أدوار المجتمع المدني لا يمكن حصرها وكل من موقعه يسهم فيما يستطيع لتجاوز المجتمع الأزمة أو الكارثة.
مهما بلغت بعض الحكومات من إمكانيات وقدرات على مواجهة الأزمات والكوارث فإن ذلك لا يغني عن دور المجتمع المدني ومساهماته المختلفة في التكاتف مع الحكومات في التصدي للصعوبات والتحديات.
وهناك صور شتى وعديدة لأعمال المجتمع المدني، وأقل ذلك ألا تكون وسيلة إعاقة وتخريب لجهود الجهات الفاعلة المسؤولة عن رفع الضرر عن المجتمع، وأن يكون ملتزماً بالتعليمات التي تصدرها الجهات المسؤولة، وأخذ المعلومات والأخبار من مصادرها الرسمية الموثوقة بها. ولكن هناك من لديه مفهوم خاطئ عن المساهمة المدنية كمن ينصب نفسه مراسلاً في نقل الأحداث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لا تخدم المجتمع في وقت الأزمات دون تقدير للفزع والهلع الذي يسببه للآخرين؛ لا سيما أن ما ينقله من أحداث لم تكتمل معالمها، والبعض لا يتردد في إكمال تلك الأحداث من نسيج خياله مما يشغل المجتمع من تقدير الأمور بالصورة الصحيحة لمجابهة الأخطار.
هناك من لديه مفهوم خاطئ عن المساهمة المدنية كمن ينصب نفسه مراسلاً في نقل الأحداث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لا تخدم المجتمع في وقت الأزمات دون تقدير للفزع والهلع الذي يسببه للآخرين.
إن أدوار المجتمع المدني لا يمكن حصرها وكل من موقعه يسهم فيما يستطيع لتجاوز المجتمع الأزمة أو الكارثة، فعلى سبيل المثال رجال الأعمال يجب أن يبادروا بمساهمات مختلفة وفق نوع الأزمة وكل مرحلة من مراحلها؛ لا سيما أن تعافي المجتمع وبأقل الخسائر يكون لصالحهم، وهذا أيضاً ينطبق على المهنيين والمختصين كل حسب حاجة المجتمع من خدماته في حالة الأزمات.
كما لا يخلو مجتمع ما من العقلاء والإيجابيين الذين يبادرون بطرح الأفكار والمبادرات التي تسهم في تخفيف وطأة أي كارثة أو أزمة، وذلك بتنظيم الصفوف والتنسيق مع حكوماتهم؛ بحيث يقوم كل بدوره لتجاوز المحن، وأن يكون عملهم رافداً من الروافد التي تعتمد عليها الجهات التي تمد يد العون والمساعدة للمنكوبين أو المحتاجين للمساعدات وذلك بأشكال مختلفة يفرضها واقع الأزمة، وعلى كل شخص ألا يستصغر دوره الذي يمكن أن يفيد فيه المجتمع.
وهناك عدة سيناريوهات وآليات يضعها المجتمع المدني لتسهيل عمل الحكومات لأن تصل إلى المحتاجين والمتضررين، ومنها أن تخصص لنفسها مراجع إلكترونية تستطيع من خلالها الحكومات والجهات المشرفة على مد يد العون في الكوارث والأوقات الاستثنائية من الرجوع لها كمرجع فيها المعلومات التي توفر على المنقذين والمسعفين في الكوارث، تقديم خدماتها بسهولة ويسر.
كما أن على الجهات المعنية بإدارة الأزمات في بعض الدول ألا تغفل دور المجتمع المدني في حالة الأزمات والكوارث، وأن تهيئ له البنية التحتية في أداء واجباتها المدنية، وأن تكون مصدر إلهام للمجتمع المدني في أن يكمل دور الفرق المسؤولة عن انتشال المجتمع من الكبوة التي يعيشها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة