها.
ودفعت الظروف الراهنة جمعيات خيرية محلية لمساعدة أطفال الشوارع من خلال العمل على توفير فرص لتعليمهم والترفيه عنهم ومساعدة أهلهم في آن واحد.
وقال أمير حسن، المتطوع في جمعية (رحماء بينهم) الخيرية العراقية إن الكثير من الأُسر تُضطر للدفع بأطفالها للعمل في سن مبكرة بسبب الضغوط الاقتصادية، بحسب وكالة "رويترز".
وأضاف: "نحن كشباب متطوعين حملنا على عاتقنا أن نركز على شريحة مهمة من الأطفال الذين تعرضوا لعدة ظلمات والذين عانوا في التقاطعات وفي الأماكن العامة بسبب الإجبار على العمالة المبكرة".
وتابع حسن: "بعد أزمة كورونا تفاقم الوضع الاقتصادي للبلد، ساء أكثر، وانقطعت المعونات عن الأطفال فاضطرت العوائل لإرسال أبنائهم إلى التقاطعات، بسبب الفقر والعوز المادي".
وتتعشم جمعية "رحماء بينهم" الأهلية التي تأسست عام 2017، في مكافحة هذه الظاهرة بالعمل على توفير أماكن آمنة لهؤلاء الأطفال يتسنى لهم فيها الحصول على قسط من التعليم وممارسة أنشطة وتعلم مهارات مفيدة.
وقال أمير حسن: "توضع برامج عدة منها دعم مادي لهذا الطفل وعائلته اللي هي تساعده انو تنقله من مرحلة الشارع إلى انو يكون طفل في بيت أُسري، مشاكل اجتماعية تُحل، أنشطة وبرامج تُشعر الطفل بالطفولة وتحسسه بالأمان".
ويحضر 34 متطوعا وزهاء 40 طفلا بشكل منتظم أنشطة الجمعية التي تستهدف هؤلاء الأطفال، وبينهم أزهر صلاح (16 عاما).
ويقول أزهر صلاح إن الجمعية أنقذته من حياة "كالجحيم" قبل 3 سنوات.
وأضاف: "توفي والدي وأنا في مرحلة الثاني ابتدائي والثامنة من عمري، وبديت أجول في الشوارع، وبديت أحمل مسؤولية عائلة وأتحمل مسؤولية رغم صغر عمري".
وقال أمير حسن: "الفكرة انو هذا الطفل يرجع من التقاطع إلى بيت آمن ويكون مستقبلا محاولا انو يتم العمل عليه حتى يكون إنسان فاعل بالمجتمع".
ويتمنى صلاح الآن أن يرد الجميل، عندما يكبر، للجمعية والمجتمع بمساعدة أطفال الشوارع على تفادي التعرض لما عاشه من معاناة.
وتتلقى جمعية "رحماء بينهم" دعما من صندوق العتبة العباسية الدينية ومقره العراق إضافة إلى متبرعين أفراد.
وسجلت السلطات الصحية العراقية حتى الثلاثاء 27 أكتوبر/ تشرين الأول، 455398 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بينهم 10671 وفاة.