كورونا ينعش التسوق الإلكتروني في غزة
الخبراء يقدرون نمو التسوق الإلكتروني في غزة بنسبة 40% متوقعين أن تصل إلى 60% مع اتساع نشاطها ليشمل الأغذية والخضراوات
عبر تطبيق إلكتروني على هاتفه المحمول، بات المواطن الفلسطيني حسن خيري يقضي احتياجاته المنزلية، ليتجنب النزول للتسوق؛ ضمن التزامه بالحجر المنزلي منعا لتفشي فيروس كورونا.
وأنعشت الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا حركة التسوق الإلكتروني عبر أشكال مختلفة في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية.
وقال خيري لـ"العين الإخبارية": "كنت معتادا على الشراء المباشر من الأسواق والمحال التجارية، لكن مع إعلان حالة الطوارئ والدعوات للالتزام بالمنازل، خشية تفشي فيروس كورونا، خاصة مع تسجيل إصابات في قطاع غزة والضفة الغربية، لجأت إلى تطبيقات التسوق التي تزايدت، وباتت توفر كل المشتريات دون زيادة كبيرة في الأسعار".
وفي السابق كانت تطبيقات التسوق توفر سلعا إلكترونية وبعض الملابس، لكنها مع حالة الطوارئ والقيود على التحرك وسعت أنشطتها لتشمل جميع الأصناف بما في ذلك احتياجات المنازل من الخضراوات والفواكه والمواد التموينية المختلفة.
وضربت جائحة كورونا المستجد مختلف القطاعات الأساسية في قطاع غزة لتفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية أساسا في القطاع بعد 14 عاما من الحصار الإسرائيلي.
وبعد أكثر من شهر على فرض حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، ضمن الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا، بدأت آثار التعطيل والإغلاقات تظهر بوضوح في الحركة الاقتصادية.
وقالت سوزان مراد من العلاقات العامة في متجر لقطة الإلكتروني، لـ"العين الإخبارية": "إن أزمة كورونا زادت الطلب على البضائع المعروضة، خاصة بعد أن وسعوا المعروضات لتشمل السوبرماركت بجميع محتوياته وقسم الخضراوات والفواكه".
وأشارت مراد إلى أنهم رصدوا زيادة كبيرة في تحميل التطبيق على الهواتف المحمولة في قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48، حيث يوفر المتجر بضائعه عبر شبكة واسعة مع العاملين.
وأوضحت: "لدينا اليوم أكثر من 1000 منتج وأكثر من 100 مورد بغزة و200 مورد بالضفة، وأنهم كانوا يركزون في السابق على أقسام مختلفة مثل الإلكترونيات ومستحضرات التجميل والصحة والملابس الرياضية والألعاب ومستلزمات الطفل وغيرها".
وتابعت: "لكن مع مطلع أبريل/نيسان الجاري ونظرا للوضع الصحي جرى افتتاح السوبرماركت ويتضمن المواد الغذائية وقسم الخضار والفواكه والمنظفات".
وأضافت "في قسم الخضار والفواكه هناك 69 منتجا والمنظفات 40 منتجا ومئات السلع الغذائية، ونعمل الآن على إضافة منتجات متعددة مثل البقوليات والأجبان والألبان والتسالي".
وأشارت إلى أن أكثر الطلب حاليا المواد الغذائية والخضراوات وألعاب الأطفال ومنتجات الرياضة.
وأوضحت مراد أن التسوق يتم عبر التطبيق وبعد اختيار السلع يجري إرسال السلع في طرد معقم ينقله سائق يكون معقما وعند تسليم الطرد يعقم الزبون أيضا، عملا بالإجراءات الاحترازية.
وعلى غرار التطبيقات الرسمية للتسوق الإلكتروني، لجأت العديد من المحال إلى توفير خدمة الشراء الإلكتروني عبر الوتساب أو الصفحات الإلكترونية، مع توفير خدمة التوصيل بتكلفة زهيدة.
خدمات توصيل متنوعة
أحد المطاعم الشعبية الشهيرة في قطاع غزة، لجأ بعد قرار إغلاق المطاعم لتقديم خدمة توصيل الوجبات إلى المنازل بتكلفة بسيطة جدا، مقدما خدمة إضافية إمكانية تلبية احتياجات المنازل التسويقية الأخرى.
وقال أبوخالد صالحة الإداري في مطاعم عكيلة لـ"العين الإخبارية": "في ظل الأزمة وتكيفا مع الأوضاع قررنا تقديم خدمة التوصيل للمنازل، ونظرا لأن تكلفة الديلفري في الأوضاع العادية مكلفة نوعا ما، قررنا تقديم الخدمة بمقابل رمزي".
وتابع: "لم يقتصر الأمر فقط على توريد الأطعمة، بل إمكانية التسويق للزبائن"، مؤكدا أن الأمر لقي تجاوبا كبيرا.
نمو يصل إلى 40%
وأوضح محمد أبوجياب، الخبير الاقتصادي لـ"العين الإخبارية"، أن مشاريع التسوق الإلكتروني أغلبها جزء من المشاريع الشبابية الناشئة في ظل انتشار كورونا وشهدت انتعاشة في هذه الفترة.
وأضاف أبو جياب: "حتى الآن لا تتوفر أرقام دقيقة حول حجم النمو الذي شهده هذا القطاع، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى نمو من 30-40% في فترة وجيزة، ويتوقع أن يرتفع إلى 60% حال استمرت الأزمة وفرضت قيود جديدة على الحركة".
وأشار إلى أن حركة التسوق الإلكتروني نمت في عدة مجالات سواء بالمتاجر الإلكترونية الافتراضية أو المتاجر التقليدية التي توفر خدمة التسوق الإلكتروني والتوصيل للمنازل.
وتابع: "كذلك نمت خدمات الديلفري المتعلقة بمشتريات الأكل والمواد التموينية بعد أن كانت تقتصر في السابق على مشتريات محددة وغالبا لا تكون متوفرة في القطاع".
المستقبل
ويؤكد الدكتور ماهر الطباع، مدير الإعلام في الغرفة التجارية بغزة، أن أزمة كورونا ساهمت في نمو وزيادة الاعتماد على التسوق الإلكتروني، خاصة مع حملات "خليك في البيت"، وهو ما دفع العديد من المحال والمستثمرين لإطلاق تطبيقات وتوفير خدمة التسوق الإلكتروني.
وأضاف الطباع، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن تزايد استخدام التطبيقات سيساهم في تنمية قطاع التكنولوجيا محليا.
وتابع: "هذا التسوق سيعطي منحنى إيجابيا لقطاع التكنولوجيا خلال الفترة القادمة"، مقدرا أن التسوق الإلكتروني سيكون مستقبلا أساس التسوق بغزة مع النجاح الذي يحققه في هذه الأزمة.
وقفزت واردات قطاع غزة عبر معبر كرم أبوسالم بنسبة 30% في مارس/آذار الماضي، مقارنة مع واردات القطاع خلال فبراير/شباط من العام نفسه، وفقا لما أظهرته بيانات رسمية، الأمر الذي عزاه الخبراء إلى تكثيف مشتريات الأغذية ومواد التعقيم لمواجهة جائحة كورونا والاستعداد لشهر رمضان.