تكاتف الدول بعضها مع بعض وعملها على مكافحة فيروس "كورونا" سيخلق تلاحما عالميا
انتشر كورونا في كل العالم، دون مراعاة لكون الدولة "عظمى أو كبرى أو نامية أو متطورة، ولم يفرق بين غني وفقير"!! الإحصائيات الأخيرة لعدد الإصابات أكثر من مليون شخص في العالم، حسب إحصائيات جامعة جونز هوبكنز، في بداية ظهور الفيروس "بالصين" لم تكن الأعداد بهذا القدر من التسارع، خصوصاً في "ووهان" الصينية، حيث قامت الحكومة الصينية بالسيطرة على انتشار الفيروس وأخذ كل الخطوات الضرورية التي منعت تفشيه في الصين قاطبة، وساعدها في ذلك التزام الشعب الصيني بالموجهات الحكومية وضرورة البقاء في المنازل حفاظاً على أرواحهم وعدم انتقال العدوى بين الجميع، لهذا أصبحت الأعداد مستقرة في الصين منذ أشهر، بسبب الالتزام واحترام قرارات الحكومة الصينية ووعي الشعب الصيني لخطورة انتشار "كورونا".
عندما أعلنت الصين عن عدد من الإصابات بفيروس "كورونا" قام العديد من الدول بإرسال مساعدات ودفع مبالغ ضخمة للصين لمكافحة الفيروس والحرص على عدم انتشاره، ونجحت إلى حد كبير في إيقاف انتشاره داخل الصين، لكن الفيروس خالف كل التوقعات وخرج خارج حدود سور الصين العظيم، واجتاح العالم، لهذا يجب على شعوب العالم الالتزام بما قام به شعب التنين من خلال الالتزام بكل الموجهات التي تسنها الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية للمساعدة في عدم اجتياح هذا الفيروس للدول والقضاء عليه بأسرع وقت لتستمر الحياة وتعود لوضعها الطبيعي دون مهدداته.
على كل الشعوب الوقوف مع حكوماتها والالتزام بالتوجيهات والقوانين التي سنتها هذه الدول للمحافظة على صحة مواطنيها وكل من على أرضها وضمان حياة كريمة للجميع والقضاء على كل مهدد للبشرية
كما أن تكاتف الدول، بعضها مع بعض، وعملها على مكافحة فيروس "كورونا" سيخلق تلاحماً عالمياً، ويبعد الفوارق التي خلقتها السنوات والقرون بين مختلف دول العالم، يجب على الدول العمل على توحيد النظم الصحية والتدابير الوقائية من الكوارث والمهددات الطبيعية التي تجتاح عالمنا اليوم، لأن تكاتف دول العالم بعضها مع بعض يسهم في تحقيق التعاون والتكامل الدولي لمكافحة كل مهددات البشرية ويخلق أنظمة متطورة لخدمة البشرية كلها.
وأكبر دليل على ما تحدثنا عنه وقوف دول عديدة مع الصين بداية انتشار "كورونا" وبعدها وقوف الصين مع دول العالم أجمع للقضاء على هذا الفيروس، ونشاهد حتى يومنا هذا ما تقوم به الدول بمساعدة بعضها في ظل هذه الأزمة التي يمر بها العالم أجمع، فقد قامت أمريكا بتقديم مساعدات للصين عند بداية الأزمة، وكذلك بريطانيا والإمارات والسعودية والعديد من الدول التي وقف بعضها مع بعض.
لذا على كل الشعوب الوقوف مع حكوماتها والالتزام بالتوجيهات والقوانين التي سنتها هذه الدول للمحافظة على صحة مواطنيها وكل من على أرضها وضمان حياة كريمة للجميع والقضاء على كل مهدد للبشرية.
إن ما يشهده العالم يجعلنا نفكر في كيفية تضامن كل دول العالم ضد عدو مجهول، وهل يجد العالم "Anti-Virus" للقضاء على "كورونا"، هذا الفيروس أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم "قرية صغيرة" يفكر كل سكانه في القضاء على عدو واحد يشكل تهديدا لسكان العالم، فهل يوحد كورونا العالم بعدما أبعدته الصراعات والحروب والنعرات العنصرية والفكرية والتجارية والصناعية والتكنولوجية والبيولوجية؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة